أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 30th October,2001 العدد:10624الطبعةالاولـي الثلاثاء 14 ,شعبان 1422

مقـالات

نوافذ
مسايرة
أميمة الخميس
إن كان هناك من سمة تميز هذا العصر، وتمنحه ملامحه وخصائصه، فهي بدون شك الزخم المعلوماتي الواسع الذي بات يطوقنا من جميع الجهات، ويصب علينا من قنوات شتى، حتى ليصعب على الكثير استيعابها معا أو توظيفها بشكل يتوافق مع متطلباتنا واحتياجاتنا.
وفي هذه الكرة الرخامية الزرقاء التي تسير سيراً حثيثا باتجاه العولمة، وباتجاه تتلاشى فيه خصوصية الشعوب، وتستبدل بنمطية أحادية مكررة في جنبات الكوكب.
تبرز التحديات الحقيقية والمصيرية التي تترصد بالأمم والحضارات العريقة والتي تستدرج لتذوب في دوامة الكل، ولعل السلاح الأول والأهم الذي تحافظ فيه الشعوب على هويتها وروحها وإرثها، هو مواجهة هذا الزخم العالمي من خلال حضور قوي وفاعل ومعطاء.. يضيف ويصنع في حضارة العالم، يؤثر ويتأثر ذلك التأثير الايجابي الذي يحافظ على الملامح العامة دون ان يتنازل عن حقه في مسايرة الركب العالمي وأخذ نصيبه مما يسمى بالعولمة.
ودون أن يكون هناك بنية تحتية وداعمة، وتمتلك الأدوات المناسبة لعصرها والمتوافقة واياه، فسنفتقد عندها أولويات وأسس المواجهة الصحيحة والنبيلة، هذه البنية التي تكون لبناتها ومادتها الأولية هم الأفراد خاصة، والمجتمع على وجه العموم.
ومن الجميل أن نمتلك المنشآت الكبيرة، وملايين الأطنان من الأسمنت، والغرف المبردة، ونتمتع بآخر ما أنتجته مصانع العالم من التطور العلمي والتكنولوجي، لكن في الوقت نفسه من المؤلم أن نظل شعبا مستهلكاً يظل في حالة استنزاف لحضارة (يحمل في أعماقه الخوف والتوجس منها) دون أن يمتلك الأفراد المعدين والهيئات المتخصصة والمؤسسات النشطة التي تعيد انتاج الحضارة بل وتضيف عليها.
وكما يقولون حتى لا نظل على رصيف التاريخ ونرضى من الغنيمة بدور المتأمل أو المتفرج فقط، نحتاج أن نخوض غمار الخطوة الأولى في دروب طويلة ومكلفة وبحاجة إلى تضافر عدة جهات لتمهيدها، فلم يعد هذا العصر بحاجة إلى ذلك المتعلم المعتم الذي انطفأت بداخله جميع ملكات التفكير والابداع والتفكر والتدبر، واكتفى من حصيلته الدراسية ببعض من المعلومات التي حفظها ولكن عجز عن أن يوظفها فيما ينفعه أو يطوره، أو يخرجه من سقف يحد أجنحة إبداعه، ولم يعد هذا العصر يفسح حيزاً لمن لا يملك دوراً إيجابياً وفاعلاً.. ومختلفاً... نحن دوما بحاجة إلى جهود مخلصة ودؤوبة ومصرة على الانتماء بمزيد من الحب إلى هذا المكان وهذا الوطن، والأخذ بالأسباب، قال أحد الشعراء:


توكل على الرحمن في الأمر كله..
ولا ترغبن في العجز يوما عن الطلب
ألم تر أن الله قال لمريم
وهزي اليك الجذغ.. يساقط الرطب
فلو شاء أن تجنيه من غير هزة
جنته ولكن كل رزق له سبب

إنها لغة العصر ويجب أن نعي قوانينها، ليس من مكان اليوم للعقل الارشيفي الذي يختزن المعلومة فقط، فالحاسب الآلي يقوم بهذا الدور، نحن بالتأكيد نحتاج إلى الأدمغة الجسورة المتوقدة والتي تحول الازدحام المعلوماتي إلى منظومة متآلفة، ومتكاملة، وتؤدي إلى خطوات أكثر تقدما في المسيرة الإنسانية.
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved