| الريـاضيـة
الثالث والعشرون من سبتمبر.. يوم تاريخي مشهود لبلادنا الحبيبة..
والحادي و العشرون من شعبان.. يوم عزيز على قلوبنا..
الأول.. هو يوم التأسيس.. واليوم الوطني الذي نحتفي به كل عام..
والثاني.. يوم تولى فيه خادم الحرمين الشريفين أيده الله مقاليد الحكم.. حيث نحتفي هذه الايام بمرور عشرين عاما على هذا اليوم التاريخي..
مع ذكرى اليوم الوطني لهذا العام.. وتحديدا يوم الحادي والعشرين.. جاء فوز منتخبنا السعودي على شقيقه البحريني في المنامة بأربعة اهداف للاشيء في بداية مرحلة الاياب من تصفيات كأس العالم.. ومنها كانت الانطلاقة الحقيقية للتأهل الذي احتفلنا به قبل ايام.. متوافقا مع احتفائنا بذكرى البيعة.
يومان خالدان كبيران.. وانتصاران لهما دلالتهما.. وقيمتها..
هذا التوافق.. او المصادفة التي شاءتها الإرادة الإلهية.. كأنما ارادت ان تعبِّر عن مكنون داخلي في نفوس ابناء هذا البلد من الشباب عموما.. والرياضيين على وجه الخصوص.. لتقدم هذه الانتصارات وهذا التأهل هدية قيمة تمثل عربون وفاء.. وتقدير لبلد قدم لأبنائه الكثير..، ودولة منحت شبابها الكثير..، وقيادة وفرت لهم كافة سبل النجاح.. فكان هذا العطاء الذي يمثل تفاعلا مع هذه القيادة.. وولاء لهذا البلد.. وايمانا بدور الشباب في كيفية التعامل مع عطاءات الدولة.. والرعاية السامية الكريمة لهم.
ناصر الجوهر يفتح الملف المغلق
معرفتي لناصر الجوهر تعود لعقود ثلاثة خلت قارئا ومشجعا.. ومتابعا للصفحات الرياضية..، واذكر انه احد قلائل نجوا من عقوبة عمت افراد منتخب المملكة ادارة.. ولاعبين.. وجهازاً فنياً الذي شارك في دورة الخليج الاولى بالبحرين..
نجا ناصر وآخرون.. كما جاء في البيان لأخلاقه العالية.. وانضباطيته.. ومنها انتهى الى قيادة المنتخب السعودي في الدورة الثالثة..
وتابعت ناصر كمدرب للمنتخب.. عبر تقارير العديد من الزملاء المكتوبة والمسموعة.. والتقيته لاول مرة في اللاذقية إبان بطولة الاندية العربية وجلسنا الى بعض اكثر من مرة..
ومن خلال هذا كله.. ادركت لماذا نجح ناصر..؟!
لم تكن الناحية الفنية فقط.. فهذا امر مفروغ منه.. لكن سمو الأخلاق.. والانضباط.. والمحافظة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى.. كلها امور ساهمت في صناعة ناصر الانسان.. وناصر المدرب.
قليلون يعرفون ان «ابا خالد» ماشاء الله..لا إله الا الله يجاري اللاعبين الشباب ويتفوق على بعضهم لياقيا.. وهذا دليل كاف على احد عوامل النجاح..
لن اتحدث اكثر عن اسباب نجاحه وهي كثيره.. واعرف ان شهادتي هذه.. هي واحدة من شهادات عديدة.. ربما بل وهذا مؤكد إن بعضها افضل وأمضى من شهادتي.
وهذا الانجاز الذي تحقق بفضل الله.. اولاً.. ثم بدعم المسؤولين ووضع ثقتهم في ناصر ثانيا.. لاشك ان لقدرات ناصر الجوهر وكفاءته الفنية وغيرها دورا كبيرا في ذلك.. بدليل تفاعل وتجاوب اللاعبين معه.. وكلنا يدرك صعوبة التعامل مع بعض اللاعبين..، وصعوبة تفاعل بعض اللاعبين مع المدرب..
ناصر الجوهر في الحقيقة هو امتداد لنجاح المدرب الوطني الذي بدأه خليل الزياني في سنغافورة 84 حيث شهدت الكرة السعودية اول انجاز عالمي لها بالتأهل للاولمبياد (لوس انجلس 84).. ثم اتبعه بعد ذلك ببضعة اشهر وبنفس المكان بكأس امم آسيا التاسعة.. التي انطلقت منها الكرة السعودية لتسود القارة الآسيوية..
