| الطبية
في جميع أنحاء العالم تمثِّل حوادث الغرق السبب الأول للوفاة بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة حيث يتعرض الأطفال للغرق في المسابح والأنهار وأحواض الحمام وحتى أسطل الماء الكبيرة وأي كمية من الماء ولو كانت بوصات قليلة تشكل خطراً على الطفل، ونقدم لكم هذا الكتيب الذي يحتوي على معلومات للمساعدة في الحفاظ على سلامة طفلك عند تواجده بالقرب من الماء.
الأطفال دون السنة من العمر:
لا يستطيع الأطفال المبتدئون في المشي حماية أنفسهم من الغرق حتى في كمية قليلة من الماء والأطفال دون السنة هم عرضة لمخاطر الغرق في البانيو أو السقوط في سطل كبير فيه ماء، وكثير من حوادث الغرق في البانيو تحدث عندما يترك الأبوان الطفل الصغير بمفرده أو برفقة أطفال صغار مثله وبالتالي فإن أفضل وسيلة حماية للطفل من مثل هذه الحوادث هي عدم تركه لوحده في البانيو ولو كانت كمية الماء فيه قليلة أو كانت هناك وسائل مساندة مثل حلقات الحمام بل يجب أن يكون تحت مراقبة وإشراف شخص راشد طوال الوقت مع عدم تركه ولو لثوان قليلة.
مقعد الحمام والأسطل سعة 5 جالونات وبعض الحاويات الكبيرة في المنزل مثل البرادات الكبيرة هذه أيضاً خطرة على الطفل في هذا العمر ففي كل عام ترد إحصائيات وتقارير عن أطفال يحاولون استكشاف مثل هذه الحاويات والأسطل فيميلون إلى الأمام أثناء هذه المحاولة ويحدث أن ينزلقوا ويسقطوا على رؤوسهم فيها حيث إن الرأس هو الجزء الأثقل في جسم الطفل.
وبشكل عام يجب إتباع الإجراءات الوقائية التالية لحماية الطفل في هذه المرحلة من العمر:
1 إفراغ كل الأسطل والحاويات الكبيرة بعد الاستعمال.
2 عدم ترك الطفل الصغير بمفرده في غرفة الاستحمام.
3 قفل الحمام في كل الأوقات، تركيب عين خفية ومقبض للباب من الجانب الخارجي أو تعديل وضع مقبض الباب بحيث يكون القفل من الخارج.
4 وضع حواجز حول المسابح واستخدام أقفال على أبواب هذه الحواجز لمنع الأطفال من الدخول إليها لوحدهم.
5 المراقبة اللصيقة للأطفال من قبل الآباء خاصة عندما يبدأون بالمشي.
مرحلة ما قبل المدرسة «1 5 سنوات» وأحواض السباحة:
يجب على الآباء عدم وضع حوض السباحة في حوض المنزل حتى بلوغ الطفل أكثر من خمسة أعوام حيث يعتبر حوض السباحة المسبب الأول لحوادث الغرق في مرحلة ما قبل دخول المدرسة ويمكن أن يغرق الطفل في حوض السباحة في الساحة الخلفية أو في منتجع وحتى بوجود شخص راشد.
ومن الأمور المأساوية والتي تتكرر باستمرار، ترك الطفل الصغير يتجول بعيداً عن المنزل وبالقرب من حوض السباحة دون رقابة من الأبوين حيث يمكن أن ينزلق في الماء دون أن يحدث صوتا ولا ينتبه له الأبوان إلا بعد فوات الأوان.
دروس تعلم السباحة:
رغم أن مثل هذه الدروس متوفرة بكثرة ومفيدة لتعلم السباحة إلا أنه لا يوصى بها للأطفال دون سن الرابعة وذلك لسببين:
* ربما يتكون لدى الآباء شعور خاطئ بأن الطفل يستطيع السباحة وبالتالي تركه بمفرده.
