| مقالات في المناسبة
لا شك أن ذكرى مرور عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين حفظه اللّه مقاليد الحكم كان حافلاً بالإنجازات الحضارية العملاقة التي فاقت جميع التوقعات العالمية التي تصورت أن النمو الصناعي في المملكة يقتصر على استخراج وتكرير وتصدير الزيت الخام .
فإن إنشاء قاعدتين صناعيتين في الجبيل وينبع كان تحدياً كبيراً ، والأسلوب الإداري الذي قابل هذاالتحدي بتشكيل مجلس إدارة للهيئة الملكية برئاسة خادم الحرمين الشريفين حفظه اللّه كان عين الصواب والحكمة وبعد النظر فوجود مظلة إدارية واحدة لجميع المهام والمسئوليات المناطة بإنشاء التجهيزات الأساسية للمدينتين والتي خطط لها بأسلوب علمي ومنهجي سليم مكن الهيئة الملكية من تنفيذها بأفضل المعايير والأساليب الفنية وتقديم خدمات متميزة الأمر الذي جعل مدينتي الجبيل وينبع من التجارب الناجحة والرائدة ليس على المستوى الإقليمي فحسب بل على المستوى العالمي.
إن فكرة تكوين إدارات الهيئة الملكية بخدماتها المختلفة والمتنوعة تحت مظلة رئيسية واحدة لهي من التجارب الفريدة من نوعها بالمملكة على كافة المستويات الإدارية والفنية والخدمية ، فإنها بمثابة مركز الخدمة الشاملة والتي أثبتت قدرتها على إزالة المعوقات وتسهيل الأعمال لمصلحة النمو والتطور المتوازن في كافة المجالات الاستثمارية.
إن الهيئة الملكية قد انتهجت هذا المنهج الإداري منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين رئاسة الهيئة الملكية بعد صدور المرسوم الملكي في عام 1395ه ، فالناظر والباحث يستطيع أن يرى فى إطار هيكلة مشروع الهيئة الملكية في إحدى المدينتين الصناعيتين هذا النهج الإداري والفني بارزاً في القطاعات التنظيمية المختلفة.
فهناك قطاع الخدمات البلدية بإداراته الخدمية المختلفة تعمل سوياً في موقع واحد يخدم جميع المصالح العامة ابتداءً من الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية والخدمات المساندة الأخرى كالطرق والنظافة والتشجير والإنارة.
وهناك قطاع التخطيط والمشاريع بإدارته الفنية والهندسية المختلفة تحت مظلة ومقر موحد ، تعنى بإعمار وتطوير المدينة الصناعية بما تحدده الخطط والدراسات لتوسيع النطاق العمراني والصناعي باحتياجات بنيتها التحتية، وهناك قطاع الشئون الصناعية والتي تتمركز فيها الإمدادات الأساسية لنمو المدينة الصناعية وتوسعها من كهرباء وماء ومشتقاته وقنوات التبريد وكافة المرافق اللازمة وفقاً لأفضل معايير الهندسة الحديثة.
وتعمل الهيئة الملكية وبشكل منتظم على رصد المتغيرات وحجم الطلب وتحديد نسب النمو الصناعي والسكني ومقدار الحاجة لتوسيع التجهيزات الأساسية والمرافق وتطوير الأراضي وتخصيصها وضمان استغلالها بما يتفق والغرض منها ضمن جدول زمنى مرصود حيث يأتي كل ذلك فى إطار خطة شاملة متوسطة إلى طويلة الأجل تتماشى وتنسجم مع الخطط الخمسية للدولة ويجري تطبيق برامجها المختلفة من خلال خطط عمل سنوية متتابعة.
وهذا الإنجاز العظيم جدير بأن يكون مصدر افتخار واعتزاز ويلقي بدوره علينا مسئولية العمل الجاد والمخلص للمحافظة على مكتسبات الحاضر ومواجهة تحديات المستقبل وإن إنجاز المزيد بالتركيز على العلم والعمل والسلوك الحضاري الذي يتواكب مع المكانة الدولية المرموقة التي بلغتها بلادنا.
إن الحنكة الإدارية لخادم الحرمين الشريفين قد برزت من خلال الازدهار والخير الذي عم جميع أرجاء المملكة وتبين بشكل جلي من خلال نجاح تجربة المملكة في تأسيس قاعدة صناعية لها تأثيرها الاقتصادي على المستوى العالمي.
وأتشرف بالأصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي بالهيئة الملكية بينبع أن أرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين حفظه اللّه أسمى آيات التهاني بهذه المناسبة العظيمة بمرور عشرين عاماً على توليه يحفظه اللّّه مقاليد الحكم والتي تأتي وهذا الكيان في أمان وطمأنينة وهي اعتبارات أساسية أسهمت في مسيرة التنمية المباركة التي انطلقت منذ أن أعلن المؤسس في سيره لهذا الكيان توحيد المملكة واستمرت في التقدم والازدهار.
سائلاً المولى أن يحفظ قائد هذه المسيرة وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن يوفق الجميع لما فيه الخير والسداد.
*مدير عام مشروع الهيئة الملكية بينبع
|
|
|
|
|