أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 31th October,2001 العدد:10625الطبعةالاولـي الاربعاء 15 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

نقطة حبر
عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة وبعد:
في جلسة بيني وبين القلم وبقربنا كان الورق أمسكته أجبرته «عصرته» فلما يئست فاوضته وكانت النتيجة بعد أن طالت الجلسة «قطرة» حبر.. نقطة حبر أتكفل بتمديدها و«تمغيطها» بين خطوط وسطور الورق..
نقطة حبر.. املؤها بأنفاسي وأغسلها بآهاتي.. فكيف تتشرب مأساتي.
نقطة حبر.. هل تكفي لتصوير أحزاني وتحديد آلامي.. هل تقوى على التعداد ورصد أرقام القتلى.. أم تقوى على تسجيل أنات وصيحات الجرحى.
نقطة حبر.. ما أظنها تتسع لأطفال وأحزان الأقصى..
ما أظنها تتسع لضخامة العدوان وجسامة الفتك والبطش بالأبرياء..
هل تكتب المدن التي صارت خراباً.. أم تكتب الأطفال الرضع والنساء والشيوخ الذين تتهاوى عليهم أسقف المنازل وتدكهم صواريخ العدو ليل نهار ينادون ويصرخون يا هيئة الأمم.. يا منظمة حقوق الإنسان.. يا حلف الأطلسي.. يا أيها التحالف الدولي الأمريكي.. فتعود عليهم أصواتهم ويرجع إليهم صدى ندائهم بسيل من القنابل وأنواع من صواريخ أباتشي «الهلكبترية» الأمريكية يستعرض فيها ومن خلالها «شارون» عضلاته الإرهابية.. وتكون وجبة شهية للإعلام اليهودي ووكالاته الصهيونية.. وتُستأنف من بعدها مشاريع السلام ونؤخذ في مقاطع مطولة من عبث الكلام..
نقطة حبر.. الجرح غائر والدمع هطّال وغزير والبكاء صياح وكثير أرض صارت خراب.. وبيوت وحياة دمرتها وشوهتها الحروب وعبثت بها أيدي الأعداء قرى ومدن تُدك وتُمسح وشعب مشرد ممزّق طفل بريء ليس له سوى البكاء وامرأة مسكينة ضعيفة تُخرجها القنابل والصواريخ ليسقط بيتها فتجلس هي و«أبرياؤها» في العراء..
تفترش الرماد وتلتحف الصواريخ والقنابل والطائرات المملوءة بها السماء..
تلك الأرض المحترقة والشعب الجائع المشرّد.. ذلك المكان الذي لا يرتفع فيه صوت لغة سوى لغة الحرب..
لغة المدافع وتساقط الصواريخ وانفجارات القنابل..
نقطة حبر.. يأسرها دمع مغتسل بدم.. تقتلها صرخات طفل..
أنا.. من أنا.. ولماذا أنا..
بيتي لماذا يهدم.. أمي حياتي حبي وحناني.. أنا لن أعيش بلا أمٍ لماذا تقتل..؟
أبي راحتي وساحة أمانيي أين أنت..؟ لماذا تُؤسر..
مدينتي.. تاريخي مكان أنسي وسعادتي.. مراتع لهوي ولعبي.. جدي وهزلي لماذا تُقصف..؟
يا أيها الناس.. النائمون.. يا قساة القلب...
يا «أحرص الناس على حياة».. أما توجعكم وتحزنكم مأساتي..!
أما تقلقكم وتحرك تبلدكم صرخاتي وآهاتي.. ولكن صدقت يا الله (إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله).
خالد عبدالعزيز الحمادا - بريدة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved