| محليــات
ü نحن نردد بملء أفواهنا، أن عندنا مستوى عاليا أو جيداً من الممارسات العلاجية على نحو ما نجد في البلاد المتقدمة.. ويدخل مريض أحد أكبر المستشفيات الخاصة في جدة، حين شعر بآلام، فبقي في المستشفى أياما، عمل له فيها قسطرة ، وتردد على الأطباء بعد خروجه مرتين ، على أساس أنه شفي، وزالت أعراض المرض..!
ü وبعد نحو شهرين، عاوده الداء، فقصد أم الطب بريطانيا، لعله أدرك، أن التشخيص في بلده لم يوصله إلي نتائج قاطعة، وهناك قيل له: إن في صدره شريانين أساسيين انسدا.. وما أجرى في جدة من قسطرة، كان لشريان واحد، وأنه لابد من إجراء عملية فتح الصدر، لاستبدال الشريانين المعطلين بآخرين.!
ü والسؤال هو: أين موقعنا من مستوى الطب المتطور والمتقدم، الذي يشخص الداء بعلم وإتقان ثم معالجته كما ينبغي!؟
ü ولعلي أقول اليوم: وقد قلت من قبل: ليت أباطرة العالم والمتحكمين فيه، يجنحون إلى خير الإنسان، بدل السعي إلى تدمير الحياة ومن فيها، وذلك بتوجيه ما ينفق على دمار الدنيا، بالميل نحو إسعاد الإنسانية، وذلك بعلاج أدوائها وآلامها.. وذلك هو المعنى الحقيقي للديموقراطية والحياة للإنسان، ليصبح القول وفق العمل، أو العمل حسبما يقال.!
ü وفي أحد مستشفيات جدة الكبرى، طبيب كندي، اختصاصي في علاج الأعصاب والمخ.. جاء من يقول له: تعال للكشف على شخصية كبيرة حضرت للمستشفى.. وكان عند الطبيب مريضة، فقال: لما أفرغ من فحص المريضة، سأتحول إلى ما يريدونني إليه..!
ü ولكن فرض عليه بالأمر أن يدع ما تحت يده لإجابة الطلب الآخر.! وما كان من الطبيب الماهر الحر، الذي يحترم مهنته، ويحترم نفسه إلا تقديم اسقالته من المستشفى الذي يعمل فيه، لأنه لم يحترمه، ولم يحترم المريض السابق الذي لديه.. ذلك أن كرامة الإنسان الحر، أبقى من المال والإغراء به.
ü وأتساءل: متى نرقى بوعينا إلى مستوى التحضر؟ والإنسان منا، حين يسعى إلى العلاج في البلاد الراقية، التي تحترم إنسانية الإنسان، يلتزم بالنظام، يحترم نفسه، فيحترمه الآخرون لايقبل عقل ناضج، أن يطلب من طبيب، ترك المريض الذي بين يديه، إلى آخر قادم لتوه، لأن هذه التصرفات، تعني الفوضى..!
ü إن الإنسان منا، حين يشارك في تحاور وأحاديث شتى، يستمع إلى الإشادة بالقيم والمثل، وأن احترام النظام مسلك حضاري ورقي، وأن الذي يحيد عن ذلك، إنسان متخلف، ولابد أن يرتقي بتفكيره، لأنه سمو بالنفس والحياة الإنسانية..! وليت الإنسان منا يلائم بين ما يقول وما يفعل، ليصبح إنساناً سوياً..!
ü في مستشفى الملك فهد بجدة، ومديره العام إنسان شهم وخدوم وذو خلق عال، غير أن حال العلاج والعمليات أكبر وأكثر من الإمكانات، وهي في حدها الأدنى، قال الطبيب للمريضة، بعد أن عملت «أشعة مقطعية» خارج المستشفى بتكاليفها، لأن الموعد الذي حدده قسم الأشعة خمسة أشهر انتظار.! قال الطبيب: إذا وافقتم على العملية، فلابد من عملها في جهة أخرى، لأن غرفة العمليات غير صالحة لذلك.. يعني الذهاب لمستشفى تجاري.!
ü وفي مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة، حملت إليه مريضة، كسر أصبع في إحدى رجليها.. وليس في المستشفى كرسي يحمل فيه المريض، وإنما البديل سرير ذو عجلات، يمدد فيه المريض لينقله إلى عيادة طبيب العظام.. وهناك الزحام على أشده ثلاث ساعات انتظار، وهذه هي الإمكانات المتاحة.. ويقدر مدير المستشفى، ويعذر مدير عام الشؤون الصحية هناك، لأنهما يبذلان أقصى جهد لأداء الواجب الإنساني والوطني.
ü وكنت كتبت من قبل، أنه أجدى للمواطن أن يتعالج حيث شاء، إذا صرف له بدل علاج وفحص وعمليات، من ميزانية وزارة الصحة، لترتاح الوزارة من مسؤولياتها.. ونحن الآن في ظل التأمين الصحي، فبجانب الاشتراك الشهري، يعطى المواطن ما له من حق من ميزانية الوزارة، أي تتحمل وزارة الصحة شطراً من تكاليف العلاج، كحق للمواطن، ما دامت مستشفيات وزارة الصحة إمكاناتها دون المستوى المراد!.
|
|
|
|
|