| المجتمـع
* تحقيق إبراهيم المعطش:
لاحظنا في الآونة الاخيرة ازدياد مقاهي الانترنت واتساع رقعتها حتى اصبحت في كل مكان، وصارت مطلباً كبيراً للزبائن والرواد، لكن السؤال الذي نحاول طرحه في التحقيق هل استطاعت مقاهي الانترنت ان تسحب البساط من المكتبات التي يرى البعض انها لم تعد كما كانت في السابق ولم يعد دورها فعالاً ولكن ما هو السبب في ذلك ولماذا الاقبال الكبير على مقاهي الانترنت وهجر المكتبات كل هذا نعرفه من خلال جولة ميدانية نقدمها لكم في الاسطر التالية.
عصر السرعة
بداية يحدثنا المعلم صقر العمري احد رواد مقاهي الانترنت بعد ان كان مولعاً بالمكتبات حيث يقول: الفرق واضح بل وشاسع ونحن نعيش عصر السرعة وهو ما نجده في الانترنت الذي يكون سريعاً في البحث عن معلومة معينة. أياً كانت، كما أنه يوفر علي جهداً ووقتاً كبيراً استغله في أمور أخرى ولعله اللغة العصرية التي يتخاطب بها الجميع حالياً، وبدلاً من أن ابحث عن مكتبة لكي استخرج كتاباً ابحث فيه عن معلومة ويتطلب مني وقتاً فإن الإنترنت يختصر عليّ المسافة، وهناك أمور أخرى لعل من أهمها أن الإنترنت بطبيعته حالة متجددة دوماً وتجد كل أحداث الساعة وهذا ما تفتقده المكتبة، حتى قراءة الصحف في المكتبات التي يتم فيها جلب بعض الصحف في قراءتها تجدها على الإنترنت سهلة وميسرة ويمكنك قراءة جميع ما تريده من صحف محلية أو خليجية أو عربية، هل بعد هذا لك أن تسأل لماذا يفضل الكثير مقاهي الإنترنت ويتركون المكتبة.
المكتبة تراث
ويخالف أحمد العجمي مشرف تربوي بادارة التعليم ما قاله صقر العمري من أن المكتبة لم يعد لها فائدة ترجى حيث يرى أحمد أن المكتبة تراث لابد أن يتم الحفاظ عليه، وان أغلب المعلومات التي توجد على الإنترنت إنما مصدرها هو الكتاب والمكتبات.
وانه رغم اقبال الكثير على مقاهي الإنترنت لأمور عديدة لكن يبقى للمكتبة قيمتها الكبيرة، وأكبر دليل على ذلك أن أغلب الاساتذة والدكاترة الذين يحضرون شهادات عليا تجدهم في ثنايا المكتبات يقرءون ويبحثون ويصورون وذلك أن المكتبة بما تحتويه هي المصدر الرئيسي والمرجع الأخير للمعلومات.
بعيدة عن الروتين
ويقول فهد العرفج طالب جامعي عن ارتياد مقاهي الإنترنت وهجر المكتبات هناك أسباب كثيرة أهمها أن أغلب الناس يبحثون عن الشيء السريع والموجود بين أيديهم ومقاهي الإنترنت تجدها في كل مكان وباسعار معقولة جداً كما أنها لا تتطلب روتيناً مملاً مثل ما يحصل في المكتبات من تسجيل أسماء وغيره، كما أن الجهد المبذول في الإنترنت بسيط جداً بحيث لا يتطلب منك أكثر من ضغط عدة ازرار بعدها يكون لديك القدرة على آخر الاحداث وقراءة ما يحلو لك من أخبار سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو فنية أو غيره، كما أن عدم وجود رقيب في بعض الأشياء تمنحك حرية القراءة والمتابعة، أضف إلى ذلك الراحة التي يجدها مرتادو مقاهي الإنترنت من ادوات واثاث وكذلك توافر الطلبات مثل الماء والشاهي وغيره، كل هذه الأمور ساعدت على الاقبال على الإنترنت ومقاهيه وترك المكتبات.
عدم الوفاء
أسعد المضيفر صاحب مكتبة يشاركنا في الموضوع وينفي تهمة الاطاحة بفائدة المكتبات وأنها عديمة الجدوى حيث يرى أن قائل هذا الكلام عديم الوفاء لفضل المكتبات ويقول : مقاهي الإنترنت مجرد حاجة فرضتها الظروف وتخضع في المقام الأول إلى الربح والخسارة والمادة، كما أنها لا تعطي الفائدة بالشكل المطلوب، ومن الظلم أن نقرن المقاهي بالمكتبات لسبب رئيسي أن المقاهي تستعمل لأكثر من غرض فهناك عدد من الشباب ومرتادي المقهى يتواجدون من أجل التسلية والترفيه وبعضهم من أجل «المحادثات» وبعضهم يبحث عن أمور لا فائدة منها، وهذا ما لا يتم ايجاده في المكتبة التي لا يحضر إليها الشخص إلا وهو ينوي البحث والجد من أجل موضوع ما بعيداً عن موضوع التسلية أو المآرب الأخرى، كما أنها مصدر معلومات موثوق فيه وهذا ما لا نجده في الإنترنت الذي لا نثق بما ينشره من معلومات أو حقائق، كما أنه دائماً ما يجمع ما بين الصالح والطالح ويحتوي كل الأمور الجيد منها والرديء، بينما المكتبة نجد فيها الأمور النافعة أكثر بعيداً عن الاسفاف والربح المادي.
ويرى نافع الرويلي أن مقاهي الإنترنت تحاول ايجاد متطلبات الزبون والبحث عن راحته بأي شكل من الأشكال، ويقول : أنا لا أجد المشكلة في دفع مال من أجل اخذ راحتي والقيام بما أريد وهذا ما أجده في مقاهي الإنترنت فتجد المكان نظيفاً كما أنك تحس بأنك تتعامل وتتخاطب بجهاز يقرب لك البعيد ويطلعك على جميع ما تريد وهذا ما لا تجده في المكتبة التي قد تجد الكتب مليئة بالغبار وبعض المصادر قد لا تجدها وبعضها مسروق أو مقطع الأوراق وتجد جهداً كبيراً وعناء في البحث عن كتاب معين هذا إن وجدته، كما أن عملية الاستعارة أيضاً تتطلب منك اجراءات طويلة لكي يتم استعارة كتاب ما، كما أنك لا تجد المكتبات متوفرة في كل مكان وحتى لو وجدت فإنك لن تجدها مفتوحة أغلب الوقت كما هي الحال بالنسبة لمقاهي الإنترنت التي تجدها متوفرة في كل مكان وكذلك مفتوحة أغلب الأوقات.
|
|
|
|
|