|
| مقـالات
رغم أننا والحمد الله قطعنا شوطاً لا بأس به في طريق الحضارة فما زالت هناك ممارسات تصدم الذوق وتلهب اليأس خاصة حين تأتي من طائفة قد نتصور أنها عدة المستقبل وهي كذلك لأنها الجيل الجديد الذي تضع عليه الأمة كافة آمالها. فإذا تمعنت بأسباب هذه الممارسات سوف تكتشف بسهولة أن هشاشة النشأة وغموض التربية تكمن وراء تلك التصرفات العابثة. فالغرس الضعيف لا بد أن يأتي بثمار متواضعة مع أن أمهاتنا تفخر بأن أبناءها يتصفون بالأخلاق الحميدة ولا يحاولون الاعتداء على أملاك الغير أو ما ليس من حلالهم بينما هذه الأم الطيبة لم تغرس في أبنائها وسيلة المحافظة على حلال الغير، بل هي يومياً تسأل ابناءها منذ الصغر كيف انفقتم مصروفكم أو أين ذهبت لعبكم وغير ذلك من الأسئلة البسيطة إنما لا تذكر ولو تلميحاً بأن كتابته على جدران منزل جارهم بعض العبارات أو الرسوم فيه اعتداء على أملاك الغير وتشويه لمنظر الشارع، بل انها لا تمنعه حين تراه يرجم طائراً صغيراً يقف على حافة سطح المنزل موضحة له بأن ذلك الطائر المسكين لم يسبب له أي ضرر فلماذا الاعتداء عليه وأين مشاعر الرفق بالحيوان، بل إن قذف الحجارة قد يصيب إنساناً في مكان آخر ربما يتسبب في فقدان عينه أو أحد أعضائه دون أن يدرك ذلك الصبي أو يشعر. بل لا أتصور أن أمّاً شجعت ابنها على غرس شجرة صغيرة قرب المنزل وتعهدها بالرعاية. إنها أمور صغيرة لا تلتفت إليها أمهاتنا وكذلك آباؤنا رغم أن غرسها في أذهان الناشئة لها آثار كبيرة عندما يكبر أولئك الأبناء. كما أن الوالدين أو أحدهما حين يصطحب ابنه إلى مكان عام كالأسواق أو المنتزهات لايهتم بالحركات التي يفعلها ذلك الابن مثل رمي علبة فارغة في الطريق أو انتزاع نبتة صغيرة أو كسر غصن من شجرة وسواها من الممارسات العابرة التي لا تدل على عمق احترام حقوق الغير والحفاظ على جمال الحي أو المدينة. وهذا التجاهل ينطبق أيضاً على المربين في المدارس الذين قلما يتعرضون في الفصول إلى مثل تلك الممارسات لتجنبها أو غرس ما يوازيها منفعة. إذ ان حقن تلك المفاهيم وشرح ابعادها سوف يجعلها تنمو مع الأيام وتكبر حتي تتوسع المدارك وهي رغم بساطتها وادراكنا لابعادها لا نلتفت لها مع الأسف ولهذا السبب ينشأ الجيل وهو خال من مثل هذه المفاهيم ولا يدرك ابعادها وتأثيرها في التعلق بحب الوطن من خلال الحفاظ على مكتسباته الحضارية.
تواصل:
حمل إليّ البريد نسخة من التقرير السنوي لعام 1420/1421ه لجمعية البر بجدة وكذلك نسخة من مطبوعة الجمعية الخيرية (معاً)، ومن البدهي أن الجمعية الخيرية تقوم بجهد واضح تشكر عليه نحو الأيتام والمحتاجين من الأسر حيث أخذت على عاتقها كفالة وإعالة مئات من المحتاجين إلى عطائها الإنساني كما أنها تتطلع في الوقت ذاته إلى دعم مواردها للنهوض بواجباتها الإنسانية نحو أبناء هذا الوطن ويمكن الاتصال عليها بواسطة الهاتف 6391100 فإلى المزيد من التوفيق يا رجال الخير والمحبة ونحن معكم إن شاء الله.
للمراسلة/ ص. ب 6324
الرياض 11442
|
|
|
|
|
