| الاقتصادية
بات هاجسا بل بات حلما يكاد ان يتلاشى بل فعلا تلاشى من تفكير الكثير من الناس وصار البحث عن بدائل في محاولة للخروج من مأزق هذا الحلم المزعج فكانت البدائل أو الخيارات المطروحة أمرُّ وأقسى على صاحب الحاجة، ومع تزايد الضغوط والالتزامات ومحدودية الموارد تحطمت الآمال وانحسرت قابعة في أقصى نقطة على اليابسة وابحرت سفينة البحث لايجاد ما يساعد على الحصول على بيت ملك، والانتهاء من جحيم الايجار الذي هو فعلا كما قال أجدادنا «الايجار دم فاسد» كناية عن الألم والحسرة.
سفينة البحث ما زالت تجوب عموم البحار في سبيل ايجاد قطعة أرض نائية ومناسبة صحيا؟!! ليستطيع الفرد شراءها بالتقسيط المريح على مدى عشر سنوات بمعدل نصف راتبه شهريا؟!
وتأتي مشاريع الاسكان ومنح الدولة والقروض الميسرة كبارقة أمل لتحقيق حلم كل فرد على هذه الأرض المباركة وتستمر الجهود والكل بشكل أحادي فالدولة هي التي تبحث وتدرس وتطرح وتعطي ويبقى الطرف الآخر من رجال الأعمال وأهل العقار بشكل سلبي دون الاكتراث لحجم هذه المشكلة بل هي مأساة حقيقية فكيف تطرح أراض بأطراف مدينة الرياض وتباع بالأقساط وضمن شروط وقيود تخيل لك أنك ستعيش في أرقى الأحياء وأجملها وهي عكس ذلك تماما؟!
القسط لا يقل بأي حال من الأحوال عن (2000) ريال مع احتساب معدل الدخل السنوي للفرد والذي يتراوح ما بين 3040 ألف ريال سنويا ويعتبر هذا القسط نصف الراتب تقريبا؟! ومن جهة المساحة وهي بحدود 400م مربع ومدة الأقساط عشرة أعوام وبحسبة بسيطة يصبح سعر المتر بعد عشرة أعوام 200 ريال الأمر الذي يعني أنك تشتري بالسعر الذي يريده العقاريون لهذه الأرض بعد عشر سنوات وهذا قمة الاستغلال للحاجة!!.
الطفرة العقارية التي شهدتها الرياض قبل 25 عاما لم يكن أحد ليتوقعها فقد كانت أسعار الأراضي في عام 1390ه وبحسب ما سمعته من والدي رحمه الله رخيصة جدا ولا تتعدى 2 ريال للمتر بل كانت الحكومة أعزها الله تساعد من يريد البناء خارج أسوار مدينة الرياض وفي وقتنا الحالي صار الواقع أصعب من ان يتوقعه أحد وصار العقاريون يفكرون بمنطق الطفرة وحاجة هذا المواطن المغلوب على أمره ويقيسون حساباتهم على فئة المقتدرين وهي الفئة الأقل أما أصحاب الحاجة من المواطنين «ذوي الدخول المحدودة» فلا عزاء لهم إلا انتظار الفرج. والله المستعان.
shksa@yahoo.com
|
|
|
|
|