| مقـالات
سألني أحد الأصدقاء وهو يتجرع المرارة وكأنه في حلقه غصة قائلا: لماذا نلجم ألسنتنا ونغمض أعيننا ونفرمل أقلامنا أو نغيبها عندما يأتي الحديث عن البذخ الطائل الطائش والاسراف الرهيب في الصرف والتبذير على السياحة الخارجية يعني خارج الوطن الذي يستنزف عشرات الألوف من ملايين الريالات في كل عام في اجازات الأعياد والاجازات الخاصة والعطل الصيفية المدرسية والتهافت على حضور مهرجانات الدعاية والاستغلال خارج البلاد.. وفي نفس الوقت وفي مقابل ذلك او العكس منه نستكثر ان يكسب صناع السياحة الداخلية في بلادنا وهم من بني جلدتنا بعض المكاسب المربحة والمشجعة رغم ان ذلك يصب في مصلحة انتعاش وتطور السياحة في أرجاء الوطن ويحد من السفر للاصطياف والسياحة في الخارج وبالتالي حماية لاقتصادنا من الضياع وحماية شبابنا من براثن ومراتع ومرابع السوء وبؤر الاستنزاف المستمر.
هنا أجبت صديقي على سؤاله العريض وقلت له الحقيقة مختصرة وبلا رتوش بأن السبب في ذلك كله هو ان الريال أو القرش الذي ندفعه للسياحة الداخلية يقع على البلاط فيكون له رنين وصدى فيزعجهم صوته.. أما خارج حدود المملكة فهم يرمونه وينثرونه مع جميع العملات الصعبة التي يحملونها على الموكيت والسجاد فلا يسمعون له صوتا ويكررون ذلك حتى ينتهي ما بأيديهم فيرجعوا مفلسين.. أما الريال عندنا فهو مغلوب على أمره عندما يبذل ويصرف داخل الوطن.. ولذا تراهم يصبون جام غضبهم على السياحة الداخلية ويستكثرون ما يستفيده صناع السياحة من الذين يستثمرون أموالهم في هذا المجال رغم وجود العوائق والحواجز والتحفظات التي تحد من نشاطهم وتعرقل برامجهم المتمثلة في ايجاد وسائل الراحة والترفيه البريء الأمر الذي يدفع بحوالي أربعة ملايين مواطن ومقيم للسفر خارج المملكة في فصل الصيف وحده مع مصروف بسيط ومتواضع لا يقل عن خمسين ألف مليون ريال فقط لا غير.. والله المستعان.
للتواصل: فاكس: 4786864 الرياض
|
|
|
|
|