| مقالات في المناسبة
لعل المتأمل في سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يدرك مدى الجهد الهائل الذي بذله قبل مبايعته ملكاً حتى أصبح لديه دراية واسعة بكافة شؤون البلاد الداخلية والخارجية حيث رأس العديد من وفود المملكة المشاركة في المحافل العربية والعالمية. ولا ريب أن جهده الدؤوب يتضح أشد الوضوح في المنجزات التي تتحقق منذ توليه الحكم وحتى هذه اللحظة فلقد كان لجهوده البارزة دور في توسعة الحرمين الشريفين والتي تعد من أكبر التوسعات التي شهدها طوال تاريخه حيث وضع خادم الحرمين الشريفين حفظه الله هذا المشروع في مقدمة أولوياته ومنحه جل عنايته ورعايته وذلك انطلاقاً من إيمانه الراسخ بأن أمانة هذه الدولة ومسؤولياتها مرتبطان بما يوفق الله سبحانه وتعالى قيادتها لإنفاقه وبذله على الحرمين الشريفين اضطلاعاً بالمسؤولية وأداءً للواجب رجاء المثوبة والأجر عند الله والاحتساب لديه بصالح الأعمال وتسهيل أداء المسلمين لمناسكهم بكل يسر وسهولة.
كما كان لجهوده دور في إيجاد الضمان والمؤسسات الاجتماعية تلبية لحاجات المعوزين كما تشهد المملكة نهضة زراعية كبيرة من إنشاء السدود وتشجيع للمشاريع من خلال بذل المعونات السخية للمزارعين مما أدى إلى تحقيق الاكتفاء في بعض المحاصيل وامتدت الطرق بآلاف الكيلو مترات لتربط مناطق ومدن المملكة بطرق رئيسية وفرعية يسرت التنقل للمواطنين كما أكملت خطوط الطيران الداخلية وأنشأت المطارات الدولية والتي أصبحت تحتل مكاناً بارزاً بين المطارات العالمية. وفي مجال التعليم برزت جهود خادم الحرمين الشريفين في هذا المجال نتيجة ما عرف عنه من ولع شديد بالعلم والمعرفة منذ الصغر حيث قام برحلات عدة إلى خارج المملكة لأجل دراسة العلوم الاجتماعية والسياسية وقد بدأت علاقة خادم الحرمين الشريفين الرسمية بالتعليم حين أسندت إليه وزارة المعارف عام 1373ه فتوسع في فتح إدارات التعليم وإنشاء المدارس والجامعات وإرسال البعثات إلى الخارج ولعل ما يلفت النظر إليه فطنته وتبصره بالأمور ففي كلمته التي وجهها للشعب السعودي بمناسبة عيد الفطر عام 1402ه لخص بإيجاز ما يمكن أن يكون وصفاً دقيقاً لما عليه الحال الآن من تربص ومؤامرات موجهة للعالم الإسلامي حين قال (مؤامرات أعداء الإسلام ضدنا لاتنحصر في غزو أو مؤامرات فتلك أوضح صور مؤامراتهم وربما أقلها ضرراً فالخوف كل الخوف من أن يحاربونا من داخلنا بسلاحين من أخطر أسلحتهم الفتاكة وهما بذور الفرقة بين دولنا ودفع أبنائنا إلى التطرف).
إلا أنه كذلك وضع المنهاج الأساسي الذي يمكن على ضوئه مواجهة هذا الخطر إذ قال (عندما تصدق النية وتصح العزيمة ويتوحد الصف فسوف تكون أمة الإسلام أقوى أمم الأرض بإيمانها أولاً ثم بما حباها الله به من ثروات هائلة ومراكز جغرافية حساسة يدعم ذلك كله قوة عسكرية هائلة نرهب بها الأعداء وندعم بها الأصدقاء). ولايسعني بهذه المناسبة إلا أن أتقدم بالتهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني والأسرة الملكية كافة والشعب السعودي النبيل داعياً الله أن يديم علينا نعم النماء والأمن والاستقرار في ظل قيادتنا الرشيدة.
علي بن عبد الرحمن القميع
مدير مصنع ألبان الخبراء
|
|
|
|
|