|
| الريـاضيـة
..تذكرت هذه المقولة مرات.. ومرات عديدة اثناء مراسم اجراء قرعة بطولة كأس الخليج الخامسة عشرة بالرياض!
عادت بي الذاكرة للوراء.. ثلاثة عقود مضت حيث مولد انطلاقة البطولة في دورتها الأولى بالبحرين.. وكنت خلالها في مرحلة الطفولة.. والاكثرية منا قد لا تعرف موقع البحرين على الخارطة الجغرافية بحكم المعلومات المحدودة المتواضعة عن منطقة الخليج.. بدأت تكبر تدريجياً تلك البطولة.. ومعها تتنامى ثقافاتنا خاصة مع حركة التطور والتقدم في وسائل الاتصال الاعلامي.. ووسائط النقل والانتقال التي ساعدتنا على التواصل مع الآخرين.. وتحديداً مع ذلك «المجهول الهوية» بعد ان اتسعت الدائرة المعلوماتية والمعرفية للانسان الذي لم يكن على اطلاع بما هو خارج محيطه واطاره الضيق.. من المدينة للمنطقة ومن ثم للدولة!
..بارك الله في دورة الخليج التي ساهمت في التواصل مع الاشقاء والالتقاء بأبناء العمومة في الخليج الحبيب!
..«كبرت» دورة الخليج واصبحت معلماً بارزاً من معالمها الشهيرة.. فلا حديث لنا سوى دورة الخليج التي مرت بتجارب ودخلت منعطفات وتعرضت لاجواء وظروف مناخية (متقلبة) و(معتدلة) وحالة (صحور) احياناً.. كوضع طبيعي جداً لقادم جديد لايمكن التعايش معه بتوافق تام وفي مرحلة مبكرة.. ويحدث هذا بعد تجاوز مطبات.. وبعد ان يمر بالكثير من (الازمات).. لكن على طريقة.. ان تصل متأخراً خير من الا تأتي ابداً!!
..كلنا نتذكر تلك الاصوات المرتفعة التي طالبت وبقوة.. بإلغاء دورة الخليج بهدف الحفاظ على وحدة الخليج وتماسك ابنائه!
..الا ان فيصل بن فهد رحمه الله ظل يردد وبقوة ايضاً.. عبارته الشهيرة.. دورة الخليج وجدت كي تبقى.. فلقد اراد اسكنه الله واسع جنته غرس مفاهيم ايجابية تتجاوز مسألة النظرة الضيقة التي تدور حول تحقيق مكاسب آنية وقتية بتفكيره ورؤيته للمستقبل النابعة من الشعور بضرورة واهمية الوحدة بين دول الخليج.. وكأن الغرب قد قرأ فكرة سموه لينطلق نحو العمل على بناء الوحدة الاوربية..
ان دورة الخليج التي ولدت صغيرة.. لتنمو قد مرت بعراقيل كانت كفيلة جداً بنسفها.. وان يكتب خبر كالآتي.. «انتقلت دورة الخليج الى رحمة الله.. والى غير رجعه عن عمر يناهز الدورة الأولى او الثانية او الثالثة».. كان الخبر ماثلاً تحت الطبع في اكثر من دورة!!
..العقلاء وحدهم.. وفيصل بن فهد في مقدمتهم.. دافع بضراوة من اجل استمرارية الدورة التي لم تكن نظرته لها تتعلق بحسابات الفوز والخسارة! إذ أن تفكيره كان اعمق وابعد من ذلك بكثير.. نجح في التصدي لمحاولات القضاء على اهدافه السامية التي تطلع لها من خلال التجمع الخليجي الذي يعتبر النواة الاولى.. والمشروع الذي ارتكز عليه قيام التعاون الخليجي بصفته الشمولية.. فكان ميلاد مجلس التعاون من بعد الدورة الكروية التي ساهمت في التمهيد لقيامه!!
ان مزايا دورة الخليج اكثر من ان تعد او تحصى.. حتى وان وجدت بعض الشوائب التي لن تعكر مياهه الصافية.. وهي لن تؤثر اطلاقاً في نجاح البطولة واستمراريتها.
سلطان ونواف
بعد اجراء مراسم قرعة مباريات الدورة الخليجية لكرة القدم استمعت وبمنتهى التقدير والاعجاب للتصريحات المسؤولة التي اتسمت بالعقلانية وتميزت بروح التمسك بوحدة ابناء دول التعاون الخليجي.. عبارات صادقة تنطلق من القلب لتصل الى القلب مباشرة.. كلها مشاعر دافئة تحمل رسالة سامية تؤكد حفاوتها وترحيب الرياض بقدوم الاشقاء في هذه التظاهرة للخليجية..
لم يسارع سمو امير الشباب او سمو نائبه رغم محاولات الايقاع من وسائل الاعلام في الظفر بترشيح منتخب المملكة لكأس البطولة على ضوء تأهله لكأس العالم للمرة الثالثة.
وكان تأكيدهما على ان كل المنتخبات تملك نفس الحظوظ والطموحات.
رسالة الى مجلس التعاون الخليجي
قطاع الانسان والبيئة بمجلس التعاون الخليجي.. من واقع مسؤولياته.. اعتقد انه معني الى ابعد الحدود في استثمار كل النجاحات التي يحققها ابناء الشعب الخليجي الواحد.. فكم اتمنى قبل انطلاقة البطولة الخامسة عشرة ان يسارع في اقامة ملتقى خاص بوسائل الاعلام الرياضية على شكل ندوة او نحوها وبلورة نقاط عمل واضحة تتعلق بمحاور معينة تدور حول كيفية تفعيل اثر الاعلام على مسيرة تطور الحركة الرياضية وبحث السلبيات الموجودة والتي يمكن تلافيها من اجل خلق بيئة ومناخ مناسب للدورة الخليجية لكي لاتعود من جديد تلك الاصوات.. او غيرها وتطالب مرة اخرى بوقف والغاء البطولة.. وسامحونا!!
|
|
|
|
|