* هناك مخاطر عالية من الإصابة بالتهابات جراء السباحة في مياه قد تكون غير نظيفة إضافة إلى إمكانية ابتلاع الطفل لكميات من المياه وذلك لصغر سنه.
وإذا أردت أن تلحق طفلك ببرنامج تعليمي للسباحة فتأكد أن يكون الطفل جاهزاً لمثل هذا البرنامج«عادة في الخامسة من العمر تقريباً» وعليك أن تختار البرنامج الذي لا يتطلب أن يضع الطفل أو الطفلة رأسهما تحت الماء وأيضاً ابحث عن برنامج يتيح لك المشاركة في كل الأنشطة لتكون قريباً من طفلك، وتذكر أن تعليم طفلك أو طفلتك السباحة لا يعني أنه في مأمن داخل الماء فحتى الطفل الذي يعرف كيف يسبح يجب أن تتم متابعته ومراقبته من الممكن أن يحصل له خوف أو ارتباك أو إجهاد وبشكل عام يجب على كل شخص طفلا كان أو راشداً ألاَّ يسبح بمفرده.
قواعد السلامة في المسبح:
هناك أشياء عديدة يمكن القيام بها للمحافظة على سلامة الطفل في المسبح وأهمها المراقبة المستمرة له وعدم تركه بالقرب من حوض السباحة لوحده ولو لثوان وحفظ الألعاب بعيدا عن الحوض حتى لا يحاول الوصول إليها، والقواعد التالية تساعد أيضاً في سلامة الطفل:
* لا تترك الطفل يسبح بمفرده.
* لا تستخدم لوحة الغطس في مسبح غير مهيأ لذلك.
* تجنب استخدام الزلاجات فهي في غاية الخطورة.
تجنب مخاطر الصدمات الكهربائية بحفظ الأدوات الكهربائية بعيدا عن المسبح.
* لا تترك الدراجات الثنائية الأرجل أو العربات على جانب الحوض.
* احتفظ بهاتف بجانب حوض السباحة للطوارئ.
وبما أنه من المستحيل مراقبة الطفل كل ثانية فيجب أن يكون هناك سور حول حوض السباحة بحيث تتوفر فيه المواصفات التالية:
1 يتم فصل المسبح بشكل تام عن المنزل وساحة اللعب.
2 يحيط السور بالحوض من الجوانب الأربعة غير متضمن لجدار المنزل.
3 يكون بطول 48 بوصة على الأقل.
4 ألاَّ تتجاوز المسافة بين شرائح السور الأربعة بوصات.
5 أن يكون السور مزودا ببوابة بقفل مزلاج ذاتي يعمل بصورة جيدة مع ملاحظة كونه موجوداً في مكان عال من الباب بحيث لا يستطيع الطفل الوصول إليه.
6 ان تكون البوابة بعيدة عن الحوض بحيث يمكن أن تقفل عندما يتكئ عليها الطفل حديث المشي إذا ترك المزلاج مفتوحاً.
حيث أن السور بجانب المراقبة اللصيقة للطفل هو الوسيلة الأمثل ليس لحماية طفلك لوحده بل لحماية الأطفال الآخرين الذين يزورونكم أو يعيشون في الجوار، أيضا الأغطية الأوتوماتيكية وأجهزة إنذارات الأبواب والأحواض مع تغطية الحوض باستخدام أغطية المسابح بشكل محكم والتأكد من عدم وجود ماء على الغطاء يمكن أن تشكل وسائل مهمة للوقاية من حوادث الغرق مع ملاحظة أن الأغطية العائمة التي تعمل بالطاقة الشمسية لا تشكل غطاء آمنا.
