| محليــات
مرت أيام تولج فيها النصر على الهلال حتى ظن الجميع أن فوز الهلال على النصر بات في حكم المستحيل. كان هناك عدد من اللاعبين ارتبطت أسماؤهم بذلك التولج من بينهم ناصر الجوهر، لو سألت هلالياً في ذلك الحين من تكره في هذا العالم لقال لك بدون تردد: ناصر الجوهر. كان ناصر الجوهر هو جوهر الفوز على الهلال لأنه كان جوكر فريق النصر، كان مدافعا ومهاجما ولاعب وسط ويرمي الآوتات ويشوت الفاولات في كثير من المباريات ولا سيما مع الهلال هو بطل المباراة ونجمها الأوحد في القتال والتصارع والمنافسة يسأل الإنسان عن الموقف عن الدوافع التي تدفع الإنسان للعمل بإخلاص وحماس. كلنا نعرف أن بعضاً من جماهير النصر لا يحبون النصر ولا يحبون الكورة ولا يحبون الرياضة من أساسها ولكن محركهم الأوحد هو كره الهلال أو بعبارة أدق يحركهم كره الثالوث الهلالي المتمثل في ابن سعيد وجماهير الهلال وصحافة الهلال. وكان ناصر الجوهر يصنف في زمرة هؤلاء الذين تحركهم الكراهية. فناصر الجوهر لم يبد موهبة خاصة تميزه عن بقية لاعبي الكورة كما يحصل دائما مع البارزين من اللاعبين العالميين. هذا سريع وهذا محظوظ عند المرمى وذاك يصوّب برأسه بشكل مميز وذاك يسدد من بعيد وهكذا. عندما تنظر إلى تاريخ ناصر مع الكورة لن تجد لديه سوى ميزتين هما الحماس والإخلاص ويمكن أن نضيف عليهما ميزة ثالثة هي النظرة الإستراتيجية في داخل الملعب. كان أكثر لاعبي النصر حماسا في الملعب وخاصة في مباريات الهلال. لم يكن يتصارع مع لاعبي الهلال كان في واقع الأمر يتصارع مع جماهير الهلال في المدرجات، وكلنا نتذكر عندما يتقدم لرمي الآوت في الجزء الجنوبي من الدرجة الأولى حيث تحتشد جماهير الهلال المتعصبين، تحس أنه يرمي الآوت في الاتجاهين، في اتجاه مرمى الهلال وفي اتجاه جماهير الهلال، وكثيرا ما استفاد منها لاعبو النصر مما أورث حسرات وعبرات في قلوب الهلاليين كنت أظن أن ناصرا سينتهي دوره في الرياضة والكورة مع نهاية حياته في الملاعب في صفوف فريق النصر، وقد بدت ملامح ذلك التوقع تتحقق في السنوات الأولى بعد اعتزاله، حتى أنني لم أثق في قدراته بعد أن عاد مرة اخرى وانضم إلى طاقم فريق النصر التدريبي، فقد أرجعت عودته تلك إلى حماسه المنبعث من كرهه للهلال مثله مثل بعض النصراويين الذين لا علاقة لهم بالكورة إلا من خلال كراهية الهلال، لاحظ الجميع أن ناصر الجوهر يقلد بروشتش في تسجيل الملاحظات على ورقة فوظفها الهلاليون للسخرية من ناصر وإطلاق النكت المعادية للنصر، على اعتبار أن ناصر الجوهر المدرب هو امتداد لناصر الجوهر اللاعب، ولكن الأيام تكشفت عن خلاف ذلك، وبرهن ناصر الجوهر أن علاقته بالنصر هي علاقة لاعب محترف حتى في زمن ما قبل الاحتراف، وأن الحماس والإخلاص اللذين يسمان أسلوب ناصر في اللعب مع النصر هما طبيعة في خلق وروح ناصر وليستا مجرد كراهية للهلال، فلو قدر لناصر أن يلعب في الهلال لحصلنا على نفس الحماس ونفس الإخلاص، فالذي يلاحظ سلوكه في التدريب سيرى أن ناصرا لم يكن متعصبا أو أهوج وإنما انسان محترف ينظر إلى الأمور بموضوعية بعيدا عن العواطف المتحركة والغرارة. من المستحيل على لاعب نصراوي تخلقت روحه الرياضية في زمن الصراعات العظيمة أن يعتمد في تشكيلة فريقه على هذا العدد الكبير من لاعبي الهلال (العدو) الأمر الذي يعكس مهنية ناصر ونظرته البراجغماتية. شجاعة أصحاب القرار وإتاحة الفرص هي التي تخلق الرجال، وناصر الجوهر ليس استثناء من بين أبناء هذا البلد، أعطني الفرصة وأعطني حق الخطأ مرة مرتين وثلاثاً عندئذ سنحصل على ألف ناصر الجوهر، وسيكون لدينا فائض مدربين للتصدير.
yara4me@yahoo.com
|
|
|
|
|