|
| محليــات
ليس من عادتي النوم بعد العصر ولكن في بعض الأحيان اضطر إلى ذلك.
في إحدى المرات استيقظت بعد المغرب وكانت اللمبات مطفأة والبيت يسبح في ظلام باهت فانتابني خوف قديم ذكرني بمخاوف الطفولة في منزلنا القديم في العسيلة، ذلك البيت المليء بالجن والعفاريت والسكن، فاجتاح مخيلتي سيل من الأسئلة ترى ما الذي سيحدث لو أني ذهبت إلى أقرب زاوية وخبطتها؟ أو أني دلقت ماءً ساخناً في الحمام؟ أو رفعت صوتي صارخاً؟ هل في بيتي هذا جن يسكنون معنا كما كانت الحال في بيتنا القديم؟. لماذا في الماضي كان الجن يخفسون بنا لمجرد التخبيط على العواير أو الصراخ في صفرة المغرب أو كب قطرة ماء ساخن في الحمام؟ بينما نلاحظ في الوقت الحالي تراجعاً كبيراً في عمليات الخفس رغم تزايد كمية الصراخ وكثرة التخبيط على العواير وتفشي الماء الساخن في الحمامات. سخانات الماء الموجودة في حماماتنا اليوم تصل درجة حرارة الماء فيها إلى سبعين درجة مئوية بخطأ غير مقصود يمكن أن تسلخ رأس أكبر جني في العالم سواء كان أصلع أو غير أصلع سؤال يحير أليس كذلك؟. هل تغير طبع الجن؟ هل رحل الجن من الرياض؟ أم هل بقي الجن في الشميسي والديرة وحلة ابن نصار والعسيلة وتولجوا الباكستانيين والهنود وتركونا. ألم يرحل معنا إلى الأحياء الحديثة أي جني؟ أم أن الأمر يعود إلى التطور التقني الذي أصاب الجن كما أصاب الإنس مما جعل صراخنا وماءنا الفايح غير مؤثر في حياتهم؟ أم هناك تغير جوهري في سلوك الجن وتعاملهم معنا؟ لعل تزايد عدد السكان في الرياض جعل الجن ما يدرون وش يصالون. تصور لو أنهم خفسوا بكل من يصارخ في الليل في الرياض. هل لدى الجن الآلية والقدرة الاستيعابية ليخفسوا بالجماهير في استاد الملك فهد اذا سجل المنتخب «جول»؟ سبعين الف يصارخون في نفس الوقت.. دعونا نتصور أن عدد الذين يستحمون في الليل في الوقت نفسه لا يقل عن مائة الف شخص. أليس بينهم على الاقل الف شخص ممكن ان يدلقوا الماء على صلعة جني؟ هذه الأسئلة تقودنا إلى سؤال هام وهو: كم عدد الجن في الرياض؟ وما هي الآلية التي يستخدمونها عندما يخفسون بنا؟ هل عملية الخفس مكلفة بالنسبة لهم؟ بمعنى آخر ما هي الادوات التي يستخدمونها في عملية الخفس؟ وكم كلفتها؟ وكم عدد الافراد من عناصر الجن التي تتطلبها عملية الخفس الواحدة؟ وهل عملية الخفس قرار فردي أم أنها تتمم وفقاً لاجراءات قانونية جنية بحيث تحتاج إلى إذن خاص من قبل جهة معينة مخولة إصدار تصاريح الخفس بالإنس؟ يعني هل الجني الذي كبينا على صلعته الماء الساخن في الحمام يستطيع بقرار فردي متعجل ناشئ من تأثير الحرارة على صلعته أن يخفس بالإنسي؟ أم أن عليه أن يذهب إلى المؤسسة العامة لشؤون الخفس ويقدم طلب خفس بإنسي مع إرفاق الإثباتات والمسوغات لذلك؟ وحتى بعد استصدار إذن خفس هل يقوم هو وأهله بعملية الخفس أم أن هناك جهازاً معينا مهمته تنفيذ أوامر الخفس بالإنس وذلك منعا لسوء الاستخدام. وحتى بعد أن تتم عملية الخفس هل يودع الانسي المخفوس به في سجن محدد أم يترك يتجول بحرية في بلاد الجن؟
أسئلة كثيرة ومعقدة يجب أن نجد أجوبتها في أسرع وقت لكن ليكن في عملكم لا أريد أن أتحمل مسؤولية الإجابة وحدي أخاف يخفسون بي ولسان حالهم يقول جاك الجواب يا ابن بخيت.
yara4me@yahoo.com
|
|
|
|
|
