| مقالات في المناسبة
عندما تكون الأمم على موعد مع صنع التاريخ ييسر الله لها من أبنائها أبطالا أفذاذا يقودون مسيرتها نحو المجد والسؤدد ولقد كانت هذه الأرض الطيبة وشعبها النبيل على موعد مع أحد أهم عظماء التاريخ يوم أن قيض الله لها المغفور له جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه لبدء ملحمة بناء الوطن ووضعه على مسار التقدم والرقي.
وقد كان طيب الله ثراه ذا بصيرة ثاقبة تنطلق من حرصه على استمرارية هذا التقدم والرقي لأمته وشعبه حتى بعد أن يغادر إلى الرفيق الأعلى فكان ان اعتنى بتنشئة أبنائه البررة الغر الميامين على حب الأمة والوطن والسعي بكل ما وسعهم من جهد لمتابعة ورفد وتطوير ما وصل إليه سلفهم من إنجازات خيرة في مضمار الحضارة الإنسانية آخذين بكل أسباب التطور المدني ومستلهمين في كل ذلك منهج السلف الصالح الذي يرتكز على دعائم متينة من شرع الله سبحانه وتعالى ومن سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا الجو المفعم بأعلى درجات الإيثار والمليء بحب العطاء والاستعداد لبذل الغالي والنفيس في سبيل خير وصلاح هذه الأمة نشأ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وإخوانه الكرام فلا غرو والحال هذه أن تنعم بلادنا الغالية بنعمة الأمن والأمان التي في ظلها تزدهر كل مجالات الحياة..
وبرغم أن القدر حدد موعدا زمنيا هو اليوم الثاني والعشرون من شهر شعبان عام 1402ه لتولي خادم الحرمين الشريفين أمر هذه الأمة فقد كان حفظه الله يساهم قبل ذلك في تسيير دفة الأمور من خلال المواقع العديدة والفعالة التي تسنمها.. فهو أول وزير للمعارف ومن موقعه ذاك أدرك ببصيرته الثاقبة قيمة العلم والعلماء فكان أن وضع الأسس السليمة والفعالة لمنهجية التعليم والتدريب في كل مجالات نهل العلم والثقافة بحيث يتهيأ لهذه الأمة من فلذات أكبادها من يحمل راية التطوير والازدهار.. كما ساهم حفظه الله من خلال دوره كوزير للداخلية في إرساء دعائم الأمن والأمان وهي الأرضية الضرورية لاستمرار وازدهار كل تطور وتقدم.
ومع تقلده حفظه الله مقاليد الأمور استمرت الملحمة التاريخية في البناء والتشييد.. بناء الوطن وتشييده.. وإعداد المواطن الذي هو أداة وغاية كل عمليات التنمية والتطوير.. وبتوجيهات سامية وبمتابعة حثيثة منه حفظه الله وبمؤازرة فعالة وتعضيد منقطع النظير من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام حفظهما الله بدأ التخطيط وبمنهجية علمية مدروسة لعملية التنمية في كافة المجالات فكان أن وضعت أسس جديدة لرفد وتطوير الخطط الخمسية للتنمية وهيئت لها كل أسباب النجاح على كل الأصعدة بحيث انعكس النجاح الباهر الذي تحقق فيها على ترسيخ بنية تحتية متينة في كافة المجالات الإنتاجية والخدمية.
وانطلاقا من حجمها الطبيعي وكونها تتشرف بأنها أرض الحرمين الشريفين فلم يقتصر الدور الرائد للمملكة بطبيعة الحال على تشييد البنية التحتية إنتاجا وخدمات على الصعيد الداخلي فحسب.. وإنما لعبت المملكة كذلك دورها المأمول على الصعيد الاقليمي والعربي والإسلامي إضافة إلى مساهمتها الفعالة في القضايا المطروحة على الساحة الدولية في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والإنسانية.
فلم يكن يمر يوم إلا ويرى العالم أو يسمع بما تقدمه المملكة من أياد بيضاء لكافة الدول الشقيقة والصديقة وخاصة عندما تلم بها الخطوب والكوارث الطبيعية.
وفي القطاع الصحي تحققت ملحمة أخرى من ملاحم البناء والتطوير وقد اتضح ذلك منذ البدء من الاهتمام الذي أولته حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله الذي تمت ترجمته على أرض الواقع بالميزانيات الضخمة التي خصصتها الحكومة الرشيدة لوزارة الصحة وهي الجهة الأولى المسؤولة عن تقديم الخدمات الصحية ترفدها عدة جهات أخرى حكومية وأهلية تقوم بدور فاعل أيضا في هذا المجال. فكان أن تم إنشاء منظومة متكملة من خدمات الرعاية الصحية تقدم خدماتها لأبناء هذا الوطن الغالي ولكل من يقيم على ثراه الطاهر وبأرقى المستويات وقاية وعلاجا وتأهيلا..
وللتدليل على ذلك يحتاج المرء إلى تأليف كتب بل مجلدات كاملة.. ولكن نظرة فاحصة على الأرقام الإحصائية في مجال تقديم الخدمات الصحية بين الماضي والحاضر تعطي أفضل دلالة على ما تم تحقيقه من نمو مطرد في كافة قنوات هذه الرعاية الصحية التي تقدم من خلال ثلاثة مستويات هي مراكز الرعايةالصحية الأولية والمستشفيات العامة وكذلك المستشفيات التخصصية التي تم توزيعها على كامل مساحة الوطن الغالي لينعم جميع أبنائه بأفضل مستويات الرعاية الصحية كما وكيفا ومستوى أداء.
ولم يقتصر الأمر على المنشآت الخدمية الراقية فحسب بل وصل أيضا إلى إعداد الكوادر الصحية الوطنية من أطباء وممرضين وفنيين وهم الذين ستوكل لهم كل فعاليات تقديم هذه الخدمات بأفضل السبل وعلى أرقى المستويات.. وتم ذلك من خلال إنشاء العديد من المعاهد والكليات الصحية في كافة أرجاء المملكة.
وقد آتى كل هذا الاهتمام بالقطاع الصحي من لدن ولاة الأمر حفظهم الله أكله فكان أن تم تصنيف المملكة بحمد الله الدولة السابعة والعشرين من قبل منظمة الصحة العالمية على قائمة أكثر الدول في العالم إنفاقا على الخدمات الصحية وتطويرا لها.
ولا يسعني في هذه المناسبة الغالية إلا أن أدعو الله عز وجل أن يحفظ لهذه الأمة باني نهضتها وقائد مسيرتها إلى الخير والنماء والسؤدد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ليتواصل العطاء ويستمر التقدم والتطور والنماء في هذا الوطن الغالي المعطاء.
المشرف العام على إدارة الإعلام الصحي والنشر بوزارة الصحة
|
|
|
|
|