| العالم اليوم
مع التأكيد بأن التورط في شن حرب هو الخطأ الأكبر، فإن اضطرار أي ادارة لخوض حرب ما تأكيد على فشل سياسة تلك الدولة، سواء كانت هذا الحرب حرباً انتقامية، أو حرباً وقائية، أو حرباً هجومية للقضاء على عدو.
وهكذا فإن الكثير من الدعوات التي وجهت إلى الادارة الأمريكية بألا تندفع الى الانتقام بعد تعرض بعض مدنها لهجمات ارهابية، رغم التسليم والتأكيد على حقها في الدفاع عن نفسها في مواجهة الارهاب وشرعية القضاء على هذا الداء المستشري والذي لا تعانيه أمريكا وحدها بل العالم أجمع، إلا أن الارهاب لا يُواجه بشن حرب على بلد وشعب هو نفسه ضحية للإرهاب. فهناك العديد من الوسائل والأساليب التي يمكن اتخاذها لمواجهة هذا الداء والقضاء عليه وذلك بمعالجة أسبابه وعزل مرتكبيه عن المجتمعات التي ينمو فيها.
ومثلما تخوف العقلاء من أن شعب أفغانستان هو الذي سيدفع الثمن الأكثر فداحة، أكدت العمليات العسكرية وكثرة الأخطاء التي يرتكبها الطيارون الأمريكيون هذا التخوف، فبالاضافة إلى تدمير مخازن مؤسسات الإغاثة الإنسانية التي حرقتها ودمرتها قنابل الطائرات الأمريكية ثلاث مرات.. دمرت المنازل الطينية والمستشفيات والمساجد، وقتل العديد من المدنيين الأبرياء، وهناك توقعات عديدة بتواصل ارتكاب الأخطاء لأن حرباً مثل تلك التي تجري على أرض أفغانستان وبالوضع الذي نتابعه ونشاهده لا بد أن تحدث فيها «أخطاء» كما يقولون، لأن المدنيين متداخلون مع المقاتلين من طالبان أو غيرهم، كما أن أفغانستان لا توجد لديها بُنى عسكرية أساسية، كقواعد ومطارات ومعسكرات ظاهرة ولا يوجد لديها سوى عدد قليل تركه جنود طالبان فدمرته الطائرات الأمريكية بعد ذلك، بل توجد هياكل ومعسكرات فارغة، حيث اندس المقاتلون بين المدنيين مما جعل الطائرات تطاردهم فتقتل المدنيين وتدمر المنازل والمساجد والمستشفيات، مؤكدة بذلك أن الحرب لا ترحم، وأن أي حرب مهما كانت أهدافها هي في النهاية عمل غير إنساني ولا يمكن أن يسانده أي انسان مهما كان متعاطفا أو مؤيدا للمتضررين من الإرهاب.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|