| تحقيقات
*
يعتبر حي العود أحد أشهر أحياء وسط مدينة الرياض من الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية مقارنة ببعض الأحياء المجاورة له. ولكن هذا الحي على الرغم من شهرته ووجود الكثافة السكانية الكبيرة إلا انه يفتقر للعديد من الخدمات كما ان به بعض المشكلات التي تقلق سكانه. «الجزيرة» قامت بجولة في هذا الحي وخرجت لكم بالتحقيق التالي:
المهجورة مشكلة:
في البداية التقينا بالمواطن خالد الجرجير (أحد سكان الحي) والذي يقول: ان من أهم المشكلات كثرة وجود المنازل المهجورة والمباني أكثرها من الطين وأثرت عليها عوامل عديدة مما أدى إلى انهيار بعضها أو أجزاء منها وشكلت بقية هذه المنازل التي لم تنهر خطرا محدقا بسكان الحي نظرا لكثرة مثل هذه المنازل. ويضيف الجرجير ان مشكلة هذه المنازل المهجورة والآيلة للسقوط لاتتوقف على خطر انهيارها فحسب بل ان هناك العديد من المخاطر ومنها المخاطر الأمنية لمثل هذه المنازل فيما لو استغلت في أغراض غير مشروعة وخاصة من ضعفاء النفوس ناهيك عن تجمعات بعض الشباب في هذه المنازل والازعاج الذي يسببه ذلك للسكان وطالب بإلزام ملاك هذه المنازل بتحسين أوضاعها إن أمكن أو هدمها وذلك للمصلحة العامة من هذا الاجراء.
ماذا بداخلها:
ويؤيده المواطن وليد عبدالله والذي أشار إلى تحول هذه المنازل المهجورة إلى مرام للنفايات والمخلفات ويقول ليت الأمر توقف على ذلك بل تعداه إلى ان أصبحت بعض هذه المنازل مرمى للمصاحف وأوراق من كتاب الله عز وجل وبعض الكتب مبينا استنكاره الشديد لهذا التدنيس لكتاب الله والذي رمي بجانبه العديد من المخلفات ويختتم حديثه بأنه لا يريد ان يعلق على هذا الشيء مكتفيا بما ذكره في بداية حديثه.
أين المركز الصحي:
ويذكر المواطن محمد الدوسري (أحد سكان الحي) انه يستغرب جدا عن الاسباب التي مازالت تمنع عدم افتتاح مركز صحي في الحي حتى الآن أم ان هذا الحي ليس من حق سكانه ان يكون لهم مركز للرعاية الصحية الأولية كغيرهم من سكان الأحياء الأخرى والتي تجد ان بعضها ظهر مؤخرا وليس به كثافة سكانية لكنه ينعم بهذه الخدمة الحيوية ونحن نفتقدها مع أننا بحاجة ماسة إليها.
ويضيف الدوسري ان أهالي الحي يضطرون إلى الذهاب لمركز صحي حي المرقب (المجاور للحي) والذي لا يكفي لتغطية حاجة سكان الحي التابع له فما بالك وهو يضاف إليه حي آخر يزيد في سكانه أضعاف حي المرقب وكل هذه العوامل أدت إلى إحجام سكان الحي عن هذا المركز الصحي والتحول إلى المستوصفات الخاصة وتحمل ويلاتها على كاهل ميزانية رب الأسرة دون ان يبقى تحت رحمة مركز صحي لا يستوعبه.
واختتم الدوسري حديثه بمطالبة إدارة الشؤون الصحية بالرياض بالنظر في حاجة هذا الحي وأخذها في الحسبان.
مدارس الحي لا تكفي:
ويذكر المواطن سعود البيشي (أحد سكان الحي أيضاً) ان البعض ربما لايريد ان يكون حي العود مستقلاً بخدماته وان يضطر سكان الحي إلى الذهاب إلى أحياء أخرى للحصول على خدمات توفرها في حيهم هي أقل حقوق لهم ويوضح قوله هذا بأن الأمر لم يقف على عدم وجود مركز صحي بالحي بل ان بعض المراحل الدراسية لاتوجد نهائيا في الحي كالمرحلة المتوسطة للبنات والمرحلة الثانوية للبنين والبنات معاً. ويضيف ان ذلك أجبر العديد من سكان الحي على اللجوء إلى أحياء أخرى لدراسة أبنائهم هذه المراحل. ويتساءل البيشي هل من المعقول ان يبقى حي متكامل وذو كثافة سكانية عالية حوالي عشرين عاماً دون ان يتم افتتاح أي مدرسة من المراحل المذكورة أم ان وزارة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات ليس لديهما أي تخطيط لحاجة الحي.
