| متابعة
* حوار د. محمد شومان
موفد الجزيرة الى استراليا:
استراليا جزيرة الاحلام.. الجزيرة القارة الغنية الهادئة يعيش فوقها 19 مليون نسمة ينتمون في الاصل الى 150 جنسية و140 فئة اثنية ويتحدثون بأكثر من 100 لغة وفي وسط هذا التنوع يعيش العرب والمسلمون ومن بينهم برز اسم جوزيف عساف العربي الهوية الاسترالي الجنسية الذي قدم فكرة جديدة تعكس تنوع استراليا الثقافي والاثني وتستجيب لاحتياجات مواطنيها. لقد أسس اول مركز من نوعه للاتصال بالاقليات الاثنية من اجل دمجها في المجتمع والتعبير عن احتياجاتها والتعرف على افضل وسيلة للاتصال بها والاعلام عنها، لذلك فان مركز جوزيف عساف يعمل به خبراء ومتطوعون وموظفون من عشرات الجنسيات وينتج المركز مواد اعلامية بلغات متعددة في مقدمتها العربية والصينية والفيتنامية والايطالية والفارسية والتركية!!
ونجح مركز اتصالات الاقليات الاثنية وقدم حقائق مهمة عن الثقافة العربية الاسلامية والثقافات الاسيوية، من هنا حاز على صفة استشاري من الامم المتحدة، ونقلت كثير من مراكز البحوث الامريكية خبراء المركز في التعامل مع الاقليات.
(الجزيرة) التقت في سيدني جوزيف عساف في مقر عمله وكان هذا الحوار عن تجربة الاتصال والاعلام مع اقليات اثنية وحضارات متعددة، وعن اوضاع العرب في استراليا، وما طرأ على صورة العرب والمسلمين بعد احداث 11 سبتمبر الماضي، وكيف يمكن الدفاع عن صورة العرب والمسلمين؟
* كيف جاءت فكرة تأسيس المركز؟ وما المشكلات التي صادفت مسيرة نجاحك؟
الاتصال والاعلام كما هو معروف مسألة ثقافية، وفي استراليا واقع متعدد ومتنوع ثقافيا، لذلك عندما هاجرت من لبنان الى استراليا لاحظت ان وسائل الاعلام تستخدم لغة واحدة فقط هي الانجليزية، لغة استراليا الرسمية، وبالتالي فان كثيرا من ابناء الجاليات المهاجرة الذين لا يعرفون الانجليزية ويتحدثون لغاتهم الاصلية لا يستفيدون مما تقدمه وسائل الاعلام، ويعيشون في جزر منعزلة. من هنا جاءت فكرة تأسيس مركز للاتصال بغير الناطقين باللغة الانجليزية، وتأسس المركز قبل 26 عاما، وكان الاول من نوعه لذلك لم يصادف ترحيبا من اي جهة، بل كان امرا غريبا، اذ كيف تستطيع مخاطبة عشرات الجماعات الاثنية بلغاتهم من خلال خطاب اعلامي مؤثر، كيف تقدم لهم رسائل اعلامية بكل هذه اللغات، واللهجات واكثر من هذا فان كل لغة تعبر عن ثقافة، وكل ثقافة لها رموزها وطقوسها.
المهم اننا بدأنا ورحلة الالف ميل كما يقولون تبدأ بخطوة واحدة، وقد واجهتنا مشكلات التنسيق والتعاون بين عاملين وخبراء من جنسيات مختلفة، ويتحدث كل منهم لغة خاصة به، لكن الجدية والمثابرة وحب العمل والشعور بالمسؤولية كانت من اهم نجاحنا، خاصة واننا وجدنا ان حوالي 25% ممن يعيشون في استراليا لا يتحدثون الانجليزية، وبالتالي لا يعرفون ماذا يدور حولهم. لذلك عندما بدأنا نقدم لهم معلومات واخبار عن الحياة والسوق بلغاتهم وفي اطار ثقافتهم اقبلوا على كل ما نقدمه وبدأت الحكومة وبعض الشركات والبنوك الاسترالية تستفيد من خبرتنا.
* افهم من ذلك ان لكم نشاطا تجاريا؟
نحن نقدم خبرتنا الى الحكومة والهيئات الفيدرالية وكذلك الى شركات ومؤسسات القطاع الخاص، وعلى سبيل المثال في العام الماضي اسندت لنا الحكومة حملة توعية بالتعديلات الجديدة في نظام الضرائب، وقد استخدمنا في هذه الحملة 33 لغة وانتجنا مواد اعلامية مطبوعة ومسموعة ومرئية.
كذلك قمنا في السنوات السابقة بتنفيذ حملات توعية ضد مخاطر المخدرات وانتشار مرض الايدز.
