| فنون تشكيلية
لست بصدد التعليق او الكشف او التعريف بالدور الذي تضطلع به وزارة المعارف نتيجة لمعرفة الجميع به عودا الى اننا جميعا قد شربنا ونهلنا من علومها ومناهجها وسبل التربية فيها ثم انتشرنا في ارض الله الواسعة محملين بالعلم والمعرفة وفي كل التخصصات التي تحتاجها بلادنا، اذاً فلا حاجة للخوض في ما يعرفه الكل والعودة لما نحن بصدده وهو ابعاد اهتمام هذه الوزارة بكل التفاصيل التي تشكل في النهاية بناء الانسان عقلا وجسدا، ومنها الاهتمامات الابداعية وفي مقدمتها التربية الفنية او مادة الفنون التشكيلية كمسمى عصري لها والتي ما زالت اهدافها مجهولة عند السواد الاعظم من مديري المدارس ومن العديد من مسؤولي ادارات التعليم هذه المادة او ذلك العلم الذي يلامس الوجدان ويحرك العقل ويبعث في نفوس الدارسين من تلامذة المدارس عوالم الابداع والابتكار واكتشاف نوافذ وطرق الاختراعات في حال الاهتمام بكيفية استغلال هذه المادة ودعمها بالدراسات والبحوث والتجارب والتطبيق بشكل جاد، هذه المادة البسيطة في نظر تلك الفئة القاصرة الفهم والادراك تعني الكثير عند المسؤولين الاكبر موقعا في وزارة المعارف، وفي مقدمتهم معالي الوزير الأستاذ الدكتور محمد أحمد الرشيد من خلال سعيه لتطوير وتفعيل هذه الوسيلة الصادقة التعبير، ولهذا اصبحت دائما في مقدمة النشاطات «اللامنهجية» اي التي ليس لها منهج رغم انه يفترض ان يكون لها ذلك وتدخل ضمن المواد الاخرى في المشاركة الحقيقية لبناء الفرد.
هذه المادة يا أعزائي اكثر المواد مباشرة في التعبير عن مكنونات الوجدان كون اللغة التي تمارس بها لغة بصرية لاتحتاج لمترجم او محلل او مفسر، فكانت لوحات ابنائنا الصغار في معارض وزارة المعارف وفي مقدمتها معرض «الوطن في عيون طفل» من ابرز الفعاليات التي أظهرت حب الدين والمليك والوطن على سطح اللوحات تعبيراً عن ما بدواخلهم من زخم لاينضب من هذا العشق والولاء.
ولهذا وفي هذه الايام اخذ فلذات الاكباد يظهرون رموز الحب الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد وعشرون عاماً من النماء والرخاء على صفحات كراساتهم في مسابقة عممت من وزارة المعارف ولكل المدارس في مملكتنا الغالية باعتبار ان هذا الاسلوب من التعبير وكيفية تقديمه للتلامذة اكثر تأثيرا وتأكيدا بصرا وبصيرة من اي وسيلة اخرى من وسائل التعليم خصوصا في بداية تعرّف الطفل على أدواته ومفرداته فهو يرسم قبل ان يتعرف على اللغة المقروءة، فالرسم والتلوين لا يأتيان عبثا او اكراها بقدر ما تخرج تلك المشاعر منسابة في لحظات من التجلي بين القلب وبين العقل بما فيه من صورة ومشاهد تعرف عليها الطفل ببصره ثم اختزلها في بصيرته قبل ان يقرأها فهي الاقرب لتشكيل وابراز الحقائق التي تمثلها كل لمسة تحمل الانتماء والولاء للمليك والوطن.
اذاً فالابعاد التي تسعى لفتحها وتوسيع مساحات الدعم فيها لهذه المادة مادة الفن التشكيلي في المدارس ومن وزارة المعارف المعنية مباشرة بالناشئة تعني الكثير وفي قائمتها ابداع الطفل السعودي الذي يولد معه ومن ثم يتلقى واقع مشرق باشراقة بنعم و مكارم خالقه عز وجل.
إبداعات الموهوبين ومنافسة الكبار
المعلم الحقيقي هو المعلم القادر على تقريب المسافة بينه وبين تلامذته وخصوصا اذا كان فنانا تشكيليا في اي من المجالات الابداعية التشكيلية، الا ان هذا الواقع مفقود وبرز بدلا عنه المنافسة الغريبة من البعض فأصبح الطالب يواجه التجاهل احيانا والتباهي من معلمه بانه افضل منه حين كان في مثل سنة اما الاكثر سوءا فهو انتقاد اولئك المعلمين التشكيليين لتبني الصحف او المجلات او اقامة المعارض للموهوبين خوفا ان يظهر من هو افضل منهم واذا وجدوا تميزا لطالب او موهوب سارعوا بالتعريف بأنهم خلف تميزه، علما بأن هذا الموهوب لم يجد منهم غير التجافي.
|
|
|
|
|