| الثقافية
قال أستاذ جامعي في حوار نشرته إحدى المجلات التي تصدر بالداخل في عددها الأخير، حول تجربته في الكتابة: إنه لا يجد فرقاً بين الكاتب والكاذب فكلتا المهنتين سواء!
بالطبع حديثه (صدمة) ثقافية.. كون هذه المقولة تأتي من أستاذ جامعي يتخرج من فصوله مئات الطلاب.. فماذا نتوقع أن تكون (عقلية) وتفكير هؤلاء الطلاب إذا كان أستاذهم يفكر بهذه الطريقة التي لا تميز بين مهنة الكاتب ومهنة الكذب هذا إذا اعترفنا بوجود مهنة للكذب أصلاً كما يدعي الأستاذ الجامعي صاحب المقولة!
سأنتقل بكم إلى كاتب آخر، ملأ مقالته بكلام غير مفهوم، وغير مترابط، وفي نهاية المقالة اعتذر للقارئ عن (سوء) كتابته لهذه الزاوية وبرر ذلك بأن (الجريدة) تلزمه بمواعيد محددة لتسليم مقالته.. ولما لم يستطع أن يكتب شيئاً ذا معنى لجأ إلى (التسطيح) وكتابة ما لا يكتب حتى يملأ فرغ الزاوية لأن هذه وظيفته كما يدّعي!
ومن الكتابة الصحفية أنتقل بكم إلى عالم الشعر السحري.. حيث التقيت مؤخراً بشاعر شاب ينشر كل يوم قصيدة إن لم يكن أكثر من ذلك، وقد استفاد من علاقاته الصحفية التي وفرت له الدعم الاعلامي والنشر بصورة مكثفة في عدد كبير من المطبوعات الصحفية بالداخل والخارج.. سألته: لماذا يهتم بالنشر بهذا الشكل المثير؟ وهل يعتقد أنه سيحافظ على (لياقته) الشعرية على المستوى البعيد؟!
قال بكل ثقة: لا أهتم بجودة القصيدة مطلقاً.. لأن القارئ أصلاً لا يعنيني.. اهتمامي منصب على الشهرة وحدها وهذا لا يتحقق إلا بالنشر المستمر.. قلت له مداعباً.. (مُبارك عليك الشهرة مقدماً)!!
هذه بعض النماذج التي تتواجد بكثرة في الوسط الثقافي بشكل عام، وإذا أردنا أن نحارب مثل هذه النماذج فلن نستطيع.. لأن (المرض) انتشر بشكل كبير في الجسد الثقافي.. ولن نستطيع تدارك الوضع.. إذن يتبقى لنا الدعاء ب(اللهم لا اعتراض)!
turki7777@hotmail.com
|
|
|
|
|