نَعِمَتْ بعهدك أمة وبلادُ
وسمت بفعلك أرضنا و(الضاد)
وتطلعت صوب الكمال عزيزة
ما سامها عسف ولا إجهاد
وتيقنت أن المواكب أقلعت
نحو الشموس.. وعزمها وقَّاد
واستبشرت أن الربيع لعمرها
متواصل.. وبجهدكم يزداد
ومشت على درب السماح رضيَّة
ولك القلوب بحبها تنقاد
لَبَّت نداءك في المسير إلى العلا
وعلى خطاك تسابق الأنداد
وبنيت مجداً لا يزول على المدى
ولنعم هذا المجد حين يُشاد
أوقدت نار طموحها فتسابقت
نحو الضياء.. وحَدْوُها إنشاد
وفتحت أبواب الحضارة فاغتدت
كل العلوم أمامها آماد
عشرون عاماً.. كالنجوم نقشتها
بجبيننا.. لتعيشها الأحفاد
عشرون عاماً.. كالربيع نضارة
سعدت بها الأرواح والأجساد
عشرون عاماً.. غرسها متلاحق
وثمارها التوفيق والإسعاد
عشرون عاماً.. ما فتئت مطارداً
شبح التخلف.. ما اعتراك سهاد
عشرون عاماً.. قائداً متمرساً
وعلى التميُّز قامت الأشهاد
ولكم ظللت مع الوفاء تحوطنا
بيد الأُبوة.. والعزوم شداد
حتى تحقق ما أردت بناءه
لِدُنا العروبة واستقام عماد
شبه الجزيرة كم رفعت لواءها
في كل معتركٍ له أضداد
آخيت بين شعوبنا وتقاربت
أهدافنا وتوارت الأحقاد
لولا سفاهة طائش متهور
نكب العراق.. وحكمه استبداد
لولاه ما انفرطت قلادة أمتي
لولاه ما طمعت بنا الأوغاد
لولاه لاتجه المسار لغايةٍ
تبني الأخاء.. فكلُّنا أسياد
يا خادم الحرمين عهدك زاهرٌ
ولسوف يكتب والزمان مداد
وملأت عصرك بالمآثر حُشَّداً
ولسوف تخلد.. والثناء يعاد
أنجزت (للحرمين) ما إن مثله
رأت العصور وسجَّل الأجداد
وبذلت للحُجَّاج غاية قصدهم
فتضاعف الحُجّاج والقُصَّاد
والمسلمون إلى ديارك أدلجوا
فتزودوا.. الرأي السديد.. وفادوا
حَيَّاك يا رمز المحبة والإخا
(مليار) مسلم.. وازدهت أمجاد