|
| الريـاضيـة
بدأت وزارة المالية منذ سنوات بتخفيض المخصصات المالية لكثير من الوزارات والقطاعات الحكومية ومن بينها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وذلك تمشياً مع الاوضاع الاقتصادية غير المستقرة وأحياناً المتدهورة على مستوى العالم وليس المملكة فحسب.. وبالتالي من الطبيعي ان يؤثر هذا على حجم ونوعية المشاريع والبرامج والاستراتيجيات لدى سائر الاجهزة الحكومية.
بالنسبة للرئاسة العامة لرعاية الشباب وتبعاً لما تقدم فقد تأثرت واضطرت الى التعامل مع هذا الوضع العام باتباع نفس الاسلوب.. اي ليس امامها سوى تخفيض او تأخير أو ربما ايقاف الكثير من بنودها وبعض التزاماتها المالية تجاه جهاز الرئاسة وكذلك الاندية الادبية والرياضية والاتحادات وجمعيات الثقافة والفنون وما الى ذلك من مشاريع بناء المنشآت وغيرها.. ومع مرور الوقت وتراكم المستحقات الخاصة بالافراد والجهات التابعة للرئاسة بدأت المشكلة تزداد والازمات تتفاقم الى ان بلغت حداً مزعجاً يصعب احتواؤه او توفير ادنى الحلول المناسبة له..!!
كانت الرئاسة العامة لرعاية الشباب على مدى سنوات طويلة مضت تمنح الاندية البالغة «153» نادياً الملايين من الريالات موزعة على اعانتين سنويتين الاولى مقطوعة ومتساوية في مقدارها لكافة الاندية.. والاخرى اعانة متحركة تزاد وتنقص حسب بطولات ومشاركات وانشطة ومباريات كل ناد ثم قامت بمنح اعانة احتراف سنوية مقدارها ثلاثة ملايين ريال للنادي الممتاز ونصفها للدرجة الأولى للانفاق على اللاعبين المحترفين السعوديين من حيث الرواتب والمكافآت والبدلات بانواعها.. لكنها لم تستمر بهذا الشكل وبعد تخفيضها سنويا بمعدل 25% اصبحت تتأخر لاكثر من عامين.. كذلك الحال بالنسبة للاعانة المقطوعة واعانة الانشطة.. الامر الذي جعل معظم الاندية في مختلف التصنيفات الممتازة والاولى والثانية والثالثة تعاني بطريقة معكوسة فكلما ارتفعت درجة النادي زادت معها الالتزامات والديون والمعاناة.. على اعتبار انها مطالبة بتنفيذ شروط واحكام وتعليمات تتفق مع موقعها ومع ما تطلبه منها الرئاسة.. وفي المقابل نجدها غير قادرة على الايفاء بالقليل من التزاماتها المتنامية ادارياً ومادياً ورياضياً.!!
هذا هو الواقع
حالياً وفي هذا الوقت الصعب.. امامنا واقع نلمسه ونشعر به يشير الى ان الرئاسة معذورة وغير مسؤولة عن شأن متآزم خارج ارادتها واكبر من حدود صلاحياتها ويسري في آثاره ونتائجه على جميع الاجهزة والقطاعات الحكومية في المملكة.. كما يبين ان الاندية لم ولن تتمكن من معالجته وسوف تظل تكافح بدون نتيجة وتعاني اكبر واكثر يوماً بعد الآخر.. ومهما حاولت وجاهدت وقاتلت فلربما تنجح مرة لكنها ستفشل وتتراجع وتتدهور مرات ومرات.. هذا هو الوضع السائد الطبيعي والنتاج الحقيقي لما يجري وما عداه هو الاستثناء لدى أندية لايتجاوز عددها اصابع اليد الواحدة..!!
بمعنى اننا امام اشكالية واقعة ومتنامية وشاملة تمثل المحرك الرئيسي والمحور الاساسي والمسار الوحيد لكيان الرياضة السعودية.. الاسوأ من هذا انها تأتي في وقت حرج جداً فالى جانب الواردات المالية المتواضعة للاندية فهي ملزمه بتأمين متطلبات احتراف السعوديين وغير السعوديين وبصرف المكافآت وتجديد العقود وغيرها الكثير ولا تملك في هذا الجانب حرية اختيار ماتريده وفق امكاناتها وظروفها!!
هنا.. ما العمل؟! هل نسكت ونتفرج ونغض الطرف عن قضية خطيرة لندعها تكبر وتمتد وتزداد دون ان نحرك ساكناً ونجد حلاً؟! ما الذي يمكن ان نفعله او بالاحرى ماهو الحل الممكن والمعقول؟!!
حل لابد منه
شخصياً اشفق على اداريي الاندية واستغرب قوة تحملهم وسعة صدورهم وطول صبرهم لمجرد استمرارهم كمتطوعين في هكذا اجواء مزعجة لاتساعدهم على العمل بصورة مستقرة وآمنة ومغرية لتقديم مالديهم من افكار وتطلعات باتت في مهب الريح.. وهذا برأيي مدعاة للاسراع في البحث عن مخرج مناسب وحل سريع قبل ان نخسر ونضيع من ايدينا آخر واهم الاوراق واعني بذلك ورقة الاداريين.. وساعتها سوف نتجه الى مشكلة اخرى اكثر تعقيداً..!!
