| متابعة
* القاهرة مكتب الجزيرة محي
الدين سعيد:
أكد السفير الباكستاني بالقاهرة أنور كمال أنه لا يمكن استبعاد حركة طالبان من أية حكومة مقترحة عقب استقرار الأوضاع في أفغانستان وقال في لقائه بالصحفيين المصريين انه يجب الأخذ في الاعتبار ان طالبان تتمتع بنفوذ كبير بين قبائل الباشتون التي تمثل الأغلبية بين شعب أفغانستان وأنه لابد من ان يكون هناك تمثيل صحيح للقبائل في الحكومة الافغانية القادمة.
وأضاف متسائلا: ان طالبان على أية حال ليست حزبا شيوعيا واذا كان هناك بعض العناصر المعتدلة بين صفوفها فلماذا نمنعها من تمثيل قبائل الباشتون، مؤكدا ان بلاده لا تصر على شيء سوى ان يتمتع الشعب الافغاني بحريته في اختيار ممثليه في الحكومة وألا تفرض عليه أي حكومة مشيرا الى ان سياسة الرئيس الامريكي بوش تقوم على الانسحاب من أي منطقة بقدر الإمكان بعد تحقيق الاهداف العسكرية.
اكد كمال أن أدلة قوية قدمت عن تورط بن لادن في أحداث 11 سبتمبر ورفض الإفصاح عن طبيعة هذه الأدلة قائلا ان هذه الأدلة بالقوة الكافية لان يقدم الشخص الذي تخصه هذه الأدلة للمحاكمة وان العدالة وحدها هي التي تقرر ما اذا كان مدانا أم لا!!
وأضاف: إن الأدلة كانت كافية وإلا لما استطاعت حكومة بلاده ان تقدم على تأييد الجانب الامريكي في اجراءاته الحالية.
وحول تقديم بلاده تأييدا للحملة الأمريكية البرية قال السفير الباكستاني: إن دعم اسلام أباد للحملة الأمريكية ينحصر في ثلاث نقاط: الأولى تقديم وتبادل المعلومات الاستخبارية عن العناصر الموجودة في أفغانستان والثانية السماح باستخدام المجال الجوي الباكستاني والثالثة تقديم الدعم اللوجيستي للقوات الأمريكية.
واكد كمال أنه رغم الشعور العام بالقلق في باكستان لما يتعرض له الشعب الأفغاني إلا ان الاغلبية الساحقة من الشعب الباكستاني تؤيد سياسة حكومة برويز مشرف وأقلية فقط هي التي تقوم بالمظاهرات وقال ان الأغلبية تدرك ان لابد لباكستان ان تتعامل مع الجهود الدولية ضد الإرهاب مؤكداً ان الرئيس برويز مشرف اتخذ قرارا شجاعا جدا في صالح باكستان ونرجو والكلام له ان يكون في صالح الشعب الافغاني ايضا.
واكد السفير الباكستاني على أهمية ان يقوم المجتمع الدولي كله وليست دولة واحدة بإصلاح الاوضاع في أفغانستان بعد انتهاء الأعمال العسكرية لإعادة البناء الاقتصادي مشيرا الى دور هام لمصر والسعودية وبلاد إسلامية أخرى في تحقيق ذلك الهدف.
وكشف كمال عن أن الجانب الأمريكي لم يقرر بعد ما إذا كانت العمليات العسكرية سوف تتوقف في شهر رمضان أم لا فان كل ذلك يتوقف على مدى تحقيق الحملة الأمريكية لأهدافها مشيرا إلى أن الحكومة الباكستانية سبق وأن أعلنت أنها تأمل في ان تكون الحملة قصيرة وتنتهي قبل شهر رمضان والا سيشعر الرأي العام الإسلامي بالقلق البالغ.
وأضاف أن الخسائر التي تعرض لها الأمريكيون في 11 سبتمبر تجعلهم يفكرون في ضرورة تحقيق الحملة لأهدافها.
وعن بقاء القوات الأمريكية في المنطقة بعد انتهاء العمليات العسكرية كما حدث في الخليج العربي قال السفير الباكستاني: إن المسألة في الخليج كانت متعلقة بالبترول أما في افغانستان فإن المشكلة ليست في بقاء هذه القوات ولكن في أنها ربما تترك المنطقة سريعا بعد انتهاء أهدافها وساعتها سيترك المجتمع الدولي كله أفغانستان دون أية مساعدة كما حدث لها عقب انتهاء الاحتلال السوفيتي مما جعل الشعب الأفغاني يتعرض لظروف سيئة للغاية.
وعن إمكانية وصول الأحزاب والجماعات الإسلامية للحكم في باكستان في ظل الظروف الحالية استبعد السفير الباكستاني ذلك وقال ان هذه الجماعات لها الحق في المشاركة في الانتخابات لكنها لا تحصل على أصوات كثيرة وان الشعب الباكستاني في الغالب يعطي أصواته لحزب الشعب أو حزب الرابطة الإسلامي.
وأضاف ان الرئيس مشرف أعلن ان الانتخابات ستجرى في اكتوبر القادم وانه السفير الباكستاني لا يتوقع تغييرات في الدستور تؤدي لتغيير عنيف في السلطة أو تغيير جذري في البلاد.