وهو امتداد ايضا لمدرب آخر هو محمد الخراشي الذي وصل بالمنتخب لاول مرة الى نهائيات كأس العالم 94 في امريكا بعد اقصاء المدرب كندينو اثناء التصفيات ثم حقق معه ايضا كأس الخليج لاول مرة..
ونجاحات المدرب الوطني سواء كإشراف فني.. او لياقي.. او غيرها كثيره ومتعددة.. وهذه تقودنا الى تساؤل هام حول الاهتمام به..واعطائه الثقة خصوصا من جانب الاندية.
اذكر قبل فترة عندما اختتمت دورة المدربين الوطنيين الفئة A والتي تخرج فيها 27 مدربا على ما اعتقد اصبحوا مؤهلين لاحتراف التدريب.. كتبت مقالا عنونته ب(27 مدرب فزعة).. وهو عنوان اثار حفيظة البعض.. واتهمني بالتقليل من المدرب الوطني ولو انه قرأ مابين السطور.. وتفاصيل المقال لوجدني اتساءل عن نظرتنا للمدرب الوطني على انه (مدرب فزعة) رغم انه وصل الى هذه المرحلة من النجاحات.. وطالبت في ذلك المقال بوضع استراتيجية واضحة للمدرب الوطني وكيفية الاستفادة منه.. وخطة طويلة الأجل لذلك.. من ضمنها ضرورة مرافقته للمنتخبات الوطنية وان يكون له دور حقيقي وفاعل في المنتخب.. واجبار الاندية على الاعتماد على هؤلاء المدربين حسب فئات الاندية ودرجاتها سواء كإشراف مباشر.. او مساعدين للمدربين العالميين بحيث يمارسون دوراً فعلياً وحقيقياً وليس مجرد اعمال هامشية يمكن ان يتولاها اداري غير مؤهل.
إن مايميز المدرب الوطني عن غيره كونه يتعامل مع اللاعب كأخ.. وكصديق.. وابن البيئة ولذلك فهو الاقرب الى فهم نفسيته ومشاعره.. ناهيك عن شعور هذا المدرب بالولاء والانتماء.. فهو يعايش اللاعب طوال الوقت من خلال المنطلقات السابقة.. عكس الاجنبي الذي ينظر للعملية على انها (وظيفة) يمكن ان يحصل عليها في أي مكان.. ولن تتأثر هذه الوظيفة بما يقدمه من عمل.. خلال ساعات محددة.. (اشبه ماتكون بساعات عمل او دوام) ناهيك عن النواحي الاقتصادية الأخرى ايجابا وسلبا.
صحيح اننا نؤمن بأهمية المدرب العالمي واننا مازلنا نحتاج له في بعض الاحيان.. لكننا مطالبون بالاهتمام بالمدرب الوطني.. ووضع خطة واضحة المعالم لتمكينه من احتلال مكانه الطبيعي والاعتماد عليه كمدرب اساسي ودائم وفاعل ومنتج ومن ثم قدوة لمدربين آخرين.
صالح المطلق الحاضر الغائب..
كلما جاء الحديث عن المدرب الوطني.. تذكرت لاعب النصر.. واللاعب الدولي صالح المطلق.. المدرب حاليا.
ايضا فإن صالح من اللاعبين الذين تابعت مسيرتهم.. ولكن هذه المرة كناقد وصحفي.. ورافقته في كأس امم آسيا العاشرة في الدوحة 1988.. حيث عرفت فيه الشاب المحافظ.. واللاعب الخلوق والانسان المخلص في عمله..
الغريب..وهذا مايجعلني اطرح تساؤلاً هاما.. هو ان صالح رغم مايحمله من شهادات تدريب متقدمة.. ورغم تاريخه الكروي الحافل بالعطاء المميز كواحد من افضل من مروا على الكرة السعودية في مركز المحور.. الا انه يظل بعيدا عن المشاركة الفعلية والحقيقية كمدرب..
وتظل مثل هذه الخبرات بعيدة عن الترجمة الى واقع ملموس.. سواء من خلال الاندية او من خلال المنتخب.. ولعلّي استغرب اكثر عدم وجوده في كثير من التشكيلات التي تمت لمنتخباتنا الوطنية.
إن شخصاً مثل صالح في نظري يعتبر من أكفأ وأفضل القدرات الفنية التي يمكن الاستفادة منها في منتخباتنا الوطنية خاصة في مرحلة الشباب.. او الناشئين.. الى جانب الاستفادة منه في اللجان الفنية.. وغيرها من أوجه الاستفادة من القدرات الوطنية المؤهلة.. والله من وراء القصد.
raseel@la.com
|
|
|
|
|