| قالوا عن الفهد
أبناء العشرين عاماً قدلا يعلمون ماذا تحقق للمملكة العربية السعودية في العشرين عاماً الماضية، لأن الإعلام لدينا يتناول كل حدث في وقته، ولا يستطيع الرجوع للأحداث السابقة.. لتواتر استمرار العطاء التنموي والأمني والاقتصادي بصورة سريعة لا يملك إزاءها الربط بين ما تم إنجازه وما يتحقق من إنجازات هائلة.. أين كنّا قبل خمسة وعشرين عاماً وأين نحن الآن؟؟ هذا السؤال سوف اترك الاجابة عليه لاعلامنا الذي سوف يبث قريبا ما تم انجازه بمناسبة مرور عشرين عاما علي تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في المملكة.. وما أريد الحديث عنه شيء من تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله عندما قام بدوره التاريخي والوطني في تنمية هذه البلاد.
من المعروف ان الملك فهد حفظه الله تولى وزارة المعارف عام 1373ه وقام بدور عظيم في انشاء المدارس والتعليم النظامي الذي نقطف ثماره هذه الايام. واسس خلال اربعين عاما قاعدة معرفية تجاوزت الكتاتيب وبعض الدور التعليمية لتنشئ المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعات ليتجاوز عدد الطلاب والطالبات في مختلف مراحل التعليم العام والعالي بنين وبنات للعام 1419 1420ه حوالي خمسة ملايين طالب وطالبة يقوم على تعليمهم ما يقارب 000. 380 معلم ومعلمة.. وليصل عدد الكليات في جامعات المملكة الى 214 كلية يتلقى العلم فيها نحو نصف مليون طالب وطالبة يقوم بالاشراف على تدريسهم اكثر من 19000 عضو هيئة تدريس. ناهيك عن معاهد ومراكز تدريب فنية، ومهنية وصلت الى 35 معهداً منها ما هو صناعي، وتجاري وزراعي، ورقابي فني.
وفي عام 1382ه وحتى عام1395ه تولى حفظه الله وزارة الداخلية التي لاقت من تنظيم وبناء وترتيب وتطوير خادم الحرمين الشريفين ما جعلها قادرة على ادارة الامن والتنمية في مملكتنا باسلوب بديع.... نعم فيه المواطن بالامن والتنمية سواء من قبل امارات المناطق أو القطاعات التابعة للوزارة.. وعمل حفظه الله على الارتقاء برجل الامن، وتدريبه وانشاء كثير من القطاعات، والتنظيمات التي استمرت بشكل مذهل كان آخرها صدور نظام المناطق للامارات، وهيئة التحقيق والادعاء العام.
وقام حفظه الله بارسال البعثات العلمية سواء لرجال المعارف أو لرجال الأمن ليطلعوا على ما لدى الدول التي سبقت المملكة في هذا المجال. باعتبارنا دولة حديثة التنمية.
وعندما اصبح حفظه الله نائباً لرئيس مجلس الوزراء عام 1397ه قام بمسئوليات جسيمة في صنع السياسات الداخلية والخارجية التي وضعت المملكة في موقع مرموق بين الدول، وصنعت علاقات مميزة مع قادة العالم العربي والاسلامي والعالم.. مستفيداً مما وهبه الله من حكمة وخبرة واتزان في اتخاذ القرارات السياسية في حالات السلم والازمات.
لقد دعم خادم الحرمين الشريفين مسيرة التعاون الخليجي، ومجلس التعاون الخليجي بكل ما اوتي من اعتدال، وحكمة ومواهب مختلفة في التعامل مع المستجدات التي يصعب التعامل معها بنجاح عبر هذه السنين، جاعلاً مصلحة المملكة العليا الاساس بعيدا عن الضغوط المختلفة والمواقف المتسرعة والعاطفية..
وعندما استبدل حفظه الله لقب صاحب الجلالة بلقب خادم الحرمين الشريفين فلانه قد اعطى الكثير مما يصعب الحديث عنه في هذه الزاوية لخدمة الحرمين من حيث الاعمار والتوسعات والترميمات وخدمة الحجاج والمعتمرين القاصدين بيت الله الحرام!. وانفق من الاموال الطائلة الكثير على الحرمين الشريفين. لذا هما بالصورة الزاهية.. وبالسعة التي تستوعب ما يقارب المليون مصلٍ.. ناهيك عن ادارتهما، والكوادر العاملة بهما من اثاث وكهرباء وتبريد.. الى آخر ذلك مما يلمسه كل حاج او معتمر.
