| مقالات في المناسبة
من المعلوم أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يتمتع بشخصية ثرة وغنية نادرة فهو قائد محنك وسياسي ماهر بلاشك كما انه انسان وأب ومرب كبير، وفيما أرى ان جوانب شخصيته السياسية والقيادية قد طرقت فأحببت ان اتناول جوانب من شخصيته الانسانية والابوية التي تكشف للقارئ الكريم تكامل شخصية مليكنا المفدى وندرة معدنه أمد الله في عمره ،
وقد رأيت ان الذكرى العشرين الخالدة لمبايعته حفظه الله خير مناسبة للحديث عن هذه الجوانب فقائدنا ولله الحمد يحظى باحترام واهتمام بالغين وبحضور قوي ومميز ليس لدى شعبه فحسب بل على مستوى العالم اجمع لما يتمتع به من حصافة وحكمة ومصداقية وبعد نظر ومواقف أهلته لهذه المكانة بين ملوك وزعماء ورؤساء الدول الى جانب ما يتصف به حفظه الله من التواضع الجم وحرصه الشديد على تلمس احتياجات المواطنين بنفسه على اختلاف فئاتهم ومستوياتهم فنجده حفظه الله يخصص اياما للعلماء والمشايخ واياما يلتقي فيها بعموم ابنائه المواطنين كما يحرص حفظه الله على عقد لقاءات مفتوحة مع طلبة الجامعات بصفة ثابتة ويشارك ابناءه طلبة التعليم العام في حضور احتفالاتهم بنهاية العام الدراسي كما يلتقي بأبنائه الشباب في المناسبات الرياضية المختلفة وهو في كل لقاءاته يتلمس احتياجاتهم ويتحسس مشاعرهم ويتحدث معهم بصراحة منقطعة النظير ويحرص على تحقيق متطلباتهم وحل مشكلاتهم كما تجده يخصص اياما لابنائه الاطفال يلتقي بهم وينزل الى مستوياتهم كأب ومرب كبير، كما يخصص جزءا من وقته الثمين لزيارة المرضى وتفقد آحوالهم وعلاجهم على نفقته الخاصة وفقه الله ومواقفه الانسانية تغطي الكرة الارضية بأسرها، فالكل يعرف مبادرته السامية عندما استجاب لاستغاثة عائلتين بريطانيتين فأمر بدفع نفقات علاجهما كاملة فبعث الامل والسعادة في قلوب العائلتين دون ان يعرف عنهما شيئا في نوال الاجر واعطاء صورة واضحة للمسلم الحق ولا ننسى موقفه حفظه الله عندما علم بنبأ مرض الداعية الاسلامي الكبير الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وملازمته الفراش في منزله وسوء حالته فبادر بارسال طائرة خاصة الى القاهرة مع طاقم طبي كبير لنقل الشيخ الى احد المستشفيات البريطانية واكثرها تقدما للاشراف على معالجته حتى من الله عليه بالشفاء وكذلك رعايته للداعية الكبير الشيخ احمد ديدات شفاه الله وعلاجه على نفقته الخاصة وهذا ما حدا بمجلة الاتفاق اللبنانية الى اختيار الملك فهد رجل عام 1993م،
وانسانية الملك فهد متأصلة فيه لا تنفصل عن شخصيته القيادية والسياسية فهو القائد الذي يهب لاغاثة منكوبي الزلازل والكوارث والحروب والمجاعات في كل مكان بدافع من عقيدته وانسانيته بغض النظر عن ديانتهم واجناسهم وحتى لو كانوا من مواطني الدول التي تخالف نهج المملكة فها هو حفظه الله أول من بادر الى التبرع لمساعدة منكوبي الحرب الحالية في افغانستان وتبرع شخصيا بمبلغ (34) مليون ريال وحث شعبه على المسارعة لنجدة الشعب الافغاني المنكوب وهو الرجل الذي سعى قبل ذلك الى الوفاق والتضامن بين دول المغرب العربي وايقاف الخلاف الذي نشب بين الاردن وسوريا كما سعى الى حقن دماء الاشقاء اللبنانيين والفلسطينيين وبذل جهوداً في حل الخلاف الذي وقع بين الاشقاء اليمنيين ،
كما سعى الى نصرة الافغان في جهادهم السابق ضد الغزو السوفيتي قبل تفككه، ولايخفى على الجميع نخوته وانسانيته العظيمة ووقوفه الى جانب الشعب الكويتي الشقيق ونصرته في ازالة الظلم الذي تعرض له اثناء الغزو العراقي عام 1990م حتى تحقق ذلك ولله الحمد والمنة ،
وغير ذلك من المواقف الانسانية التي تجل عن الحصر وانما يهمنا ما تنطوي عليه من دلالات كبيرة على انسانية هذا الملك الصالح ومكانته الكبيرة في قلوب اشقائه العرب والمسلمين ولا عجب اذن ان يكن له شعبه الحب والوفاء والاخلاص وان يتمتع بمكانة كبيرة في قلوب ابناء العروبة والاسلام وقد ظهر ذلك الحب جليا عندما تعرض خادم الحرمين الشريفين لوعكة صحية ألمت به نتيجة ارهاقه الشديد وضغطه على صحته وفكره في سبيل مصلحة وطنه وامته فقد هب المواطنون بمختلف فئاتهم للاطمئنان على صحة قائدهم ووالدهم شيبا وشبانا رجالا ونساء ولم يهدأ لهم بال حتى من الله عليه بالشفاء وعاد لممارسة صلاحيته في القيادة وفقه الله ومتعه بالصحة والعافية وابقاه ذخراً وسنداً لنا ولأمته العربية والاسلامية وبعد فإنه لا يمكن الاحاطة بكافة جوانب شخصيته الانسانية في هذه العجالة الا انني ارجو ان اكون قد وفقت في القاء الضوء على بعض جوانبها،
سليمان بن عبد العزيز الشدوخي
|
|
|
|
|