| مقـالات
الذين يركضون خلف الأحداث في العالم إما أن يكونوا مدفوعين بعاطفة غير متوازنة.. أو أنهم لا يقدرون للأمور قدرها.. إذ إن العالم حولنا لم يعد ذلك العالم الذي ينشغل بحدوده. ويحصر مشاكله في تلك الحدود.. بل ان التكتلات العالمية أصبحت تخطط لرؤيا مستقبلية تنبني عليها مصالحها.. غير مهتمة بمصالح الآخرين. أو ما يحدث لهم خاصة وأننا نواجه أعداء ظاهرين في عداوتهم.. وأعداء تحكم تصرفاتهم المصالح. لذلك فإن من العقل النظر للوقائع بعين العقل. وألا نضع أصابعنا في النار.. وأن تترك الأمور لمن هم أهل لها.. وهم أولو الأمر والحل والعقد فينا. وفي هذا درء للمشاكل والمصائب..
وما حدث في البلاد الإسلامية أخيراً يترك أمره لأهل الحل والعقد إذ إنهم أقرب الناس فهماً وإدراكاً لمجريات الأحداث العالمية بحكم أنهم هم القادرة، والذين تهمهم مصلحة البلاد وهم أكثر سبراً للنوايا. وإدراكاً لما يقع. وان الحماس العاطفي من غير تروّ ولا تدبّر قد يورث ما نحن في غنى عنه.. ونحن ولله الحمد نعيش حياة آمنة مطمئنة.. ولذلك فإن أهل الشر لا يتركون الآخرين في حياتهم الآمنة لأنهم أهل مبادئ ضالة ومنحرفة ولذلك فهم لا يفتأون يثيرون المشاكل.. ويستجدون الأحداث المؤلمة. لذا فإن من المعروف كقاعدة إسلامية أن الظلم والأمن لا يجتمعان.. وما يقع الآن فيه ظلم يجب معالجته بحكمة وترو وبعد عما يجر الى الأسوأ.. خاصة وأننا في عالم ذابت فيه المبادئ الصادقة والمعتدلة.. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: «الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون» فالظلم ينفي وجود الأمن .. ولذلك فإن اليهود بسبب بغيهم وظلمهم وتعديهم الفاضح لن يتحقق لهم الأمن. بل انهم في رعب دائم رغم توفر الترسانة والأسلحة.. كما أن ما يقع في بعض البلدان الإسلامية.. قد وقع مثله في غابر الزمن ولأنه مشوب بالظلم فإن المعتدي لم يجن إلا العار والدمار.. وهو ما سيقع ان شاء الله فلا يجب الانفعال. والاندفاع العاطفي.. بل يجب ترك الأمور لأهلها الذين وكل إليهم تدبير الشأن.. فرد الأمر إليهم في مثل هذه الأمور واجب.. ولديهم العلماء والمختصون.. يقول الله سبحانه: «ولو ردوه الى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم» لذلك دعونا آمنين. دعونا في هذا الأمن الذي هو من أعظم النعم علينا من رب العالمين.
|
|
|
|
|