| الريـاضيـة
أجرى اللقاء خالد الدوس
أكد الدكتور صلاح السقا.. استاذ علم النفس الرياضي بجامعة الملك سعود ونائب رئيس نادي الرياض ان حالته الصحية شهدت استقراراً كبيراً وتحولاً ايجابياً بعد اصابته بأعراض باطنية «مجهولة»!! لم يعرف بالتحديد نوعها الأمر الذي سبب له انعداما في شهية الطعام وعدم القدرة على مزاولة أي نشاط أو حركة ..
وأشار في اللقاء المطول الذي تنشره «الجزيرة» اليوم إلى أنه قرع أبواب العديد من المستشفيات الداخلية بالمملكة بحثا ً عن اكتشاف مصدر هذه الآلام والمعاناة التي استمرت معه لأكثر من ثلاثة أشهر ولكن بلا جدوى مما دفعه للسفر للولايات المتحدة الأمريكية وعلى حسابه الخاص في أعقاب تدهور حالته الصحية وهبوط مؤشر وزنه بصورة مزعجة.
* وعن ترشيحه لمنصب نائب الرئيس بنادي الرياض قال انه رفض هذا المنصب لعدم قدرته المادية على تحمل هذه المسؤولية الجسيمة بيد أن اصرار وإلحاح أعضاء الشرف ومحبي المدرسة جعله يرضخ لقبول هذا الاختيار والترشيح على مضض.
* وحول تأهل منتخب المملكة لنهائيات كأس العالم لمونديال 2002م وللمرة الثالثة على التوالي .. أوضح الدكتور صلاح ان سر هذا الانجاز الغالي في حقيبة الأمير سلطان بن فهد الذي وقف خلفه بدعمه القوي بعد توفيق الله ومتابعته الدؤوبة ورعايته الدائمة.
لا نطيل المقدمة ففي جعبة النفساني «صلاح السقا» الشيء الكثير والكثير فتعالوا نقرأ سطور الدكتور..!!
في المدرسة صلاحيات نائب الرئيس وأمين
عام النادي مزدوجة!!
بداية المعاناة!!
قبل أربعة أشهر وبالتحديد في منتصف شهر ربيع الآخر من العام الحالي ظهرت عندي أعراض بسيطة في المعدة تمثلت في انعدام الشهية للطعام وعدم القدرة على بذل أي نشاط إلا بصعوبة وقيء في بعض الأحيان وما كنت أتصور أن تستمر هذه الأعراض ويتصعد موقفها. وفي أحد الأيام اشتد عليّ الألم بصورة لم أحتمل مقاومته وذلك في ساعة متأخرة ليلاً.. حيث نقلت لإسعاف مستشفى الملك خالد الجامعي وتم تنويمي أسبوعين تقريباً وبعد الفحوصات والتحاليل المستمرة اتضح سلامة المعدة وعدم وجود مشاكل باطنية طبقاً لتلك النتائج.
طبعاً خفت الآلام وشهدت حالتي الصحة نوعاً من الاستقرار.. وبعد يومين من خروجي من المستشفى عاودتني الآلام وزادت المعاناة بنفس الأعراض السابقة.. فذهبت لمستشفى الحمادي ونوّمت أيضاً يومين حيث عملوا فحوصات وتحاليل وتأكدوا من خلال النتائج عدم وجود مشاكل باطنية.. طبعاً لم أكترث بتلك النتائج في ظل الآلام وعدم قدرتي على الأكل بشهية فذهبت لمستشفى الحبيب وصرف لي بعض الأدوية والحمد لله كان هناك نوع من الاستقرار ولكن بدون تحسن.. استمررت في دوامة المعاناة أكثر من شهرين خاصة أن سفري مع فريق الرياض ابان مشاركته في دورة الصداقة الأخيرة بأبها وتحاملي على نفسي دهور أوضاعي الصحية وانخفض وزني بصورة أفقدتني الشيء الكثير.
تقرحات وتقلصات في المعدة!!
