| مقالات في المناسبة
يقاس التاريخ بحجم الأحداث، وتقاس الأمم بشخصيات مؤسسيها، لذلك كان لنا في المملكة العربية السعودية الحسنيين، وهما عظمة المؤسس والحدث، ثم عظمة الامتداد،
مع تحرك المغفور له الملك عبدالعزيز توقف زحف الجوع والخوف والتشرذم وتحرك سكان الصحراء والقرى مع مليكهم لبناء أول أشكال التوحد العربي بإرادة داخلية، وعقلية مبنية على مقومات ووسائل مستقلة أنجبت في نهاية المطاف ملكاً وشعباً يربطهما عهد يرتكز على حفظ الدين والوطن، وبناء حضارة حقيقية على أرض افتقدت التنظيم السياسي والاجتماعي لمئات السنين،
وجود المملكة العربية السعودية يتجاوز الأهداف المحدودة خلف تأسيس دولة، ويصل إلى ما بعد حدود تأسيس أمة، ويهدف إلى إيجاد عمق استراتيجي لحماية الدين الاسلامي، وجميع معتنقيه في أنحاء العالم وهو هدف بات واضحا منذ البدايات ونال اعترافا حقيقيا من دول العالم الغربي والشرقي بدليل كل الانجازات السياسية التي تؤكد يوميا بأن قيادات المملكة العربية السعودية تتشارك في كل الملفات التي تتلامس مع الاسلام كبلد أو انسان،
وتتحمل قيادتنا ملفات متعددة تهدف الى استكمال بناء الانسان السعودي وتطوير اجياله بشكل يمنحنا حضارة متماسكة تعتمد على مواردنا المحلية في كل متطلبات حياتنا وهو أمر يتقارب تحقيقه مع تسارع الأيام نحو الوصول الى تكامل في كل مقومات أمتنا التي تكنُّ الاجلال لكل من ساهم في هذا الانجاز من رجالات الفكر والاقتصاد الذين يعرفون جيدا أن عطاءاتهم لم تكن لتتم لولا وجود قيادة عادلة، عاقلة، تحب الوطن والمواطن، وتتيح له كل منافذ الخير،
وتطوف بنا السنون إلى محطة رقم 71 مكتوب على أحد أبوابها «كان للتو القريب هناك بدوي يلتحف السماء وينام على الرمل، وليس له من اللباس إلا عباءة صوف نفضها فخرجت من تحتها أمة متكاملة، توحد الله، وتبني المساجد وتعمرها، وتؤدي الزكاة، وتصوم رمضان، وتسهل السبل لحجاج بيت الله الحرام، كان عبدالعزيز فرداً فأصبح تاريخاً وإنجازاً ورسالة، كان عبدالعزيز وريث حكم، فأصبح ملكاً، وورث الحكم لملوك يحملون دمه وفكره وهمَّه وحبه لبلده وناسه ودينه، واستمر أبناؤه الملوك في تكملة البناء وحماية الدين والمسلمين، لأننا دولة تتجاوز حدود الجغرافيا، وتحتل جزءاً كبيراً في فؤاد كل مسلم يعلم أننا نضع أرواحنا وأموالنا لخدمة كلمة «لا إله إلا الله محمد رسول الله»،
صحفي/ الأردن
|
|
|
|
|