|
| مقـالات
ثمة زمن مميز نعبره جميعاً .. هو تلك السنوات الأولى التي نحياها على هذه الأرض .. ذلكم هو زمن الطفولة .. تلك الأيام التي نبدأ فيها باكتشاف ما حولنا بكافة تفاصيله الذي يترك بصماته داخل أرواحنا .. في أعماقنا لترحل معنا وتبقى في الذاكرة إلى الأبد.
ويبقى في أعماقنا ذلك الحنين أبدا إلى تلك الأيام الغضة اللاهية بكل ما فيها من لذة ومرارة بكل ما فيها من أفراح وأحزان صغيرة .. نتذكرها كما نتذكر أحلاماً بعيدة راحلة.
ومن هنا تأتي «رائحة الطفولة» التي ضمت مجموعة من القصص تتحدث جميعها عن تلك البدايات التي يحياها الإنسان على هذه الأرض وما يبقى منها وما يرحل إلى الأبد .. قرأت مجموعة القصص وتوقفت طويلا عند قصة «العرس» التي تتحدث عن طفل صغير في القرية ينفصل والداه عن بعضهما ويعاني تهديد ووعيد أبيه إن هو ذكر اسم أمه أمامه أو طلب رؤيتها .. وذات يوم تأتي امرأة شجاعة هي خالته من الرضاع لتأخذه رغم كل شيء ورغم «قطاعين الأرحام» كما وصفتهم وهي تقصد والده وأجداده لأبيه.. تأخذه من يده لتذهب به إلى بيت أمه ليغرق هناك في الأحضان والهدايا والوعود الجميلة، وهو لا يفهم الكثير مما حوله ليكون واحداً من حضور زفاف أمه على رجل آخر، وهو يتأمل ويفكر ولا يفهم من تلك الأمور الخاصة التي يناقشها الكبار فقط « وإذ عدت في المرة الأخيرة.. كانت النساء ينشدن أغنيات صغيرة ذات إيقاع سريع واسم أمي يلتمع خطفا بين الكلمات ثم يغيب، ووحدها كانت منكسة الرأس داخل الزفة والنظرات تتجه إليها ...».
«وحدي كنت أراقب الحلقة المرصعة بالنساء باستغراب .. وأصغي إلى صوت العصي التي تهوي على الطبول في الخارج .. أتحسس ظهري، وأحاول بكل ما أوتيت من خوفي من الغد .. أن أجد خالتي..».
«رائحة الطفولة» مجموعة من القصص المميزة يصعب الحديث عنها جميعا في هذه الزاوية المختصرة ..
لكنها حقا «رائحة الطفولة».
Fowzj@hotmail.com
ص ب 61905
الرياض / الرمز البريدي 11575
|
|
|
|
|
