| الرياضة في عصر الفهد
في مثل هذا اليوم تقف النفس الوطنية شامخة اعتزازا وفخرا بما أنعم الله به على هذه البلاد من نعم كثيرة تزخر بها حياة انسان هذه الأرض الطاهرة في كافة شؤونه اليومية وحياته الكريمة ومن هذه النعم الجمة ان جعل أمانة قيادتنا في أيادٍ أمينة مخلصة لربها متسلحة بالايمان حاملة هموم ومصالح شعبها وأمتها الاسلامية في سياساتها الداخلية والخارجية وتعاملها مع معطيات العصر الحديث والأحدث والمتغيرات التي يشهدها عالمنا اليوم في كافة مناحي الحياة.
ومن هنا اصبح الوقوف في مثل هذا اليوم المبارك الذي يصادف الذكرى العشرين لتولي مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أيده الله مقاليد الحكم في مملكتنا الحبيبة مناسبة مهمة لتأمل هذا الكم الهائل من المعطيات التنموية والحضارية التي تحققت ولله الحمد لهذه البلاد خلال عقدين من الزمن كان يحفظه الله ربان دفتها وراسم نهجها حتى أصبحت المملكة العربية السعودية انموذجا متميزا للدولة المعاصرة التي استطاعت ان تحقق الكثير من الانجازات التنموية على المستويين البشري والمادي وتأخذ بأسباب التطور العلمي مع الحفاظ على ثوابتنا الاسلامية وموروثاتنا الحضارية والثقافية الأصيلة.
ولابد لنا في مثل هذا اليوم العزيز على قلوبنا جميعا ان نسترجع مواقف خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على المستوى السياسي في عدد من القضايا المهمة وبخاصة ما يتعلق منها بعالمينا العربي والاسلامي التي جعلت للمملكة حضورها القوي في المنظومة الدولية ويصبح لها ثقلها السياسي وصوتها المؤثر في مجريات الأحداث انطلاقا من سياستها الحكيمة الرائدة تجاه قضايا العدل والسلام الدوليين.. ومن أبرزها مواقفه رعاه الله الثابتة والقوية في نصرة القضية الفلسطينية والدعم غير المحدود ماديا وسياسيا لاخواننا الفلسطينيين في الأراضي المحتلة لتعزيز مقاومتهم للاحتلال والعدوان الاسرائيلي ورفع معاناتهم من جراء الظلم والاضطهاد الصهيوني في سبيل تحرير أرضهم ومقدساتهم العربية المغتصبة والحصول على كامل حقوقهم وفي مقدمتها حقهم في بناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.. وعلى المستوى الاسلامي تمثلت ذروة سنام جهوده في توسعة الحرمين الشريفين وانشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة وتطوير كافة الخدمات في المشاعر المقدسة واستضافته لآلاف الحجاج من الدول الاسلامية المستقلة حديثا وتلك المبتلاة بالحروب والكوارث وذلك على نفقته الشخصية.. كما تمثلت قمة الانجازات السياسية بصدور النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام مجالس المناطق وهي الأنظمة التي حققت أكبر قدر من تأمين مشاركة المواطنين في ادارة دفة أمور الدولة ومشاركتها في تنفيذ وتوجيه الخطط التنموية بما يخدم الوطن والمواطن.
وفي المجال الاقتصادي تحقق في عهده رعاه الله التحول النوعي للمؤسسات الخدماتية التي تديرها الحكومة بخصخصتها واسناد ملكيتها الى المواطنين تعزيزاً لما بذلته الدولة في نهج الاقتصاد الحر وعلى الصعيد الاجتماعي حققت التنمية الاجتماعية أعلى معدلات نمو الخدمات المقدمة للمواطنين من صحة وتعليم وتنمية ثقافية ورعاية خاصة للشباب والطفولة والمرأة والمسنين والمعوقين في كافة المجالات واقتصاديات السوق القائمة على الاعتبارات الاقتصادية وروح المبادرة الاقتصادية الذاتية واعتمدت الخطط الخمسية على التنمية البشرية.
وإذا كانت هذه الملامح جزءاً من مقومات العصر الزاهر الذي قاد فيه مولاي خادم الحرمين الشريفين دفة الأمور فإن قطاع الشباب والرياضة كجزء من التركيبة التنموية الشاملة نال من الاهتمام والرعاية حظاً وافراً كغيره من القطاعات الأخرى حتى اصبح السعودي يقف شامخا معتزا بواقعه الحافل بالانجازات المشرفة وسعة فرص التفوق المهيأة له في جميع اهتماماته مما افرز حركة شبابية سعودية ذات بعد دولي وتمثيل وطني فاعل ووجه سعودي دائم الحضور في المحافل الشبابية والرياضية والثقافية وتحقق لها في هذا العهد الميمون العديد من الانجازات الوطنية المشرفة على كافة الأصعدة المحلية والقارية والدولية.
ولذا فإن هذه المناسبة الغالية تمنحنا فرصة التأمل في صورة مضيئة لعهد زاهر حافل بالانجازات الوطنية المشرفة ومسيرة تنموية وحضارية فريدة انعكست ملامحها على حياة الانسان السعودي الذي تعاطى معها بقناعات طموحة وايمان قوي فأثبت للعالم ان الأمة العربية والاسلامية ما زالت قادرة على ان تنجب من أبنائها من يملك مقومات صنع مجدها وعزتها.
كما ان هذا اليوم أيضا فرصة لرفع الأكف حمدا وثناء لله عزوجل على ما أنعم به علينا في هذه البلاد من نعم لا تحصى ولا تعد.. متضرعين اليه جلت قدرته بأن يحفظ على هذه البلاد أمنها واستقرارها وان يزيدها من نعمائه في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني أدامهم الله ذخراً للاسلام والمسلمين.
* نائب الرئيس العام لرعاية الشباب
|
|
|
|
|