| متابعة
* الرياض محمد السنيد:
بتوفيق من الله فطن الملك عبدالعزيز بثاقب بصيرته وبعد نظره الى أهمية الاستفادة من المخترعات الحديثة في مجال الاتصالات في ادارة أمور البلاد والوقوف بنفسه على شؤون العباد بيسر وفاعلية بالرغم من المسافات الشاسعة والعوائق الجغرافية الصعبة، فأصدر أوامره في عام «1345ه» بانشاء مديرية البرق والبريد والعناية بمراكز اللاسلكي «المبرقات» وتقويتها وزيادة نشرها في مناطق المملكة فتم في عام 1349ه اعتماد أول مشروع اتصالات، عندما تم تكليف احدى الشركات لتأمين «22» محطة لاسلكية لربط «22» مدينة وقرية في أنحاء المملكة بالخدمات البرقية، ثم توالت المشاريع المماثلة ليصبح عدد المراكز البرقية أكثر من «300» مركز موزعة في الكثير من مدن المملكة وقراها، وكان هدف الملك عبدالعزيز من تعميم الخدمات البرقية المساهمة في نشر العدل والرفاهية في البلاد،
أما بالنسبة الى الخدمات الهاتفية فحتى عام «1353ه» لم يزد عدد الخطوط الهاتفية اليدوية في المملكة على «854» هاتفا موزعة على كل من الرياض، مكة المكرمة، المدينة المنورة، جدة، والطائف فقط، وتم زيادتها تدريجيا ليصل عددها في عام 1369ه الى 8000 هاتف،
لقد استشعر الملك عبدالعزيز تزايد الحاجة الى تطوير قطاعي المواصلات والاتصالات فصدرت أوامره في عام 1372ه بانشاء وزارة المواصلات، واستمر هذا الاهتمام من قبل أنجاله: الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، طيب الله ثراهم، وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله، ومع تعاظم دور قطاع الاتصالات في تنمية الدول والشعوب تقرر في عام 1395ه انشاء وزارة البرق والبريد والهاتف لاعطاء المزيد من العناية لقطاعي البريد والاتصالات،
عهد خادم الحرمين الشريفين:
تعتبر المملكة من الدول القلائل التي حرصت على ادخال الخدمة الهاتفية الى نهضتها التنموية، حيث بدأت الخدمات الهاتفية قبل أكثر من خمسين عاما، وكانت بدايتها متواضعة جدا، وكان عدد الخطوط الهاتفية الآلية في عام 1388ه «000، 93» خط هاتف موزعة في عشر مدن رئيسية، وتوالت زيادة عدد الخطوط الهاتفية خلال خطط الدولة الخمسية الأولى، والثانية، واستمر هذا النهج في عهد خادم الحرمين الشريفين، حيث تضمنت الخطط الخمسية اضافة المزيد من الخطوط الهاتفية والخدمات الرأسية على النحو التالي:
الخطة الخمسية الثالثة «1401ه الى 1405ه»
بلغ اجمالي عدد الخطوط الهاتفية المركبة «000، 216، 1» خط وارتفع عدد الخطوط الهاتفية العاملة الى «000، 903» خط هاتف تغطي أكثر من «300» مدينة وقرية،
الخطة الخمسية الرابعة «1405ه الى 1410ه»
بلغ اجمالي عدد الخطوط الهاتفية المركبة «000، 460، 1» خط، وارتفع عدد الخطوط الهاتفية العاملة الى «000، 200، 1» هاتف وتم تركيب الشبكة العامة لنقل المعلومات وتشغيلها،
الخطة الخمسية الخامسة «1410ه الى 1415ه»:
بلغ اجمالي عدد الخطوط الهاتفية المركبة «000، 770، 1» خط، وارتفع عدد الخطوط الهاتفية العاملة الى «000، 530، 1» هاتف،
خطة التنمية السادسة «1416ه الى 1420ه»:
بلغ اجمالي الخطوط المركبة «000، 630، 3» خط هاتفي، وارتفع عدد الخطوط الهاتفية العاملة الى «000، 700، 2» خط هاتف،
وتم خلال سنوات هذه الخطة تشغيل خدمات الهاتف المتنقل «الجوال»، حيث تم تشغيل أكثر من «000، 836» هاتف جوال، مع تشغيل خدمة الانترنت، والبطاقة مسبوقة الدفع، وخدمة الهواتف المتنقلة عبر الأقمار الصناعية، وشبكة نقل البيانات السريعة ذات النطاق العريض «ATM»،
ومن المناسب أن يتم التوقف عند بعض المحطات المهمة للانجازات التي تمت لقطاع الاتصالات لعهد خادم الحرمين الشريفين،
1 المحطات الساحلية:
وجه خادم الحرمين الشريفين في عام 1402ه بتشغيل أنظمة،
2 مدينة الملك فهد للاتصالات الفضائية:
قام خادم الحرمين الشريفين بافتتاح مدينة الملك فهد للاتصالات الفضائية في عام 1407ه، وتقع المدينة في منطقة أم السلم على طريق مكة المكرمة جدة، وتحتوي على أربع محطات أرضية كالتالي:
المحطة الأرضية للاتصالات عبر القمر الصناعي العربي «عربسات»، وهي وسيلة الاتصال الرئيسة مع البلدان العربية، وتقدم خدمات الاتصالات بأنواعها بما في ذلك خدمات الارسال والاستقبال التلفزيوني،
المحطة الأرضية للاتصالات عبر القمر الصناعي للمحيط الأطلسي «إنتلسات» لربط المملكة مع دول العالم بخدمات الاتصالات بأنواعها بما في ذلك خدمات الارسال والاستقبال التلفزيوني،
