| ملحق الخرج
تدل المادة الأثرية التي عثر عليها على قدم الاستقرار البشري في المنطقة، فقد وجد فيها ما يدل على أنها سكنت منذ القدم حيث وجدت آثار هذا الاستقرار في أماكن متفرقة في محافظة الخرج تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد حيث كانت هذه البلاد مرتعاً وفيافي تصول وتجول فيها طسم وجديس وهذه حضارة سادت ثم بادت، وجاء الحنفيون إليها واستقروا ثم قدم الحنفيون من عالة نجد واستقروا فيها، وكانت هذه البلاد تسمى )جو الخضارم( الخضرمة.
هنا في الخرج وتحت سور الدلم التقى الملك عبدالعزيز رحمه الله بابن رشيد في أول معركة بعد فتح الرياض وقد كانت نهاية هذه المعركة انتصار الملك عبدالعزيز رحمه الله وخروج ابن رشيد من نجد معلناً نهايته.
وحينما شع نور الإسلام انطلقت رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلاد فارس والروم وجاءت رسله صلى الله عليه وسلم إلى هذه البلاد حيث كانت )جو الخضارم( وما يجاورها من البلدان تحت زعامة )هوذة بن علي السحيمي( الحنفي الذي كان يسكن )جو الخضارم( في العهد الماضي )الخرج( العهد الحاضر، وبعث له رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بعث إلى الملوك والعظماء وكتب إليه كما كتب لقيصر وكسرى)1(، ولما هلك هوذة بن علي، تولى الحكم بعده ثمامة بن أثال الحنفي)2( الذي أسلم فيما بعد وحسن إسلامه في قصة معروفة مشهورة واستنكرت قريش إسلامه، فقطع عنهم المؤنة التي كانت تردهم من الخرج، فكتبت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبون منه الشفاعة لدى ثمامة بن أثال، فأعاد إليهم ما طلبوا بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي عهد أبي بكر الصديق ارتد بعض من بني حنيفة بزعامة مسيلمة الكذاب، وتم دحرهم وإلحاق الهزيمة بهم، وفي عهد أبي بكر الصديق كانت هذه البلاد تحت ولاية سليط بن قيس الأنصاري، وهو من بني النجار، وكان ممن شهد بدراً، ثم قدم وفد من بني حنيفة على أبي بكر الصديق وفيهم مجاعة بن مرارة الحنفي فأقطعه أبو بكر الحضرمة )الخرج( ولما تولى عمر بن الخطاب الخلافة قدم إليه مجاعة بن مرارة على رأس قومه فأقطعه عيناً في الخرج تسمى الزباء.
وفطن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه إلى أهمية هذه البلاد الزراعية فأرسل إليها آلاف الزراع من الشام للعناية بها واستصلاح شأنها، ثم كان عبدالملك بن مروان رحمه الله، فوجه )آل أبي حفصة( إلى الاستقرار في الخرج والعناية بزراعتها.
وفيما بين عامي )253- 467ه ( حكم الأخيضريون الخرج واتخذوا من الخضرمة قاعدة لهم.
وفي عام )1157ه( اتفق الإمام محمد بن سعود بن مقرن، والإمام محمد بن عبدالوهاب على نصرة الدين وتكوين دولة أساسها الإيمان وشريعتها القرآن، وانضمت الخرج للدولة السعودية الأولى في عهد الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود في عام 1190ه، وفي عام 1240ه كانت الخرج ضمن ولاية الإمام تركي بن عبدالله في الدولة السعودية الثانية.
وفي عام 1253ه كانت قاعدة الخرج )الدلم( عاصمة للدولة السعودية الثانية، حيث استقر فيها الإمام فيصل بن تركي فترة من الزمن وأخذ يبعث بعوثه ويرسل إلى البلدان والأمصار، ولذلك شعرت القوى المعادية بأن هذه البلاد التي اتخذ منها الإمام فيصل بن تركي منطلقاً لغزواته أصبحت تهدد أمنها فوجهت إليها الجيوش، ورغم بعد المسافة ومشقة الطريق وصلت تلك القوات الغازية، الخرج وحاصرت الدلم.
ما بين عامي 1307 - 1309ه بويع عبدالرحمن بن فيصل بالإمامة فقدم إليه أهل الخرج مهنئين مبايعين، وحينما فتح الملك عبدالعزيز رحمه الله الرياض في شهر شوال سنة 1319ه قدم أهل الخرج وبايعوا الملك عبدالعزيز على السمع والطاعة.
وفي العام 1320ه في شهر ربيع الأول قدم ابن رشيد إلى الخرج لمحاربة الملك عبدالعزيز ووقعت أول معركة عسكرية بين الملك عبدالعزيز وبين ابن رشيد في الدلم وانتصر الملك عبدالعزيز في هذه المعركة فكانت فاتحة خير لتتوالى انتصارات الملك عبدالعزيز ولتتوحد المملكة العربية السعودية على يديه طيب الله ثراه.
|
|
|
|
|