| الاقتصادية
تمثل الأصول المنتجة أهم عناصر رأس المال العيني الذي يساهم في تزويد المجتمع باحتياجاته من السلع، فاهمال الأصول الإنتاجية أو تشغيلها بأسلوب يؤدي إلى تقصير عمرها الزمني من الأمور التي يتجاهلها كثير من مالكي أو مديري تلك الأصول.
معرفة القدرة الاستيعابية للأصل المنتج وتحديد قدرته الإنتاجية بالشكل الذي يطيل في عمره الإنتاجي من الأمور المهمة التي ينبغي توجيه العناية لها.
فالمحافظة على رأس المال العيني وصيانته وذلك بمنع زيادة الطاقة الاستيعابية للأصل المنتج عن القدرة المحددة لهذا الأصل من أجل استمراريته في الإنتاج والاستفادة منه لأطول مدة ممكنة من الأمور التي يهتم بها مهندسو الإنتاج في المصانع والمنشآت الإنتاجية على مختلف أشكالها وأنواعها.
روى البخاري عن عاصم الأحول قال : رأيت قدح النبي صلى الله عليه وسلم عند أنس بن مالك وكان قد انصدع فسلسله بفضة قال وهو قدح جيد عريض من فخار قال أنس لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا القدح أكثر من كذا وكذا.
كما روى البخاري وابن حبان في صحيحه عن عاصم بن لقيط بن صبره عن أبيه قال: كنت في وفد بني المنتفق فبينما نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دفع الراعي غنمه إلى المراح فإذا سخلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا ولدت فقال الراعي بهمه فقال أذبح مكانها شاة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحسِبن بالخفض ولم يقل لا تحسَبن بالنصب أنَّا من أجلك ذبحناها إن لنا غنما مائة فإذا ولد الراعي بهمة ذبحنا مكانها شاة وفي رواية البخاري زيادة جاء فيها انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ودفع الراعي في المراح سخلة فقال صلى الله عليه وسلم لا تحسَبن ولم يقل لا تحسِبن .. إن لنا غنماً مائة لانريد أن تزيد فإذا جاء الراعي بسخلة ذبحنا مكانها شاة.
من خلال هذين الحديثين يمكن لنا فهم التوجيه النبوي فيما يتعلق بالمحافظة على رأس المال العيني وأهمية هذا التوجيه الكريم للأمة يتمثل في الاهتمام بالعملية الإنتاجية وفق المعطيات الخاصة بكل مجتمع وزمن ومن خلال فقه هذين الحديثين واستيعاب مضامينهما التي يمكن تحديدها على ضوء المستجدات المعاصرة على النحو التالي:
أولا: ضرورة المحافظة على الأصول الإنتاجية من خلال صيانتها بقصد الانتفاع بها مدة أطول ووجوب قيام الجهات المشرفة على الأنشطة الاقتصادية بوضع القواعد والالتزام بها سواء ما يتعلق بالأصول الاستهلاكية أو بالأصول المنتجة للأصول الاستهلاكية.
ثانيا: العمل على استبدال الأصول الإنتاجية المنتجة لأصول إنتاجية أخرى وتجديدها بقصد استمرارية توافر السلع من العناية باستبدال الأصول القديمة المنتجة بعد وصولها إلى نهاية عمرها مع وضع ضوابط وإجراءات من قبل الجهات المشرفة على المنشآت الإنتاجية لتحقيق ذلك بقصد حماية الاقتصاد الوطني.
ثالثا: مرعاة الطاقة الاستيعابية للمنشأة الإنتاجية بحيث لا يؤدي التوسع إلى إعاقة العملية الإنتاجية فقد أشار حديث عاصم بن لقيط إلى سبب ذبح الشاة حيث إن المكان المعد للماشية لا يستوعب أكثر من مائةشاة ولهذا أشار الرسول علية الصلاة والسلام إلى إحلال الأصل الإنتاجي الجديد وهي السخلة مكان الأصل القديم وهي الشاة الكبيرة والتي انتهت قدرتها الإنتاجية على الإنتاج.
ص.ب: 7511
الرياض: 11472
|
|
|
|
|