أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 29th October,2001 العدد:10623الطبعةالاولـي الأثنين 13 ,شعبان 1422

عزيزتـي الجزيرة

بدموعنا الحرى نودعك يا أم زياد
لا ادري من أين ابدأ او اتحدث عما يجول بخاطري فلقد فجعت انا واسرتي بوفاة الغالية لدينا والمقربة منا «ام زياد» نورة الطيار لم استطع وانا في تلك اللحظة ان الملم شتات كلماتي، لقد تاهت العبارات والافكار فان في القلب مئات بل ألوف بل ملايين الكلمات ارتبها لكي اكتبها ولكن سرعان ما تتلاشى مني تلك الكلمات، اسأل نفسي لماذا، انه سؤال تبادر الى ذهني وانا في ذهول وقلق شديدين مما آلت اليه صحة من احمل لها الحب والتقدير والاحترام.. يا الهي هاهو نبأ وفاتها يقع علي كالصاعقة فيا لعظم مصيبتي وألمي انه فقد عظيم ومصاب جلل.. مصيبة تخنق عبراتي، تحبس انفاسي، تدعو عيني للبكاء، ترسم كل ملامح الحزن والاسى على وجهي.
ان فقدك يا أعز انسانة كان وقعه اليما على نفسي وعلى عائلتي، بالفعل تغلغل الحزن بداخلي .. هزني من الأعماق .. جعلني ارتجف ارتجافا زحزحني عن مكاني تلاقت حبات العرق على جبيني عندما سمعت الخبر فجعنا برحيلك لقد كنت شامخة تعينين على نوائب الدهر كنت البلسم الشافي لكل من يأتي اليك..
عرفتك فعرفت النبل وحسن الخلق..
عرفتك فعرفت التسامح والتصالح..
عرفتك فعرفت الصبر والايمان بصبرك على ما اصابك وتحملك مرضك جعل الله ذلك كفارة لكل ذنب، لقد جسدت معنى الصبر كما قال الله تعالى : «وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون» كنت رافعة رأسك في وجه الرياح التي عصفت بك حتى آخر لحظة ولم تنحن هامتك لها.
سجدت لله صابرة شاكرة صائمة.. فلله درك.. لقد عرفت منك ان الشدائد تصنع الجبال وان الجبال لا تهزها الزلازل.. بكيت كثيرا من شدة الألم.. بكيت كثيرا وتذكرت كلامك ورقة اسلوبك.. بكيت وبكيت ولكن أعلم ان الدموع لا تعيد رغم انها قد تريحنا نوعا ما..
نعم سأبكيك شعرا..
وسأبكيك نثرا..
ولم لا.. وانت من يستحق ذلك..
فأي يراع وأي صبر يستطيع ان يرثيك.. وأي الكلمات والعبارات تفيك حقك.. ومن يقدم العزاء فيك ومن يتقبله يا أجل النساء.
يا من علمتنا التعاون وحب الناس ليت شعري كيف نوفي ما فعلته في حياتك وما تركته بعد وفاتك..
لقد حارت الدموع واختنق الكلام في الحناجر واحتارت الحروف وتجمد الحبر على الورق لأن المصاب جلل والفقد عظيم.
رحلت عنا الى دار لا رجعة منها..
ف ارقناك وقلوبنا ظمأى للنظر الى وجهك..
ف ارقناك وقلوبنا ظمأى لقبلة على محياك..
فهل يا قلب تستطيع ان تخرج مافيك وهل يا دمع بامكانك ان تسطر بقطراتك واقعا عشناه ونعيشه الآن..
فآه.. يا قلب من تلك الحسرات التي تدك ارجاءك..
لكن الموت حق والمنايا موارد.
ان الاحداث المؤثرة في الدنيا كثيرة ولكن أشدها وقعا وأكثرها ايلاما لحظات الوداع وأي وداع وداع لا لقاء بعده.
ثلاث يعز الصبر عند حلولها
ويعجز عنها عقل كل لبيب
خروج اضطرار من بلاد نحبها
وفرقة اخوان وفقد حبيب
ختاما أدعو الله عز وجل ان يتغمدك يا أم زياد بواسع رحمته وان يرفع منازلك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
وان يسكنك فسيح جناته ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة وان يجمعنا واياك في دار كرامته انه القادر على ذلك.
«إنا لله وإنا إليه راجعون».
دمعة:
هاهي دموعي
للحزن انثرها
للألم اسكبها
عبرات تلو عبرات
للفقد اعلنها
وأي فقد
ابنتك : مزنة الطيار - الرياض


أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved