| متابعة
* رام الله نائل نخلة:
كثير هم في فلسطين، الذين نزفت دماؤهم حتى الموت تحت شجرة الزيتون رمز الصمود الفلسطيني على أرض المقدسات.
بدءاً من الكهل الشهيد سلمان الزلموط 73 عاماً، من قرية بيت فوريك إلى الشمال من مدينة نابلس، والذي قتل على يد مستوطن صهيوني حاقد بطحن رأسه وتشويه معالم وجهه بصخرة كبيرة أثناء قطفه للزيتون في حقله قبل عامين تقريباً.
مروراً بشهداء مجزرة بيت ريما، الخمسة، الذين التقطهم رجال الاسعاف الفلسطينيين من حقول الزيتون، ومن تحت جذوع الأشجار والتي كانت شاهداً على نزيف جروحهم حتى الموت.. والمسلسل لم يسجل نهايته بعد، قرى بني زيد في غرب رام الله والتي تضم قرى بيت ريما، قرواة بني زيد، دير غسانة، عابود، دير أبو مشعل، هذه القرى هي الأكثر انتاجاً لزيت الزيتون في محافظة رام الله والبيرة، تتعرض منذ سني الاحتلال إلى حملة شرسة تستهدف تدمير واقتلاع شجر الزيتون.
ويقول رئيس المجلس البلدي في بني زيد عبدالكريم جاسر ان سلطات الاحتلال اقتلعت خلال الأشهر الماضية ما يقرب من 3000 شجرة زيتون مثمرة في قريتي عابود ودير أبو مشعل، تحت ذريعة تأمين الحماية للمستوطنين على الطرق الالتفافية.
ويضيف الجاسر «شجرة الزيتون باتت على رأس قائمة المطلوبين للمستوطنين وجنود الاحتلال الذين لا يتورعون عن تجريف واقتلاع مئات الأشجار المثمرة، ومنع المزارعين من الوصول إلى حقولهم».
وبحسب مصادر في وزارة الزراعة الفلسطينية فإن خسائر القطاع الزراعي خلال الشهور التسعة الماضية وحتى 31/7/2001م اقتلعت قوات الاحتلال 808. 385 من بينها 900. 112 شجرة زيتون.
وتؤكد الوزارة أن الأرقام هذه في اطراد مستمر بسبب تواصل العدوان الإسرائيلي واستهداف الشجرة الفلسطينية، ولم يتمكن مندوبو الدوائر الزراعية من الوصول إلى كافة المواقع المستهدفة بسبب الحصار والمخاطر الحقيقية على حياتهم.
وتركزت الاعتداءات الإسرائيلية على محافظة رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، وكذلك مدينة نابلس شمال الضفة الغربية والتي كان لها نصيب الأسد من الاعتداءات الاحتلالية التي شملت جميع أنواع الأشجار المثمرة بدءاً بشجرة الزيتون ومروراً باللوز والتين وانتهاء بالحمضيات.
وبحسب مصادر وزارة الزراعة في السلطة الفلسطينية تعتبر محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية من أكبر المحافظات الفلسطينية التي تشتهر بزراعة الزيتون، حيث فيها قبل بدء انتفاضة الأقصى نحو 300.778 شجرة أما الآن فتقلصت بسبب الاعتداءات الاحتلالية إلى 750.736 شجرة.
ورصد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان خلال شهري حزيران وتموز من العام الجاري النشاطات الاستيطانية وتخريب الأشجار من حرق وقطع وتدمير وتجريف شملت محافظات الوطن بواقع 500.10 دونم وقطع وحرق 000.9 شجرة.
ولم تقتصر الهجمة الإسرائيلية الشرسة على الاقتلاع والتدمير والحرق للشجر بل كانت 240 مستوطنة والتي زرعت على التلال في شمال ووسط وجنوب الضفة الغربية النصيب الأكبر من مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية وشق العديد من الطرق الالتفافية والتي تقدر ب«1000كم».
وبالرغم من كل هذه المضايقات والاعتداءات بقي الفلسطينيون ومازالوا أوفياء لأرضهم، يحافظون عليها ضمانة للبقاء فوقها، ويزرعونها تعميراً لها، وبرهاناً على أصالة جذورهم الممتدة في ربوعها، وقدموا من أجلها الشهداء.
|
|
|
|
|