وفي خضم هذه المعاناة وتدهور حالتي الصحية قررت السفر للولايات المتحدة الأمريكية أملاً في ايجاد العلاج المناسب وفك طلاسم هذه المشكلة التي أرقتني كثيراً وعلى حسابي الخاص.. حيث عرضت حالتي على كبير الاستشاريين الباطنيين في مستشفى «مركز واشنطن» وبعد متابعة مستمرة وعمل تحاليل وفحوصات دقيقة اتضح جلياً أن ثمة تقرحات متفرقة في المعدة بجانب وجود تقلصات بداخلها وسبب ظهورها طريقة استخدام المنظار الذي سبق وأن أجريته في المستشفيات الداخلية..!! بجانب نوعية العلاج الذي تناولته حيث لم يكن مناسباً فمنحني الطبيب العلاج المناسب بعضه يستمر طويلاً «12 أسبوعاً»..
والحمد لله شعرت بعد هذا العلاج بتحسن كبير وبدأت الآلام والمرارة تتلاشى رويداً رويداً مع الانتظام في تناول العلاج والآن استطيع أن أقوم بمزاولة الكثير من الأعمال والأنشطة ما كنت حقيقة أقوم بها قبل سفري للخارج طبعاً مكثت هناك أكثر من ثلاثة أسابيع.
رفضت «منصب» نائب الرئيس
ترشيحي لمنصب نائب الرئيس بنادي الرياض جاء في أعقاب اجتماع زملائي أعضاء الشرف وبعض محبي «المدرسة» برئاسة الأمير بندر بن عبدالمجيد حيث اتفقوا جميعاً على ترشيحي واختياري لهذا المنصب.. طبعاً رفضت الفكرة في البداية لأنني أفضل ترشيح شخص آخر أقدر مادياً.. غير أن اصرار هؤلاء وبعد إلحاح شديد رضخت لهذا الطلب رغم جسامة المسئولية.. وأشكر كل من طرح هذه الثقة في شخصي المتواضع وأتمنى في الوقت ذاته أن أكون عند حسن ظنهم وأن نسهم في دعم ودفع مسيرة المدرسة للأمام.
أبناء المدرسة
عدم ضم بعض الأسماء لمجلس الإدارة الجديدة كعبدالرحمن الروكان ومنصور الخضر وعبدالعزيز الشليل ليس لعدم أهليتهم وقدرتهم الإدارية بل سيبقى هؤلاء أبناء المدرسة وأعتقد أننا ملتزمون بأنظمة ولوائح تتعلق بترشيح أسماء محددة لمجلس الإدارة، نعم هناك أشخاص لا يمكن أن نجذبهم إلا عن طريق ترشيحهم كأعضاء شرف بينما هناك آخرون بصرف النظر عن موقعهم دائماً موجودون داخل أروقة النادي.. والشليل والروكان والخضر موجودون شبه يومياً بالنادي نستفيد بالتأكيد من آرائهم وخبراتهم الإدارية بغض النظر عن موقعهم.
قرار فني 100%
تنسيق بعض اللاعبين ولا سيما الكبار «سناً» الذي تم مؤخراً لم يكن بقرار إداري كما زعم البعض.. إنما بقرار فني أخذ بناء على معطيات ونقاط وعلى ضوئها أعد هذا القرار الذي تمخض من صلب القناعة بعدم جدوى استمرارهم.. صحيح إن اللاعب يتألم كثيراً من كلمة «تنسيق» ولكن هذا حال الدنيا لكل زمان رجال فلا يوجد رياضي يعمّر مدى الحياة.. وأحياناً تكون عملية التنسيق «رحمة» للاعب إذا لم تسنح له الفرصة في ناديه الأصلي لإبراز قدراته الفنية فيخوض تجربة كروية ثانية مع فريق آخر.. أعيد وأكرر ان عملية التنسيق تمت بقرار فني 100%.
صلاحيات مزدوجة
منصبي كنائب رئيس ليس مهمشاً.. صحيح إن ثمة ازدواجية في الصلاحيات بيني وبين أمين عام النادي سلطان الدوس المتحدث الرسمي باسم النادي وذلك لإلمامه باللوائح والقوانين فضلاً عن حضوره اليومي ووجوده داخل دهاليز المدرسة ومعرفته بما يدور في فلك النادي من أمور إدارية وفنية.. وقد يكون لغيابي فترة طويلة لظروفي الصحية دور في إصدار أمين عام النادي بعض القرارات التي هي من اختصاص وصلاحيات النائب ولحرصي على عدم اثارة البلبلة والمشاكل لم أكترث بذلك لثقتي بأن ما يقوم به أمين عام النادي من أجل المصلحة العامة.
