** كتبنا.. وكتب غيرنا عن آلاف الفرص الوظيفية ومجالات الاستثمار في بلادنا.. لمن يريد أن يعمل.. ولمن يريد أن يستثمر.. ولمن يبحث عن مجال اقتصادي آمن.. في ظل دوحة آمن برغد العيش والأمن والاستقرار.
** في بلادنا.. وفي القطاع الخاص بالذات.. فرص ومجالات لا حدود لها.. ولا تزال الشركات والمؤسسات الاهلية عامرة بالأجانب في كل مجال.. حتى في مجالات عادية بحتة.. ومع ذلك.. شبابنا «يتسدَّح» والأجانب يقبضون الآلاف..
** شبابنا.. مشكلتهم.. أنهم يريدون أن يتجروا خلال «24» ساعة.. ويريد الفلوس جاهزة وترصد في حسابه الشخصي.. ولا يريد أن يتعب ويتحرك ويعمل.. ورحم الله.. رجال «الغوص».. ورجال «الْجْمالِهْ».
** مشكلة أكثر شبابنا.. أنه يريد أن يكون مديراً.. وفي مكتب فخم.. حتى ولو كان على بند الأجور أو نظام الساعات.. أو حتى براتب مقطوع قدره ألف ريال..
** هذا الشيء.. قلناه سابقاً.. وقاله غيرنا ولكن.. إذا سمعت بعض القصص التي تُروى عن أجانب يستحوذون على مشاريع تدر ذهباً داخل بلادنا.. سواء بالتستر أو بالمشاركة.. أو بطريقة أخرى ملتوية.. لكنها في المحصلة النهائية.. تحول دون حصول مواطن أو أكثر.. على فرصة عمل.. بل فرص عمل.
** هل نسوق لكم مجموعة من الأمثلة كشاهد حي وصادق على ما قلناه في هذا الصدد؟!
** خذوا مثالاً واحداً.. كان سائق قلاب.. راتبه ستمائة ريال فقط لا غير.. وكان خلال مدة السياقة في القلاب.. والتي استمرت ثلاث سنوات يفتح عينيه على كل شيء.. ويرصد ويتابع كل شيء.. ويهمه ويعنيه كل شيء.. ثم طلب خروجاً نهائياً وعاد «كالعادة.. وكغيره» عاد بوضع آخر... وله طريقته الخاصة.. إذ استأجر محطة بنزين وأدارها بكفاءة متناهية.. حتى استحوذ على مبالغ طائلة.. ففتح محطتين وثلاثاً وأربعاً وخمساً... كلها تعمل لصالحه.. وصار شيخاً.. ورجل أعمال.. وله أهميته وهيبته ومكانته.. وصار الناس «يفزُّون» له.. حتى مالك القلاب الأول.. صار يتعامل معه.. على أنه من أبرز رجال الأعمال في عالم محطات البنزين.
** الشيخ «كمارو» يملك اليوم.. ملايين الريالات من خلال نشاطاته في محطاته.. ومن خلال حركته التي لاتهدأ.. ومن خلال دخوله مجال التجارة بشطارة وبهمة ونشاط..
** الشيخ «كمارو» أثبت للجميع.. أن البلاد بألف خير.. وأن مجالات العمل والتجارة.. ما زالت بكراً.. وأنها تتسع للمزيد والمزيد..
** فهل شبابنا.. وهل رجالنا.. الذين «يتسدحون» في الاستراحات وملاحق البيوت و«ذبحتهم الشيشة.. والمعسَّل» هل يجهلون هذه الفرص؟!
** هل يجهلون أن هناك مجالات خصبة للعمل والإبداع والعطاء والإنتاج؟
** هل المسألة مستحيلة.. وهل مثل هذه الفرص كانت غائبة؟!
** اذهبوا للصناعية ولأسواقنا.. تجدوا أن السعوديين هناك ندرة.. وإذا وجدت سعودياً فهو مجرد متسوِّق وزبون فقط.. جاء لتركيب «توانكي» للجيب.. استعداداً للكشتات ولصيد الضبان «؟!!» أو لزبرقة سيارته وتظليل الزجاج..
** واذهبوا للفنادق.. فلن تجدوا سعودياً واحداً.. إلا ما ندر..
** أين شبابنا من هذه الوظائف؟
** الفرص الوظيفية بالآلاف في القطاع الخاص.. والمجالات ما زالت مفتوحة ولكن.. أين الهمة؟
** متى يتخلص شبابنا من عقدة الوظيفة.. وعقدة.. أن يكون مديراً وله مكتب.. وكرسي دوّار.. ولو موقف خاص لسيارته؟!
** متى يا شبابنا.. متى يا رجال المستقبل؟!!
** واقرأوا.. واسمعوا.. وقولوا معنا..
«هذا اللِّي حِنّا جيدين فيه».