| مقـالات
في ثقافتنا كل شيء «يصير» حتى لو كسَّرتَ مجاديف الآخر «المُنْتِج».. فإننا ننظر إليك «فحلاً». حتى لو ألغيْتَ مجهود سنوات بذلها «زميل المهنة».. بمقالة «لاتُبقي ولا تذر».. فإننا نعدُّك ناقداً «جهبذ» وربما انساق آخرون وراء هذا الكلام المكتوب ب«المساحة» ومسحوا بدورهم إنتاج غيرهم ممن يختلفون معه.
هذا قدرنا في ثقافة تلغي من يختلف معها بعنف حتى ولو كان ابناً لهذا الوطن.. فكلُّ توجه ثقافي معين يقنع نفسه بأنه حامل لواء الحقيقة المطلقة وغيره من التوجهات الأخرى تمثل الشر المستطير.
لم يصل بعدُ عدد غير قليل من مثقفينا إلى فكرة «المشروع الموازي» الذي يَردُّ به على من يختلف معهم في التوجه الثقافي. فبدلا من نقد الآخرين بأسلوب الإلغاء.. يُنْتَجُ مشروعٌ ثقافي بديل يؤسس لوجهة نظر المُخالِف تسير بشكل موازٍ مع مشروع المُخْتَلفِ معه.. لنحصل في النهاية على تلاقح ثقافي، يبقي الأصلح ويلغي تلقائياً غير الأصلح دون غضبة مضرية متكلفة سيفها «المساحة».
ra99ja@yahoo.com
|
|
|
|
|