لم نفرط في القروني!!
لم نفرط في المدرب الوطني خالد القروني.. ففي عهد رئاسة الأستاذ ماجد الحكير كان مشرفاً فنياً على تدريب الفريق وقدم استقالته بمحض إرادته بعد النتائج المتواضعة التي قدمها الرياض تحت اشرافه الفني..
وحتى لو لم يوفق القروني مع الفريق فهذا لا يقلل بأي حال من الأحوال من كفاءته التدريبية الجيدة كمدرب واعد يملك طموحاً وحماساً متقداً لإثبات ذاته وقدرته مع أي فريق ولعل نجاحه مع الشعلة في هذا العام يؤكد بلا شك أنه مدرب جيد. وعموماً مهما ابتعد خالد القروني فأبواب النادي مفتوحة له ولغيره من أبناء المدرسة.
معضلة أزلية
من أكبر المعضلات التي نعاني منها في الوقت الراهن مشكلة المادة حيث ساهم عزوف أعضاء الشرف عن دعم مسيرة الفريق مادياً باستثناء الأستاذ ماجد الحكير الذي يعد في الحقيقة من أكبر الداعمين لمدرسة الوسطى.. ساهم ذلك في انعدام الخطط والبرامج المستقبلية.. وبدون الدعم المادي وعدم وجود التموين الكافي لا يمكن أن تفعّل خططك وأهدافك المستقبلية على أرض الواقع وهنا مربط الفرس.
استثمار المدرسة
أتذكر في عهد رئاسة الأستاذ ماجد الحكير كان لدينا توجه وجدية نحو الاستثمار والاستفادة من تشغيل منشآت النادي لدعمه وتمويله مادياً بيد أننا اصطدمنا ببعض العقبات والمشاكل وأهمها موقع النادي وعدم وجود مبان عمرانية تستطيع أن نستقطب سكان الحي بالاضافة إلى وعورة الطريق وعدم وجود الانارة الكافية لإضاءة المنطقة ومن هذا المنطلق أناشد أمانة مدينة الرياض حل هذه المشكلة وذلك برصف الطريق وانارته وسفلتة بعض المواقع المحيطة بالنادي حتى يسهل على مرتاديه زيارته والحضور إليه دون أدنى صعوبة.
رينالدو مكسب!
نعم المدرب البرازيلي بيدرو فشل مع فريق الرياض لأسباب لا أود التطرق إليها وحالياً يشرف على تدريبه البرازيلي «رينالدو» الذي تم التعاقد معه قبل انطلاقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بأسبوع.. طبعاً من الصعب أن نقيّم ونحكم على هذا المدرب خلال هذه الفترة القصيرة.. ولكن البوادر تشير الى أنه يملك قدرات تدريبية جيدة سواء من حيث طريقة تدريبه وخططه أو من حيث قوة شخصيته مع الفريق ونتمنى حقيقة أن يوفق مع الرياض.
مشكلة قائمة!
تهجم بعض اللاعبين المنسقين ولاسيما «المخضرمين» على الإدارة اعتقد أنها مشكلة قائمة على مستوى الأندية وليس نادي الرياض فقط هو الذي يعاني منها.. طبعاً من الصعب أن تلجم أفواه الآخرين لأن الانسان بطبعه يعتقد أن لديه القدرة على العطاء وأن أي قرار يتخذ ضده يمثل اجحافاً بحقه ولكن عزاؤنا الوحيد أن ثمة أسسا وقواعد أتخذ على ضوئها قرار التنسيق لمجموعة من اللاعبين وأحب أن أشير هنا إلى أن البعض من المنسقين سوف نستفيد منهم في مجالات أخرى حتى الذين تهجموا علينا وأطلقوا للسانهم العنان سوف نفتح أبواب النادي لهم لخدمتهم لأنهم سيظلون أبناء له ولا أتصور أن هذه المعضلة أو المشكلة تحتاج لعلاج والقضاء عليها لأن البشر جبل على مبدأ الدفاع عن النفس مهما كان نوع وحجم القرار الذي صدر بحقه.
