| متابعة
* واشنطن د ب أ:
أكد البيت الابيض انه تم اكتشاف الجمرة الخبيثة «الانثراكس» يوم «الاثنين» في وزارتي الصحة والخارجية وكذلك مبنى المحكمة العليا في وسط واشنطن في آخر مظاهر حملة إرهاب بيولوجي استمرت على مدى الاسابيع الماضية في الولايات المتحدة.
كما أعلنت وزارة الخارجية عن العثور على الانثراكس أيضا في حقيبة دبلوماسية تسلمتها السفارة الامريكية في بيرو، وكشفت عن أنها أمرت بإغلاق جميع غرف البريد في 240 سفارة في كافة أنحاء العالم وتطهيرها وعلاج جميع من يعملون بها بالمضادات الحيوية كإجراء احترازي.
وكانت الحويصلات البكتيرية التي قتلت ثلاثة أشخاص كما أصابت أحد عشر آخرين في مختلف البلاد، قد ظهرت من قبل في وحدات البريد لعدة جهات حكومية ومؤسسات إعلامية.
وجاء اكتشاف آخر الحالات عصر اول أمس «الاثنين» بالتوقيت المحلي، حيث تأكدت إصابة امرأة من نيوجيرسي بعدوى الانثراكس في الجلد.
وذكرت التقارير أنها لا تعمل في هيئة البريد ولا في مكاتب إعلامية بل في شركة خاصة في نيوجيرسي قريبة من مكتب بريد كانت آثار التلوث بالانثراكس قد ظهرت فيه.
وزادت الاكتشافات الأخيرة المخاوف من أن هناك بريداً ملوثاً ما زال يجري تداوله وان عدد الحالات المصابة بالمرض سوف تتضاعف في العاصمة الامريكية.
وكانت آثار المرض الذي يصيب المواشي قد وجدت خلال الأيام الأخيرة في مراكز البريد التابعة للبيت الابيض ووزارة العدل ووكالة الاستخبارات الامريكية ومستشفى تابع للجيش وكذلك العديد من مكاتب الكونجرس .
كذلك تم تسجيل حالات أنثراكس في مكاتب وسائل إعلام في نيويورك وفلوريدا ومكتب بريد في نيوجرسي.
ومر كل بريد واشنطن الملوث من خلال وحدة توزيع البريد المركزية في برنتوود، حيث توفي اثنان من الموظفين من الانثراكس الرئوية، وربما كان ذلك من مسحوق تسرب من الخطاب الذي أرسل إلى توم داشيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ.
وظلت المحكمة العليا وهي مبنى ذو واجهة من الرخام من الطراز الكلاسيكي الجديد قرب مبنى الكابيتول، مغلقة يوم «الاثنين» بعد أن وجدت حويصلات البكتريا في ملحقها البريدي في الاسبوع الماضي. وقام قضاة المحكمة بالعمل في قاعة بديلة للمرة الأولى منذ حرب عام 1812.
وفي منطقة العاصمة تلقى آلاف الموظفين في الكونجرس وعمال البريد وموظفو الجهات الحكومية العديدة العلاج بالمضاد الحيوي سيبرو الذي أضيف إليه أخيرا عقار دوكسيسيسيلين الذي يعد أرخص كما أن وآثاره الجانبية أقل.
وقد أصيب 13 شخصاً خمسة منهم بالانثراكس الجلدية وثمانية بالانثراكس الرئوية منذ تم إرسال خطاب ملوث بالمرض إلى شركة نشر في فلوريدا في بداية الشهرالجاري، وفقا لما ذكره البيت الابيض يوم «الاثنين».
ومات رجل في فلوريدا متأثرا بالمرض كما لقي موظفا بريد مصرعهما في وقت لاحق في واشنطن
ولا يعلم مسؤولو الصحة العامة على وجه اليقين إذا ما كان التلوث الواسع النطاق بالانثراكس في واشنطن هو نتيجة ملامسة البريد للمسحوق البكتيري من الخطاب المرسل إلى داشيل أو من خطابات منفصلة لم يتم اكتشافها بعد.
وكإجراء احتياطي حثت السلطات الصحية رجال البريد في أربعة آلاف شركة أن يتناولوا المضادات الحيوية.
وكانت آخر حالة للاشتباه في الاصابة بالانثراكس في نيوجيرسي يوم «الاحد» حيث ظهرت على موظفة بريد علامات الاصابة بالانثراكس الرئوية، التي تعد أخطر أنواع المرض.
وظهرت الانثراكس الجلدية على العديد من زملائها، وهو نوع من المرض يستجيب بصورة أفضل للمضادات الحيوية وعلاجه أسهل.
وكانت المرأة المصابة تعمل في وحدة في هاميلتون، حيث تم تداول الخطابات الملوثة بالمرض التي أرسلت إلى شركات الاعلام في نيويورك.
وقالت التقارير إن الموظفة تتحسن ونفى البيت الابيض يوم «الاثنين» تقارير زعمت أن الخطابات التي أرسلت إلى الكونجرس وشركة الصحافة في نيويورك كانت تحوي مادة تشير إلى أنها أعدت في العراق.
وقال آري فلايشر المتحدث الصحفي للبيت الابيض ل «سي.ان.ان.» إن الاختبارات المعملية البيولوجية لم تكشف عن وجود أي آثار للألمنيوم في المسحوق الذي تم إرساله بالبريد إلى توم داشيل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ وكذلك بريد نيويورك.
وأشارت الاختبارات إلى أن المساحيق لا تحتوي مادة البنتونيت، وهي مادة تشيرإلى نوع من الانثراكس أكثر خطورة كما تعد هي المادة «المؤشر» بالنسبة لبرنامج الاسلحة البيولوجية لدى بغداد.
وقال توم ريدج وزير الامن الداخلي في الاسبوع الماضي ان المادة التي تم إرسالها بالبريد لداشيل تم سحقها بصورة دقيقة مما يسهل عملية استنشاقها ولذلك من المرجح أن تصيب الضحايا بالانثراكس الرئوية التي تعد أخطر أنواع الاصابات.. أما الانثراكس الجلدية فتصيب الضحية عندما تدخل الجسم من خلال جرح أو فتحة أخرى في الجسم. ولم يكشف المحققون علنا عن أي أدلة قد يكونون عثروا عليها في بحثهم عن المسؤولين عن هجمات الانثراكس التي تمت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، غير أن صحيفة واشنطن بوست أوردت في نهاية الاسبوع أن مكتب التحقيقات الفدرالية يتقصى على نحو متزايد إمكانية أن تكون رسائل الانثراكس قد أرسلت من مصدرمحلي وليس من إرهابيين أجانب.
|
|
|
|
|