| محليــات
** القضايا الكبار.. كيف يتصدى لها الصغار؟
** نحن نسعد.. عندما نرى.. أو نقرأ لكاتب ناشىء.. وقد تميزت عبارته بالرشاقة وغزارة المعلومة.. والقدرة على التحليل والتحليق وسبرغور المشكلة.. والغوص في أعماقها.. لكن مهما بلغ ذلك.. فإن للتجربة أهميتها.
** ويبدو لي.. أن هناك قضايا مهمة ورئيسية.. سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو ثقافية.. يجب ألا يطرقها إلا المتمكنون.
** نحن أيضاً.. لا نخفي عليكم.. أن هناك من الخبراء والمتمكنين من ترك الساحة لغيره.
** لدينا خبراء في السياسة والاقتصاد والعلوم والطب والعلوم الاجتماعية والنفسية.. والتاريخ والجغرافيا.. ومع ذلك.. تركوا الساحة لغيرهم.
** إن أكثر الناس اليوم حضوراً في الساحة الإعلامية.. هم الاعلاميون أنفسهم ولكن.. هل يعقل.. أن الاعلاميين هم الذين يوجهون الناس في سائر القضايا ويشرحون لهم أبعادها وأخطارها؟
** وكمثال سريع.. نحن اليوم نعايش مشكلة دولية كبرى.. ألقت بظلالها على العالم كله ولخبطت الأوراق.. وجعلت كل شيء متداخلاً .. ومع ذلك.. كان حضور خبرائنا في سائر التخصصات مجرد حضور سريع وخفيف وعلى استحياء.. وكان الحضور الأكبر للاعلاميين فقط.
** قضايا المجتمع.. وقضايا الأمة الكبار.. تحتاج إلى عقول.. وتحتاج إلى خبرة وثقافة ومعالجة متعمقة.. وتحتاج إلى إبحار لايقدر عليه إلا الكبار.
** ولست أعني هنا.. الكبار سناً.. بل «الراسخين في العلم».
** إنه لمن المؤلم أحياناً.. أن تقرأ لكاتب ناشىء مازال في الصفوف الأولى.. وهو يناقش قضية اجتماعية خطيرة.. كالطلاق واسبابه.. أو الانحراف في السلوك.. أو قضايا سياسية واقتصادية.. ويضع حلولاً لها من واقع تجربة ضحلة بسيطة.. وامكانات متداعية.. ومع ذلك.. يجد نفساً في الصحيفة أو المطبوعة عموماً.. ويجد من يعطيه مساحة.. ويجد مع الأسف.. قارئاً يطمئن له.. ويعتقد.. أن كل ما يقوله.. وكل مايكتبه.. صحيح «100%».
** لماذا ترك الكبار قضايا الأمة الكبار؟!
** هل هو الكسل.. أم العجز.. أم الانشغال بأمور أخرى.. أم أن بعض الكبار لايدرك.. ان هذه القضية أو تلك.. من القضايا الكبار التي تعنيه وحده؟
** لقد سعدنا جميعاً.. عندما رأينا أساتذة الجامعات وعمداء الكليات ومديري الجامعات والاكاديميين ورؤساء التحرير يتشرفون بلقاء سمو ولي العهد حفظه الله.. ليستفيدوا من توجيهاته ويصغوا إلى آرائه السديدة.. ويشعروا ايضا... انهم.. هم المعنيون.. وأن الرسالة والمسئولية عليهم.. أكبر وأكبر.. وان قضايا الأمة.. وقضايا الساعة.. ليس لها من يتصدى لها.. سوى هؤلاء.
** إنه من الخطورة.. أن تُترك القضايا الرئيسية والمهمة.. لأناس مبتدئين.. لايدركون أبعاد الأمور ولا أخطارها ولا عواقبها...
** والمسألة.. ليست مسألة اجتهادات قد تؤدي إلى نتائج سلبية.. وليست المسألة.. مسألة تسويد صفحات.. بل هو توجيه وتثقيف وتوعية...
** الاعلام.. يحمل رسالة خطيرة.. ووسائل الاعلام.. أوعية معلومات.. إما أن تكون نافعة أو مضرة..
** نحن نريد النافع.. كما أننا.. لا نريد السكوت أيضاً..
** إن الاكاديمي المتمكن في فن من الفنون.. قصر حضوره في الجامعة وركز جهوده في محاضراته وبحوث الترقية.. التي تشتكي منها رفوف مكتبة القسم «فقط» ولكن.. أين هؤلاء من قضايا الأمة وقضايا الساعة؟
** انه الأقدر على معالجة كل جديد.. وكل طارىء..
|
|
|
|
|