وعن تهديد أمريكا للقنبلة النووية الباكستانية قال كمال أعتقد أن امريكا تتفهم طبيعة الموقف الباكستاني وتعلم ان قدراته النووية هي للدفاع والردع.. وأضاف ان البعض يتحدث عن القنبلة الإسلامية ولكن القنابل ليس لها ديانة فهي سلاح للدفاع عن النفس من أي عدوان وبالطبع فليس من المفترض الحديث عنها باستخفاف أو عن استخدام ذلك السلاح الخطير.
وأكد ان قدرات باكستان النووية تحت سيطرة تامة من الحكومة والجيش الباكستاني وليس هناك اي تهديد لها أو يمثل خطرا في ان يسيطر بعض الإرهابيين عليها.
وعما تردد عن السقوط السريع لطالبان قال كمال ان احدا لم يقل ذلك حيث ان طالبان تسيطر على معظم الاراضي وأفرادها معروفون بروحهم القتالية العالية وما يحدث الآن هو تدمير للقدرات العسكرية لها لتصبح مع مرورالوقت أضعف مما يمكن من السيطرة عليها في النهاية.
مشيرا إلى ان قوات التحالف الشمالي على الجانب الآخر لا تتمتع بنفس الروح القتالية العالية فإنها تنتظر دائما المساعدة من القوات الأمريكية وأن تمهد لها هذه القوات الطريق للسيطرة على الأوضاع في أفغانستان. وعن تأييد باكستان لأمريكا ووجود سفير لطالبان في إسلام أباد في نفس الوقت قال كمال: ان هذه سياسة حكيمة جدا من باكستان ان تتيح نافذة لطالبان تطل منها على العالم مشيرا الى ان هناك 3 ملايين لاجىء أفغاني في باكستان منهم 2 مليون يعيشون بشكل دائم منذ الحرب السابقة ومن الطبيعي ان تكون هناك سفارة للحكومة الافغانية في باكستان. وعن أهداف أمريكا في بترول بحر قزوين قال كمال ان افغانستان ليست بالقرب الذي يتحدث الناس عنه من بترول قزوين ولكن البعض يتحدث عن خط أنابيب يمر بها عقب انتهاء الأعمال العسكرية مشيرا إلى أن بلاده سوف تستفيد من هذا الخط وسوف تستفيد أيضا من استمرار الصادرات إلى دول شرق آسيا عن طريق افغانستان.
واكد السفير الباكستاني أن بلاده سوف تعترف بأي حكومة تسيطر على الوضع في افغانستان وتعمل على ايجاد علاقات وثيقة معها إلى جانب ان بلاده ترغب من علاقات طيبة مع الهند بصفتها اكبر جارة لها وقال اذا تحققت هذه العلاقات فسوف يكون ذلك أمرا طيبا للغاية بالنسبة للبلدين.
وحول اتهام جماعات باكستانية بالإرهاب قال كمال ان الحكومة الباكستانية تحركت بالفعل ومنذ وقت طويل لفرض حظر على الجماعات ذات التحركات الإرهابية مثل الجماعات الشيعية التي تورطت في قتل أفراد من السنة وصندوق الرابطة العالمي الاسلامي الذي أنشىء لتمويل الباكستان القادمين من بنجلاديش وكذلك جماعة يطلق عليها صندوق الرشيد وهذه الجمعيات كان يفترض فيها أنها تقوم بأعمال خيرية مشيرا الى انه تم ايضا إيقاف صناديق التبرعات الموجودة في المساجد لأنها من الممكن ان تتعرض لنوع من سوء الاستخدام. وأشار كمال إلى ان بلاده تأخذ في الإعتبار أن هناك تعاونا متزايدا بين الهند واسرائيل في المجال العسكري سواء من خلال عقد صفقات الأسلحة أو تبادل الخبرات العسكرية.
وعن العلاقات بين الصين وباكستان قال كمال أنها وثيقة للغاية وتستمر في أية أجواء ولن تتأثر بالاحداث الجارية مشيرا الى ان بلاده لعبت دورا هاما في اقامة جسر للعلاقات بين الصين وأمريكا في بداية السبعينات.
ونفى السفير الباكستاني وجود دور لبلاده في مقتل أحمد شاه مسعود و قال ليس لنا مصلحة في ذلك كما أنه من الصعب الوصول إلى وادي بانكشير الذي قتل فيه مسعود مشيرا الى ان بلاده كانت تقدم الدعم لمسعود وقت الجهاد ضد السوفييت.
وأوضح كمال ان الحكومة الباكستانية نصحت حركة طالبان مرارا بالتراجع عن سياساتها الصارمة والمتزمتة وأيضا ترحيل الضيوف غير المرغوب فيهم وان طالبان لم تستجب لهذه النصائح رغم تقدير المراقبين بأن باكستان لها نفوذ كبير على طالبان. وعاد كمال للتأكيد على أن موقف بلاده في الأحداث الحالية كان صحيحا وكان للدفاع عن مصالح البلاد مؤكدا ان باكستان لو لم توافق على تأييد الإجراءات الأمريكية لكانت أمريكا سوف تستمر فيما خططت له من قبل. وقال لقد بذلنا جهودا لنصل بالأمور إلى حد الاعتدال وأعتقد أننا نجحنا في ذلك ويمكننا فقط أن نأمل ونصل من أجل تحقيق السلام في أفغانستان.
|
|
|
|
|