خدمة الوطن أمنية
بالتأكيد شرف عظيم لأي انسان ان يخدم وطنه في أي مجال من المجالات المتعددة.. صحيح أنني حزنت وتألمت لغياب اسم صلاح السقا عن التشكيل الجديد للاتحادات الرياضية ومصدر هذا الحزن عدم اتاحة الفرصة لي لأن أخدم هذا البلد المعطاء ولكن عزائي الوحيد كما قال سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد أن الباب مفتوح للجميع هذا من جانب والجانب الآخر أن هذا التشكيل جاء بعد دراسة مستفيضة وتم على ضوئها اختيار تلك الأسماء التي أتمنى لها التوفيق والسداد.. فنحن جميعاً سنظل مجندين لخدمة الوطن في أي زمان أو مكان!!
فروق فردية!
لست مع أو ضد عملية ضم اللاعب الناشئ أو الصاعد للمنتخب بمجرد بروزه في مباراة أو مباراتين حيث ان هناك فروقا فردية بين الأفراد.. فثمة لاعب يستطيع أن يتعامل مع المتغيرات ويتكيف ويتألم معها بصورة تكفل استمرار نجوميته وحضوره.. وثمة العكس!!
فهناك كثير من المواهب الشابة اندثرت بسبب التسرع والاستعجال في ضمها فخسرنا بسبب ذلك ولكن حين نمنح اللاعب الصاعد فرصة موسم أو موسمين لمعرفة واكتشاف قدراته الفنية والثبات عليها ومن ثم يتم ضمه بعد ذلك في حين نجد أن بعض اللاعبين الصاعدين تساعده الظروف فيبدع ويبرز خلال مباراتين أو ثلاث فنحكم أنه لاعب يستحق الانضمام دون معرفة مدى توقيته الطويل وهل لديه القدرة على الاستمرار لأن كل لاعب لديه طموح وطموحه بالتأكيد الوصول لتمثيل المنتخب.
مبدأ الثواب والعقاب
مبدأ الثواب والعقاب بلا ضير جزء مهم جداً في العملية الرياضية تمثل منطلقاً تربوياً نحو تهذيب وتقويم السلوك مثل أن تكون رياضة الأبدان وبناء الأجسام وكثير من الرياضيين خرجوا من الساحة الرياضية، في وقت مبكر من عمرهم الرياضي بسبب سلوكهم.. طبعاً في علم النفس الرياضي لا توجد أساليب مثلى للعقاب مهما صدر من اللاعب خطأ أو بدر منه تقصير «بقصد المحافظة عليه» لأن العملية تتوقف على حجم ونوعية الخطأ ومدى تقبله للعقاب وما هي السمات الموجودة بذاته وهل الخطأ مقصود أو غير مقصود؟! وهل الخطأ جاء بسبب اللاعب وعدم القدرة على تحمل المسؤولية؟!
ومن خلال معاشرتي للأجواء الرياضية بالأندية المحلية أجد أن بعض الأخطاء التي تحدث من اللاعب هي امتداد وتكرار لأخطائه في التدريب.. إذاً المشكلة أضحت هناك مشكلة المدرب الذي لا يحاول أن يتكلم معه ويصحح الأخطاء حتى لا يقع فيها أثناء المباريات..!!
فلترة النقد!!
بطبيعة الحال اللاعب الذي يصل لقمة مستواه ويصبح نجماً مشهوراً لا يمكن أن يكون ملك نفسه وطالماً أنه ليس ملكاً لذاته فمن حق الإعلام والنقاد أن ينتقدوه ويقيموه وهذه حقيقة مثبتة فكما يحلو له أن يعبر عن فرحته حين يمدح فيجب إذاً أن يتحمل النقد ويكون لديه القدرة على «فلترة» هذا النقد ويأخذ منه المفيد والصالح لتصحيح مساره ووضعه عند أي تقصير أو شيء من ذلك نعم هناك بعض الصحفيين نقدهم جارح، وقاس، وعادة ما يتركز على الشخص ذاته وليس على السلوك مع أن الآخر هو ما يجب أن يكون محل النقد ويجب هنا أن يكون اللاعب «محصناً» يستطيع أن يتعامل مع هذه الأمور بشكل جيد.
