| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة وبعد
من المعلوم أن الحسد داء قد استفشى في كثير من الناس وانتشر في كثير من المجتمعات وفي اغلب طبقات المجتمع حتى بين بعض العلماء ولم يسلم الانبياء من الحسد كما حصل في قصة يوسف مع اخوته الذين حسدوه وفرقوا بينه وبين أبيه، وقد قال الحسن البصري رحمه الله بكلام معناه ان لا أحد يسلم من الحسد ولكن لابد للعبد من مجاهدته ودفعه فاذا فعل ذلك فانه لا يضره ان شاء الله وغالبا ما ينتشر الحسد في اصحاب المهن الواحدة فلا يحسد الطالب إلا طالبا مثله ولا التاجر إلا تاجرا مثله وهلم جرا ولذلك ساعرض لظاهرة الحسد وابين خطرها من جانبين:
أولاً: الجانب الشرعي فقد ذكر الله الحسد في كتابه العزيز وبيّن انه شر يجب على المسلم ان يستعيذ منه قال تعالى (ومن شر حاسد اذا حسد) وقد نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام فقال :(لا تحاسدوا) وذكر انه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب فهو أولاً معصية عصي الله بها فبسببه امتنع ابليس من السجود لآدم واعتقاده بأنه أفضل منه.
ثانياً: الجانب الاجتماعي فكما أن الحسد مضر بالدين فهو أيضاً مضر بالمجتمع فتقوم بسببه الحروب الطاحنة من أجل الماء أو من أجل المال قديما وحديثا وكتب التاريخ مليئة بذلك مما جعله يزرع البغضاء في قلوب الاقارب بل حتى في قلوب الاخوة أنفسهم وانفصام عرى المحبة بينهم وكذلك تتمثل اثاره الاجتماعية في تفكك المجتمعات والاسر واخيراً مهما يكن فالحاسد هو المغبون أولاً واخرا ويحس بجمرة في قلبه لاتكاد تنطفئ عقوبة من الله عليه.
والله نسأله أن يعيذنا من داء الحسد وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
خالد بن زيد المطيري
|
|
|
|
|