مركز معولم
* هل تعتبر مركزكم نقطة متقدمة على طريق العولمة؟
بالفعل نحن مركز معولم، فالعاملون فيه من جنسيات وثقافات مختلفة، كما تقدم خدماتنا لمواطنين او مقيمين في استراليا يتحدثون عشرات اللغات. من جانب آخر نحن نقوم باجراء اتصالات وتنظيم حملات في البلاد التي يأتي منها اغلب المهاجرين وقد ارتبطنا بالامم المتحدة كجهة استشارية، ولنا اتصالات مع مراكز بحوث امريكية حاولت الاستفادة من خبرتنا في الاتصال بالاقليات التي تعيش في ولايات جنوب الولايات المتحدة ولا تعرف اللغة الانجليزية.
* ولكن ما خصوصية اللغة والثقافة العربية ضمن اطار نشاط المركز؟
انا اعتز بعروبتي ولي علاقات قوية بالمنظمات والهيئات العربية في كافة انحاء استراليا، ولا نتردد مطلقا في تقديم خدماتنا وخبراتنا للاخوة العرب والمسلمين. وقد اصدرنا كثير من المطبوعات باللغتين العربية والانجليزية لتدعيم اواصر الاخوة والهوية الثقافية المشتركة بين العرب، واستطيع ان اقول: ان اللغة العربية هي ثاني اكبر لغة بعد الانجليزية في سيدني، ورابع اكبر لغة في استراليا.
* الى أي مدى تغيرت صورة العرب والمسلمين في الاعلام الاسترالي بعد احداث 11 سبتمبر؟
لاشك ان صورة العرب والمسلمين قد تعرضت لكثير من التشويه، لكني اعتقد ان هذا الامر لن يستمر طويلا، كما احب ان اشير الى ان كثيرا من الاقليات قد تعرضت لحملات مغرضة قبل العرب والمسلمين، وكانوا ضحايا للجهل والتعصب الاعلامي، فابناء الجالية الايرلندية كانوا هدفا لحملات تشويه واساءة، وقبلهم تعرض الايطاليون والآن يأتي دور العرب والمسلمين فالصور النمطية عن الشعوب الاخرى لا يمكن ان تنمحي او تزال، وكل مرحلة ترتبط الصور السلبية بشعوب معنية. والآن يعيش في مرحلة ما بعد 11 سبتمبر وتصوير ابن لادن كخطر محدق بالحضارة الغربية.
ويقول جوزيف لكن الغريب ان بعض الاساءات التي توجه للعرب والمسلمين لا تميز بين نصراني ومسلم، فنحن في المهجر اصحاب هوية واحدة هي العروبة، وبالتالي نحن نعاني معا في الانتماء للعروبة وفي التعرض لاساءات وحماقات بعض الجاهلين وهي محدودة.
* لكن هناك بعض الاحداث والسلوكيات لبعض العرب والمسلمين في استراليا ساهمت قبل 11 سبتمبر في تكوين صورة سلبية عن العرب والمسلمين؟
هذا صحيح فقد تورط بعض ابناء الجاليات العربية في جرائم او تشكيل عصابات اجرامية، لكن نسبة هؤلاء من مجموع العرب والمسلمين قليلة جدا، ولا تنسى ان اقلية اثنية فيها الصالح والمنحرف، فيها الناجح والفاشل، ولكن بعض الجهلاء يضخمون في الموضوع لمصالح سياسية أو حزبية.
واعتقد ايضا ان اوضاع الجاليات العربية والاسلامية في تحسن مستمر وسوف تنتهي او تتقلص تماما فرص ظهور افراد منحرفين.
* كيف يمكن تحسين صورة العرب والمسلمين؟
اولا لابد من تطوير ودعم عمل الجمعيات والمنظمات العربية في استراليا، ثانيا هناك اهمية لتحرك عربي مشترك تقوده الجامعة العربية، واعتقد ان الجامعة العربية هي المرشحة لقيادة العمل الاعلامي المشترك من خلال انشاء مكاتب لها في كل انحاء العالم بما في ذلك استراليا، بحيث تعمل هذه المكاتب انطلاقا من اسس ثقافية، وتجتهد في الرد على الهجمات والمظالم التي يرددها البعض ضد العرب والاسلام والمسلمين.
* افهم ان ما تطرحه من مقترحات يركز على دور الجاليات العربية اولا؟
نعم.. لان أي عربي او مسلم في المهجر هو نموذج يجسد ثقافة نموذج متحرك، وللاسف الشديد نوعية المهاجرين لاستراليا في السبعينيات والثمانينات لم تكن على المستوى المطلوب، فكثير منهم اضطر للهجرة تحت ضغوط الحروب الاهلية والصراعات في المنطقة العربية، وهؤلاء يختلفون كثيرا عن المهاجرين العرب في الخمسينيات والستينيات الذين جاء معظهم لاهداف تحسين مستوى الحياة وكان اغلبهم ممن يجيد الانجليزية ومن الحاصلين على مؤهلات دراسية عالية، وقد ساهموا بنجاح في تنمية المجتمع الاسترالي، وبرز منهم نجوم مجتمع، اما اغلب المهاجرين الجدد فما زال امامهم الكثير للتكيف والعمل بنجاح، ومن واجب المنظمات والهيئات العربية داخل استراليا مساعدتهم.
|
|
|
|
|