المهارات النفسية!
الهدف من علم النفس الرياضي.. هو اعطاء الرياضي أسلحة أي مهارات نفسية على أساس ان يصبح أكثر صحة وفائقاً في السواء من الناحية النفسية حيث ان الإعداد النفسي للاعب يمثل مسؤولية مشتركة بين المدرب والإداري وجميع الأجهزة العاملة داخل أروقة النادي وحين تمنحه هذه الأجهزة «السلاح» يصبح أكثر تأهيلاً على تحمل المسؤولية وبالتالي يكون قادراً على تحمل ظلم حكم أو نرفزة خصم أو غضب جماهيري وهلم جراً وكثير من اللاعبين يدخلون المباريات بنفسية عالية وروح معنوية مرتفعة ولكن الأحداث التي تتمخض عن تلك المباريات تغير الحالة 180ْ فإذا ما كان عنده القدرة على العودة واستخدام السلاح بالتأكيد، سيكون الفشل حليفه!!
أهمية الجانب النفسي
ثمة أربعة جوانب لإعداد اللاعب نفسياً قبل أي لقاء.. المهارة واللياقة والخطة والناحية النفسية.. الخطة والناحية النفسية.. مرتبطة بالجوانب الذهنية واللياقة والمهارة مرتبطة بالجانب الفني.. المشكلة أن الجانب البدني «المهارة واللياقة» أيضاً مرتبطة مباشرة بالجانب النفسي.. وإذا ما كان لدى اللاعب طموح ولا رغبة ولا قتالية للتفاعل مع هذه الجوانب فلن يستطيع أن يرفع معدله اللياقي إذاً فالجانب النفسي والذي كثير من المدربين يتحدثون عنه ويلقونه للآخرين هو عنصر حيوي وفعال في التدريب.
المدرب الذهني
نعم هناك فرق وبون شاسع بين الاخصائي النفساني والطبيب النفسي والمزج بينهما فحين نتحدث عن الاخصائي النفساني فهو يتعامل مع الرياضيين الذين لديهم مشاكل أسبابها رياضية.. وفي الدول المتقدمة والمتحضرة يُطلق على الأخصائي النفساني لقب «المدرب الذهني» نظراً لارتباط الجوانب التي أشرت إليها آنفاً بالناحية النفسية بالمقام الأول.. الاخصائي النفساني يقوم باعطاء الرياضي أسلحة «مهارات نفسية» يستخدمها وقت الحاجة ووقت الجد كالتعامل مع حكم أو خصم وكذلك القدرة على السيطرة على تفكيراته وكبح انفعالاته ومتى يكون التحدث عن نفسه ايجابياً وأمور كثيرة تتعلق في هذا الجانب.
الطبيب النفسي أساساً مهيأ ولديه القدرة على التعامل مع الناس الشواذ الذين عندهم مشاكل واضطرابات عقلية.. والرياضي ليس لديه مشاكل واضطرابات على هذا النحو ولله الحمد.. فهذا هو الفرق والبون بين الاخصائي النفساني والطبيب النفسي.
التدخل الايجابي!
ابعاد بعض لاعبي المنتخب عن القائمة بلا شك له تأثير.. فنياً ونفسياً.. أحياناً يكون هذا التأثير وقتياً وأحياناً يصبح لمدى طويل حسب تركيبة اللاعب النفسية وشخصيته لأن ثمة فروقاً فردية في الفرد.