تشتت الأبناء:
ويضيف أحمد الدوسري انه أصبح يعاني من عدم وجود مدرسة ثانوية للأولاد وأخرى للبنات الأمرين حيث ان الابن يدرس في حي والابنة تدرس في حي آخر مما جعله يفكر جديا في ان يجبر ابنته على ترك مقاعد الدراسة موضحا ان إمكاناته المادية لاتمكنه من شراء سيارة لابنه أو احضار سائق أو حتى تحمل أجرة (ليموزين) ولذلك فهو بين أمرين أحلاهما مر متسائلا هل من المعقول ان يحدث هذا في أحد أحياء الرياض وموضحا ان حاجة الحي الفعلية تستدعي وجود مدارس (متوسطة وثانوية للبنات وثانوية للأولاد).
عشرون يوماً بلا مياه:
ويذكر المواطن محمد القحطاني انه أيضاً ومن المشكلات الموجودة في الحي والتي عانى منها السكان ولا يزالون يعانون منها حتى الآن هي مشكلة المياه وهي تزداد بشكل واضح في فصل الصيف وهو يتساءل عن أسباب عدم تزويد الحي بالكمية الكافية من المياه وعدم اعطائه حاجته الفعلية ويضيف القحطاني ان المياه أحياناً تنقطع عشرين يوما وقد تزيد على ذلك مما جعل سكان الحي يستعينون بوايتات المياه والعيش على رحمة أصحابها ومزاجيتهم في تحديد الأسعار والتي يرضخ لها من يحتاج إليها وذلك لأهمية المياه والتي لا يستطيع أحد الاستغناء عنها مطالبا في نهاية حديثه مصلحة المياه والصرف الصحي مراعاة حال سكان الحي وزيادة كمية المياه التي تضخ للحي حسب حاجته الفعلية لا حسب ما يراه مديرو المكاتب.
التسول إساءة للحي:
ويذكر محمد المحسن ان التسول في الحي يأخذ شكلاً آخر حيث انك في العادة تشاهد متسولاً عند باب مسجد أو عند إشارة مرور وغير ذلك من مظاهر التسول إلا أنه والكلام للمحسن التسول في هذا الحي يأخذ شكلاً آخر حيث إنك تجد شوارع بأكملها يجلس فيها الكثير من المتسولين على قارعة الطريق لممارسة هذه الظاهرة غير الحضارية وأغلبهم من النساء وكبار السن حتى اشتهرت هذه الشوارع بوجود المتسولين مما يشكل إساءة للحي وسكانه بل أنهم أحياناً يتسببون في إزعاج أصحاب المساكن التي يفترشون أمامها الأرض ليسألوا الناس وهو ما أدى إلى حدوث بعض المشكلات بل ان بعض أصحاب هذه المنازل لجأ إلى سكب زيوت التشحيم محركات السيارات أمام منزله لمنع المتسولين من افتراش الأرض أمامها.
مخلفات في كل مكان:
ويضيف محمد المحسن على حديثه بقوله ان مخلفات البناء تملأ العديد من أجزاء الحي خاصة في الأراضي البيضاء حيث انه عندما يقوم شخص بترميم مبنى أو بناءه فإن المخلفات تكون حول هذا المبنى كما انه يقوم باستغلال الأراضي البيضاء لوضع هذه المخلفات وعندما ينتهي هذا الشخص من أعمال البناء لديه فإنه لايبادر إلى إزالتها دون مراعاة لشعور سكان الحي وغير مبالٍ بالمنظر غير الحضاري الذي يتركه وراءه.
ويؤيده في ذلك سعود الحمداني ويضيف ان السيارات التالفة هي الأخرى أخذت في الانتشار محولة الحي إلى فرع آخر لتشليح الحائر داعياً مراقبي البلدية إلى التشديد في هذا الأمر وتطبيق النظام على أصحاب هذه السيارات قبل ان تستشري هذه الظاهرة ويصعب بعد القضاء عليها وعدم الاكتفاء بالأسلوب المطبق حالياً وذلك بالكتابة على السيارات لإزالتها ولكن شيء من هذا لم يحدث ولم نر البلدية تقوم بإزالة أي سيارة من قبل.
|
|
|
|
|