| الريـاضيـة
أحمد الله على أنني لا أدّعي، كما يدّعي بعض من يدعون أنهم من النخبة المثقفة، عدم اهتمامي بكرة القدم أو مشاهدة مبارياتها والاستمتاع بها أو الانتماء لفريق كروي، فأنا وحداوي منتخبي، إن جاز التعبير، أحب الفريق «المكّاوي» وأحب المنتخب «الوطني»، ولكني أعترف بأنني لست كاتباً أو محللاً رياضياً متخصصاً، على الرغم من أن الكل يكتب في الرياضة، ولا ضير في ذلك فهي محبوبة الجماهير ورغم ذلك فقد سبق أن كتبت في «الجزيرة» عن المدرب الوطني ناصر الجوهر وأبديت إعجابي بإنجازه الرائع عند تسلّمه مهمة التدريب وكيف تمكن من إعادة الروح إلى اللاعبين. ورأيت أن ذلك يعتبر نموذجاً للانسان السعودي القادر على العطاء في مثل هذه المجالات المتخصصة، ورأيت في ناصر الجوهر مثالاً للسعودة التي نتخوف منها، بل ربما نتردد فيها. وعندما أكمل الجوهر جميله، إن صح التعبير، زدت يقينا بما قلت. ولعل ما دفعني إلى الكتابة في «المسألة الكروية» مرة أخرى هي تلك الكلمات التشجيعية التي وجهها لي الأخ الأمير جلوي بن سعود بن عبدالعزيز عبر جريدة الرياضية. والأمير جلوي حجة في المسألة الرياضية. ولعلي قرأت أن الجوهر سيستمر مدرباً للأخضر. وهذه ثقة في محلها وهو أهل لها. ولعل هذا القرار يعطيه الثقة ويعطي اللاعبين أيضاً الثقة، والثقة مفتاح الفوز. وأحاول في هذه الكلمات أن أربط بين الرياضة والاقتصاد والربط هنا بين المسألة الكروية ومسألة السعودة، وكلتاهما من اهتمامات وهموم الشباب السعودي. الاهتمام بالرياضة هو اهتمام ببناء الانسان السعودي، وكرة القدم واجهة الرياضة الأولى في كل أصقاع الأرض. وهي تبني الانسان وتزرع الانتماء وتخلق روح التنافس الشريف. والسعودة هي مسألة وطنية تستحق الاهتمام وتحتاج إلى قدوة.. وناصر الجوهر قدوة حسنة، وهو جوهر.. وقد أعجبت بكاريكاتير «شماع» في جريدة الوطن، إذ رسم كرة القدم وعلق عليها بأن المهم هو الجوهر. وجوهر الأشياء هو المعيار الصحيح للحكم عليها. ومن الرياضة نخلق نماذج إبداع وفي كل مجال فسحة للابداع تكون حافزاً لإبداعات أخرى في مجالات أخرى.
رئيس دار الدراسات الاقتصادية الرياض
|
|
|
|
|