الحل حسب تصوري يكمن اولاً في الاعتراف بوجود المشكلة ومن ثم ادراك خطورتها وفداحتها وايضاً الالمام بمختلف اسبابها وادق تفاصيلها وصراحة ابعادها.. ومثلما ذكرت سابقاً القضية لاتحتمل التأخير حتى لاتصل الامور الى طريق مسدود.. وبرأيي ان الخطوات المتاحة تعتمد على مايلي:
أولاً: اللوائح والتعليمات المالية القديمة ايام الطفرة لم تعد صالحة ومناسبة لظروف الوقت الراهن ومتطلبات المرحلة المقبلة.. لذلك لابد من اعادة صياغتها لتكون ملائمة ومنسجمة مع الواقع الجديد والمتغير.
ثانياً: من المهم جداً ابلاغ الاندية وتوضيح المسائل كاملة فيما يتعلق بمقدار الاعانات ومواعيد صرفها وحقيقة الاوضاع حاضراً ومستقبلاً.. لكي تتمكن من ترتيب نفسها وتنظيم تصرفاتها بموجب ما هو متوفر لها..
ثالثاً: وضع معايير جديدة ومتطورة لطريقة وكيفية توزيع الاعانات.. بحيث تختلف من ناد الى آخر حسب موقعه وعدد بطولاته على مستوى المملكة.. فمن الظلم ان تتساوى الاعانة المقطوعة بين ناد في الدرجة الثالثة في كافة العابه وآخر لديه عدد غير قليل من الالعاب في الدرجة الممتازة.. وبالذات كرة القدم على اعتبار انها الاكثر احتياجاً للانفاق من اية لعبة اخرى.
رابعاً: هنالك اندية مضى على تأسيسها عشرات السنين وما زالت تستهلك الاموال الطائلة دون ان تفيق من نومها وظلت في غياهب الدرجة الثالثة.. فما المانع من دمجها مع بعضها حسب موقعها الجغرافي.
خامساً: تقليص عدد الالعاب الفردية والجماعية والاتجاه الى تخصص النادي في لعبة او العاب محدودة جداً، لاسباب فنية ومالية وادارية..وهو امر لايترك للاندية وانما تحدده وتقرره الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
سادساً: الوقائع تشير الى ان ضرر اللاعب غير السعودي اكثر من نفعه.. ومادام الامر كذلك فلماذا لايلغى هذا النظام لتوفير ملايين الريالات وتحويلها والاستفادة منها في الصرف على ضروريات الاندية..؟!!
سابعاً: زيادة حصة الاندية من بدل النقل التلفزيوني.. اذ لايعقل ان تكون القيمة ب«25» الف ريال موزعة على الناديين.. اضافة الى احقيتها في ان تنال جزءاً معقولاً مما تدفعه القنوات الفضائية مقابل احتكارها او حتى اشتراكها مع التلفزيون السعودي في نقل الكثير من المباريات بالمجان..!!
هذه خطوات تبدو مقنعة وقابلة للتنفيذ.. وقد يكون هنالك آراء ووجهات نظر افضل منها.. وفي كل الاحوال ما نريده هو الخروج او على الاقل البدء في اتخاذ الاجراءات الكفيلة بتدارك الازمة وقد صارت واقعاً لامفر منه.. وللمعلومية فان دعم اعضاء الشرف لن يدوم وسوف يأتي ان لم يكن اتى بالفعل اليوم الذي يكتشفون فيه ان أموالهم ومواقفهم عبارة عن نفخ في «قربة مشقوقة» وزرع في ارض «صبخاء»!!
بالمناسبة نتمنى ان تعيد الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتدرس مجدداً وبقوة فكرة «خصخصة» الاندية لتكون بديلاً مناسباً وحلاً شافياً بأسرع وقت ممكن وقبل فوات الاوان..!!
غرغرة
* * ما الذي يجعل نادياً بحجم الأهلي غير قادر على الاستفادة من اللاعبين غير السعوديين..؟!
* * في المقابل.. تخيلوا الاتحاد بدون الثلاثي الاجنبي..!!
* * يقولون كل شيء ويرفضون على غيرهم ان يقول اي شيء..!!
* * اعتزل التدريب منذ سنوات وهو الآن عضو في اتحاد الكرة.. ومع هذا هنالك من يطالب بعودة خليل الزياني مدرباً مرة للمنتخب واخرى للاتفاق.. هكذا يفهمون ويتعاملون مع المدربين..!!
* * الصاعدان.. الطائي البطل يبحث عن نقطة واحدة.. والشعلة الوصيف ينافس على المربع.. ما الحكاية..؟!
* * زيارة واحدة الى مواقعها على الانترنت تكفي لاكتشاف الفرق الواضح في العقليات وطريقة التفكير بين الاندية..!!
* * الاحتجاجان متشابهان تماماً.. لكن الاسم يختلف والمصلحة بين الاثنين تفرق..!
* * بعض القرارات تدل على ان كثر «القرقعة» يفتح الباب..!!
|
|
|
|
|