الإنعاش القلبي الرئوي:
أي شخص يراقب طفلا في المسبح يجب أن يكون ملما بعملية إنعاش القلب والرئتين« cpr» والتي يمكن أن تساعد كثيراً في إنقاذ حياة طفل تعرض لحادثة غرق حيث يجب المبادرة بعملية الإنعاش فور انتشال الطفل من الماء حيث أثبتت الدراسات أن فرص الحياة تكون أكبر لدى إجراء عملية الإنعاش بأسرع وقت ممكن مع ملاحظة أمور أخرى يجب تطبيقها ومنها:
* وجود هاتف بالقرب من المسبح مع تعليق أرقام هواتف الطوارئ في مكان واضح«999».
* تعليق إرشادات السلامة وإرشادات إنعاش القلب والرئتين بجانب المسبح.
* التأكد من جود جميع معدات الإنقاذ «خطاف الراعي، حلقة السلامة، حبل» بالقرب من حوض السباحة.
عند حصول حالة غرق:
* أخرج الطفل من الماء بحذر وأطلب المساعدة.
* ابدأ فوراً بعملية إنعاش القلب والرئتين.
* اطلب من أحد الأشخاص أن يتصل بالخدمات الطبية للطوارئ«999».
* خذ الطفل لأخصائي الأطفال فورا حتى لو كانت حالته عادية بعد عملية الإنعاش.
الأطفال بعمر المدرسة «5 12 سنة».
تشكل السباحة وألعاب الماء متعة عظيمة وتمرينا جيداً للأطفال في هذه السن ولكن معظم حالات الغرق تحدث في المحيطات، البحار، البحيرات، الأنهار، الجداول.
لا تدع الطفل يسبح في أي مكان به ماء بدون مراقبة شخص راشد ولا تدعه يقوم بحركات التزلج على الماء أو الغطس بواسطة أسطوانة التنفس أو السباحة بواسطة أنبوبة التنفس بدون تعليمات مدرب مؤهل.
بعض المخاطر توجد بالقرب من المنزل وتتضمن الخنادق، الآبار، النوافير، المستنقعات، راقب ابنك عن كثب إذا كان يلعب بالقرب من هذه الأماكن.
قواعد عامة:
علم ابنك قواعد السلامة التالية وتأكد من تطبيقها:
* ألاَّ يسبح بمفرده.
* ألاَّ يقوم بالغطس في الماء إلا بموافقة شخص راشد يعرف عمق المياه.
* يستخدم دائماً سترة النجاة عند ركوب المراكب، صيد السمك، التزلج على الماء أو اللعب في نهر أو جدول.
* ألاَّ يسبح حول المراكب الراسية أو في مسار المراكب ذات المحركات أو في الأماكن التي يتزلج فيها الناس على الماء.
* ألاَّ يسبح أثناء العواصف وحدوث البرق.
* ألاَّ يدفع شخصاً أو يمسك به تحت الماء بغرض اللعب.
* أن يعرف معنى طلب النجدة وأهميته وأنه ليس موضوعاً للتسلية بل يجب أن يطلب النجدة في حالة الطوارئ الحقيقية.
* إذا سبح أو انجرف لمسافة بعيدة عن الشاطئ يجب أن يظل هادئاً وأن يسبح ببطء أو يطفو على ظهره حتى تصل النجدة، وأن يحتفظ بيديه تحت الماء لوضع الجسم بالصورة المثلى والاتزان وأن يظل طافياً.
* لا تدع طفلك يستعمل الألعاب أو المسطحات التي تعبأ بالهواء أو الأجنحة التي تلبس على الساعدين.
والتي تعبأ أيضاً بالهواء حيث ان هذه الوسائل بالرغم من كونها تساعد في السباحة إلا أنها ليست مثالية للوقاية من الغرق ولا يمكن بأي من الأحوال أن تكون بديلاً عن سترات النجاة لأن مثل هذه الأدوات تصبح خطرة وعديمة الجدوى إذا أفرغ منها الهواء فجأة أو إذا أنزلق الطفل منها.