صحيح أن الخطأ جزء من العملية الرياضية ولا يوجد انسان يعمل دونما أن يخطئ في أي مجال من المجالات الحياتية الأخرى.. واللاعب يستحيل أن يخوض مباراة كاملة دون أن يرتكب خطأ أو هفوة.. وللأسف أحياناً الإعلام يضخم هذا الخطأ ويضع اللاعب في بؤرة الاتهام وتحت سياط النقد الجارح بمجرد أنه ارتكب هذا الخطأ وهنا قد نفقد هذا اللاعب وتمتد الاثار السلبية على بقية زملائه اللاعبين الذين يخشون أن يكون مصيرهم مصير زميلهم إذا وقعوا في مغبة هذا الخطأ الذي ارتكبه.. وهنا لا بد من التدخل الايجابي من المسؤولين في الجهاز الإداري والفني.. وحتى زملائه اللاعبين أنفسهم لأن تضافر هذه الجهود بالتأكيد يعيد الثقة لزميلهم ويخرجه من الحالة الاحباطية التي يعيشها.
ظاهرة صحية
بلا ريب تعد المدارس الكروية الموجودة في بعض الأندية المحلية ظاهرة صحية لضخ ودعم هذه الفرق بالمواهب الشابة والنجوم الواعدة.. حيث تحتاج تلك المواهب لصقلها وإعدادها من كل الجوانب فنياً وسلوكياً ودراسياً، بيد أن مشكلة بعض الأندية وللأسف الشديد ليس عندها القدرة على تهيئة المدرب الكفء للناشئين والبراعم وهذه مشكلة كبيرة ولاسيما أن كثيراً من الفرق المحلية فقدت مواهبها سريعاً لعدم القدرة على صقلها وتبنيها بشكل سليم من قبل الجهاز الفني أضف إلى ذلك أن الكرة الحالية أضحت تعتمد على الأداء الجماعي ونحن ننمي فقط المهارات الفردية إذاً المشكلة ليست بالمواهب وقدرتها إنما بطرق الإعداد وهنا مربط الفرس!!
قرار حكيم
الحقيقة ينتابني شعور بالفخر والاعتزاز بتأهل منتخب الوطن لكرة القدم لنهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي كانجاز واعجاز غير مسبوق على الصعيد العربي خاصة وان هذا التأهل المستحق جاء بصناعة وطنية 100% والحقيقة أحب أن أشيد بالقرار الحكيم والتوقيت السليم الذي اتخذه المسؤول الشجاع سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد المتمثل بإسناد مهمة تدريب الأخضر لابن الوطن الكابتن ناصر الجوهر خلفاً للمدرب اليوغسلافي «سلوبودان» عقب تعثر المنتخب تحت قيادته في أول لقاءين في التصفيات القارية حيث كان هذا القرار الحكيم كفيلاً بأن يقلب الموازين بزاوية ميل تصل «180ْ» فشاهدنا المستويات الرائعة والنتائج المتميزة التي قدمها الأخضر تحت قيادة مدربنا الوطني البار ناصر الجوهر وتوجها بالتأهل لنهائيات كأس العالم لعام 2002م.
الجوهر الأنسب
بعيداً عن العاطفة ونشوة الفرح اعتقد أن المدرب الوطني القدير ناصر الجوهر الأنسب لتدريب المنتخب في المرحلة القادمة ولاسيما أنه يملك عقلية تدريبية وفلسفة فنية عالية ومؤهل تماماً لمقارعة المدربين الكبار في مونديال 2002م بكوريا واليابان وهناك مقولة في علم النفس الرياضي فحواها «ليس من الضرورة أن يكون المدرب الجيد أكثر معلومات وخططاً ولكن المدرب المتميز يملك القدرة على دفع اللاعبين وتحريكهم واقناعهم بكل شيء يريده.. والحقيقة أضع ناصر من هؤلاء المدربين المتميزين الذين يملكون هذه الخاصية الفريدة!!
قناعة خاطئة!
الملاحظ أن معظم المدربين الوطنيين أخذوا فرصتهم في المنتخبات الوطنية في مختلف المراحل السنية أكثر من أنديتهم التي قدمتهم للساحة الرياضية طبعاً هذا يعود لعدم ثقة الأندية بالمدرب الوطني وتصنيفه كمدرب طوارئ.. نحن نملك كوادر وطنية مؤهلة ولديها قدرة الدفع وتحريك الكوامن الساكنة بداخل وجدان وجوانح اللاعبين وأتمنى أن تغير هذه الأندية قناعتها الخاطئة.
|
|
|
|
|