المحطة الأرضية للقمر الصناعي للمحيط الهندي «انتلسات» لربط المملكة مع دول العالم بخدمات الاتصالات بأنواعها بما في ذلك خدمات الارسال والاستقبال التلفزيوني،
المحطة الأرضية للاتصالات البحرية عبر القمر الصناعي التابع لمنظمة «إنمارسات» للاتصالات الهاتفية ونقل المعلومات عن طريق محطات متحركة لتقديم خدمات الاتصالات بأنواعها في البر والبحر والجو،
وعن طريق مدينة الملك فهد الفضائية يتم أيضا ارسال القنوات التلفزيونية لنقل الشعائر الدينية من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف لأنحاء العالم،
3 مشروع التوسعة الهاتفية السادس «000، 500، 1» خط هاتف،
مع بداية الخطة الخمسية الخامسة 1410ه الى 1415ه وبناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين تبنت وزارة البرق والبريد والهاتف خططاً جديدة لتطوير مرفق الاتصالات، حيث طرحت الوزارة للمنافسة العامة «مشروع التوسعة الهاتفية السادس» بين سبع شركات عالمية، وتم ترسية المشروع بتاريخ 6/3/1415ه على احدى الشركات العالمية الكبرى في مجال الاتصالات لتأمين «000، 500، 1» خط هاتفي جديد، مع تطوير كامل لامكانات الشبكة على ان يتم تنفيذ هذا المشروع خلال سبع سنوات اعتبارا من عام 1415ه ويتكون المشروع من ستة عناصر رئيسة وهي:
توسعة الشبكة الهاتفية بمقدار «000، 500، 1» خط هاتفي جديد مع جميع متطلباتها من مبان ومقاسم وشبكة أرضية ووسائل ربط ليصل عدد الخطوط الهاتفية المركبة في نهاية المشروع الى «000، 200، 3» هاتف،
تحويل أنظمة الميكروويف ومساراته بالكامل الى النظام الرقمي،
إنشاء شبكة كاملة لربط المملكة بكوابل الألياف البصرية، وبلغ اجمالي هذه الكوابل أكثر من «000، 11» كيلومتر تشكل حلقات لزيادة الاعتمادية وتقليل تأثير أعطال شبكة الاتصالات وضمان استمراريتها،
توسعة شبكة المحطات الأرضية للاتصالات عبر الأقمار الصناعية،
إنشاء شبكة الهاتف الجوال،
توسعة شبكة الاتصالات الريفية،
ويتميز هذا المشروع الكبير باعتماده على التقنيات الحديثة كالشبكة الرقمية للخدمات المتكاملة «ISDN»، والتسلسل الرقمي المتزامن «SDH»، ونظام ادارة الشبكة «TMN»، ونظام الاشارات رقم «7»، والشبكة الذكية «IN»، كما يشمل المشروع تأمين الأنظمة الادارية المساندة لعمليات التشغيل والصيانة وتأمين نظام كامل للمعلومات وتحسين أنظمة التشغيل والصيانة والاصلاح والتدريب والوثائق،
4 شركة الاتصالات السعودية:
من الأهداف العامة، والأسس الاستراتيجية التي أكدتها خطة التنمية السادسة في المملكة، ترشيد الانفاق الحكومي وزيادة الاعتماد على مساهمة القطاع الخاص، من خلال عدة أساليب، منها تحويل ملكية بعض الأنشطة الحكومية ذات الطابع التجاري الى القطاع الخاص بهدف التخلص من العبء الاداري والرقابي على هذه الأنشطة، وزيادة فاعليتها عن طريق خفض تكاليف التنفيذ والتشغيل والصيانة لها، والسرعة في التوسع الأفقي والرأسي لوجود المرونة المطلوبة والتحرر من المعوقات البيروقراطية والروتينية لتلبية الطلب وتنمية الايرادات،
وتنفيذاً لتلك السياسة تم تأليف لجنة وزارية لتخصيص قطاع الاتصالات، وقامت الوزارة بعمل الدراسات المطلوبة لانجاز الهدف المنشود، الذي تم تتويجه بقرار مجلس الوزراء رقم «135» وتاريخ 15/8/1418ه، والقاضي بفصل مرافق البرق والهاتف عن الوزارة، وتأسيس شركة مساهمة سعودية باسم «شركة الاتصالات، لتبدأ الشركة الوليدة أعمالها يوم 6 محرم من عام 1419ه الموافق 2/5/1998م،
5 هيئة الاتصالات السعودية:
تطلعا الى فتح أسواق المملكة وتقنينها للقطاع الخاص للاستثمار في مجال تقديم خدمات الاتصالات ونقل المعلومات، لوجود فرص استثمارية كبيرة في مجاله، وللحاجة الماسة الى تلبية الطلب المتنامي عليه ودوره المهم والضروري جدا في تعزيز القطاعات الاقتصادية والصناعية وتنميتها وتفعيل كفاءتها الانتاجية، بالاضافة الى أهمية الاتصالات من الجوانب الثقافية والاجتماعية والأمنية والعسكرية، فقد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين بالأمر السامي رقم 2/12 وتاريخ 12/3/1422ه بالموافقة على نظام الاتصالات، وصدر قرار مجلس الوزراء رقم «74» وتاريخ 5/3/1422ه بالموافقة على انشاء هيئة الاتصالات السعودية للاشراف على عملية فتح أسواق المملكة للقطاع الخاص للاستثمار في مجال تقديم خدمات الاتصالات بأنواعها،
كما ان ما حققته شركة الاتصالات السعودية خلال العقدين الماضيين يمثل بحق انجازا يشار اليه بكثير من الفخر، ولعل الأرقام والاحصاءات توضح وتشرح هذه الانجازات بفضل دعم خادم الحرمين الشريفين وتوجيهه،
|
|
|
|
|