كانت وما زالت مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد عظيمة تجاه نصرة القضية الفلسطينية، والوقوف مع المقاومة الفلسطينية، واسترداد حق الفلسطينيين في وطنهم المحتل سواء بالمواقف المعنوية في المحافل الدولية او بالمساعد المالية والدعم المستمر الذي تقدمه المملكة لابناء الشعب الفلسطيني.. ليس الفلسطينيين فقط.. بل اللبنانيون حيث كان مؤتمر الطائف «المعروف» منعطفاً سياسيا خطيرا في تاريخ لبنان.. ذلك المؤتمر الذي تشكل بأمره حفظه الله والتقى فيه المسئولون اللبنانيون لاول مرة منذ سنين طويلة للاتفاق على حل خلافاتهم.. وما دمنا نعايش مأساة اخواننا الافغان.. وتدهور اوضاعهم السياسية والامنية.. فمن الحق ان نذكر لخادم الحرمين الشريفين استضافة المملكة اللقاء الاول الذي عقد بالطائف بين ممثلين من المجاهدين الافغان والاتحاد السوفيتي ذلك الاتفاق الذي تم فيه التوصل الى ما خدم المصلحة المشتركة وتحقق رغبة الافغان في انسحاب القوات السوفيتية من اراضيهم.
ويطول الحديث عن حكمة خادم الحرمين الشريفين في ادارة حرب تحرير الكويت وانقاذها من الاحتلال العراقي وفي اتخاذ القرار الذي جعل المواطن السعودي ينعم بالامن ويسلم من الحروب وآثارها على الامن والتنمية في بلادنا.. وجعل الكويتي يفرح بعودة ارضه والتحام شعبه مع قيادته بعد غزو نعرف مآسيه كثيرا.
اما عندما يأتي الحديث عن تنمية الممكة فانما بدأت اوائل الثمانينات الهجرية عندما كنا اطفالاً.. ولكن ازهى عصورها كانت في السنوات العشرين الماضية.. حيث سارت المملكة في خططها الخمسية التنموية بطريقة متزنة متجهة الى تنمية القوى البشرية، والتركيز على التجهيزات الاساسية، ودعم قطاع الانتاج قبل الزراعة ونعرف ماذا تحقق في الزراعة وللمزارعين من نماء، وكذلك في البتروكيماويات، والصناعة والتعدين. وازدهار القطاع الخاص في مناح اقتصادية مختلفة حيث قدمت القروض والاعانات الميسرة بدون فوائد.. وبلغت قروض المزارعين فقط 44 مليارا، وتضاعفت المساحة الزراعية لتصبح المساحة المزروعة عام 1418ه اكثر من اربعة ملايين وثمانمائة وخمسة وثمانين الف هكتارا.
لا اريد الاطالة على القارئ في هذه الزاوية المحددة بمساحة معينة ولكن يكفينا ان نعلم انه في عام 1400ه لم يتجاوز عدد الاسرة في المستشفيات الحكومية والخاصة 000. 17 سرير اما اليوم فيصل عدد المستشفيات الى 318 مستشفى حكومي وخاص تضم حوالي 45919 سريراً. وارتفع عدد المراكز الصحية بالمملكة من 889 مركزاً عام 1400ه لتصل الى نحو 1766 مركز، وتمت لاول مرة في تاريخ المملكة زراعة القلب والكلى وجراحة المخ والاورام السرطانية وغيرها من الامراض المستعصية التي كان المواطنون يكابدون ويضطرون للسفر الى خارج المملكة لاجراء العمليات اللازمة لمثل هذه الامراض..
المواطن والمقيم خير من يعلم تطور الطرق والمواصلات.. دون ارقام والاتصالات ففي عهده حفظه الله استمتعنا بالخطوط الهاتفية الثابتة، وخدمة النداء الآلي البيجر وهواتف العملة، والبطاقات والهاتف الجوال الذي بلغ الآن اكثر من مليون ومائتين وتسعين الف مشترك يستمتعون بفضل الله بهذه الخدمات.
سوف اترك لغيري الحديث عن نظام الحكم. ومجلس الشورى ونظام المناطق والمجلس الاقتصادي الاعلى، والهيئة العامة للاستثمار والهيئة العليا للسياحة وغير ذلك من انجازات وعطاءات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله..
اتمنى من القائمين على الاحتفاء بهذه المناسبة انصاف خادم الحرمين الشريفين بابراز ادواره العظيمة في المجالات السياسية والاقتصادية والامنية والثقافيةوالادارية والتطويرية والتشريعية وغيرها من المجالات.
الجامعات مطالبة ببذل الجهود من خلال الندوات، والمؤتمرات والاعلام من خلال وسائله المختلفة، ورجال الفكر والثقافة والكتاب من خلال اصدار الكتب والمؤلفات التي تنصف هذا الانسان بالدرجة الاولى والاب بالدرجة الثانية وكقائد لمسيرتنا التنموية الكبيرة.
واجزم بان القائمين على مثل هذا الامر وفي صدارتهم وعلى قمة المسئولية صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض والمسئول الاول عن اللجنة العليا للاحتفاء بمرور عشرين عاما على تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم، اجزم انه قد اعطى هذا الامر وهذا الحدث ما يستحقه من اهتمام كعادة سموه حفظه الله .
أمد الله في عمر خادم الحرمين الشريفين وزادنا الله امناً في هذه البلاد المباركة. والحمد لله رب العالمين.
|
|
|
|
|