إذاً سترات النجاة هي من الأمور الضرورية والتي يجب ارتداؤها من قبل كل فرد من أفراد العائلة إذا كانوا على متن مركب في رحلة بحرية أو نهرية كل حسب عمره حيث توجد سترات مخصصة للكبار وأخرى للصغار ويلاحظ أن أغلب دول العالم تشترط وجود مثل هذه الستر على كل مركب مع إشراف مباشر على أنواعها ومدى جودتها من قبل خفر السواحل، وقد يعتقد بعض الشباب أن مثل هذه السترات ثقيلة وساخنة ولكن بالتحري عن النوعيات الجيدة يمكن العثور على سترة يشعر فيها الشخص بالراحة والأمان والحماية الأفضل حيث ان مواصفات كل سترة تكون مكتوبة على البطاقة الملصقة بها كما تبين كون السترة لطفل أو لشخص راشد، وتذكر دائماً أن سترة النجاة مع المراقبة المستمرة ستوفر بإذن الله حماية جيدة لطفلك.
انتبه لما يلي:
* يجب أن يرتدي طفلك سترة النجاة سواء كان على المركب أو بالقرب من المياه.
* علم ابنك كيفية ارتداء السترة.
* تأكد أن السترة مريحة وأن الطفل يعرف كيف يستخدمها.
* تأكد من المقاس الصحيح لسترة النجاة لطفلك وأن لا تكون فضفاضة عليه وأن تحكم شد الأربطة.
* أن لا تكون الأجنحة أو أية أطواق أو غيرها من الأدوات التي يتم ملؤها بالهواء بديلاً عن سترة النجاة.
المراهقون «12 18 سنة»:
السباحة:
الأطفال الكبار والمراهقون يتعرضون أيضاً لحوادث الغرق بالرغم من معرفتهم السباحة حيث تكون أغلب الحوادث في الأماكن البعيدة عن المراقبة وبخاصة المياه المليئة بالحجارة والأنهار والمستنقعات والتي يعتقد السباح أنه يستطيع السباحة فيها بصورة أفضل.
الغطس:
كثير من السابحين يصابون بجروح خطيرة في كل عام من جراء حوادث الغطس حيث يمكن حدوث إصابات خطيرة في الحبل الشوكي، تلف في الدماغ أو حتى الوفاة للسباحين الذين:
1 يمارسون الغطس في الأماكن الضحلة مثل البحيرات، المستنقعات، الجداول، أحواض السباحة حيث يكون عمق المياه مجهولاً لديهم.
2 يمارسون الغطس بصورة خاطئة فوق أرضية الحوض.
3 يرتطمون بقاع الحوض عند الانحدار نحو الطرف الضحل.
4 الارتطام بلوحة الغطس عند محاولة القفز لأعلى أثناء الغطس.
ويمكن تجنب مثل هذا النوع من الإصابات باتباع القواعد التالية:
* افحص عمق الماء أولاً واذهب إلى العمق خاصة إذا كانت أول مرة لك في ذلك المكان.
* لا تغطس لأرضية المسبح لأنها عادة ما تكون غير عميقة.
* لا تغطس في النهاية الضحلة للمسبح.
* لا تغطس باستخدام الأنابيب الداخلية أو ألعاب المسبح.
* تعلم الطريقة الصحيحة للغطس عن طريق دروس خاصة بالغطس.
وبشكل عام شجع أولادك من المراهقين على أخذ دروس في السباحة والغطس والسلامة في المياه وطرق الإنقاذ لأن مثل هذه الدروس تتيح لهم اكتساب المهارات المطلوبة للسباحة والغطس الآمنين.
إن الأطفال بطبيعتهم يحبون اللهو في الماء سواء كان في سطل أو حوض سباحة أو في مساحات مياه أوسع ومثل هذا اللهو البريء يتسبب سنوياً بحوادث وفاة أو تلف بالدماغ مؤسفة كان من الممكن تفاديها باتباع احتياطات سلامة بسيطة لتجنب مثل هذه الحوادث وقضاء أوقات ممتعة وآمنه لكل الأسرة.
د. ليلى الشمسان
استشارية مساعدة طب أطفال
مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض
|
|
|
|
|