| مقـالات
نستشهد بين حين وآخر بأمثال صاغتها تجارب غيرنا، ميزة هذه الأمثال أنها لا تركن إلى زمان معين وتنتهي بنهايته، لأنها تخص الإنسان بكافة تفاعلاته وظروفه تختزل التجارب، تبحث عن الفوائد وتفوح منها رائحة الحكمة لكن.. هل كل ما أقره العامة وجعلوه ضمن منظومة الأمثال من خلال استشهادهم به وذيوعه على ألسنتهم يمكن أن نسلم به ونقره؟!.. اجابتي بالطبع ستكون :«لا»!! لأن بعض الأمثال «تدهور» خصوصاً إذا طبقناها وجعلنا فحواها ومضامينها أمراً مسلّماً به كصواب!!
لن استعرض تلك الأمثال «المدهورة» .. وأظن أن ما أجهله منها أكثر مما أعلمه .. سأستشهد بمثلين من باب القياس.. واجعل لكم التعرف على باقيها عندما تمررونها على عقولكم.
المثل الأول يقول:« الدّين قلايد الرجال».. ولا أدري هل قبل هذا المثل كدعوة ليربط الرجال أعناقهم بديون متراكمة تقض مضاجعهم؟! أم قيل لرفع معنويات من وقع في شراك «داين لا يرحم»؟! أم أن قائلته امرأة، قلدت زوجها قلائد الدين لتنعم هي بقلائد الذهب؟!
وبين تساؤلاتي يظل «المديون» أسير «الهم» بأغلال «المديونية».
المثل الثاني يقول: «الكذب مُلح الرجال» أو «ملح الرجال» وإذا رمي بها إلى «المُلح» وهي الطرائف أو إلى «الملح» الدالة على استطعام ما يقولون واستملاحه!! فإنهما تظلان دعوة صريحة للكذب!! وعليكم ألا تستغربوا من جرأة هذه الدعوة، لأنهم سبق وأن دهنوه بألوان تغري باقترافه!! فهل سيعجزهم الصاق «الملاحة» التي ينشدها الكثير منا به.الأمثال التي ولدت في أفواه بشر ونقلتها أفواه بشر يجب أن نمحصها قبل أن تبثها ألسنتنا!! فننتقي لألسنتنا ما يقربها من الصواب.
alkoon16hotmail.com
|
|
|
|
|