| مقـالات
أولاً.. أحب أن أبين لشباب القرن.. علماً أنهم لا يقرأون وإنما يضحكون أكثر مما يتكلمون.. وإذا تكلموا خلطوا الغث بغيره.. فلا تجد فائدة تذكر أو تنفع، أحب أن أبين لهم أن المعصاد.. هو آلة «عك» الجريش أو خلطه أو تحريكه.. وتتخذ من جريد النخل وخاصة أصل العسيب بعد قطع «الكربه» وغالباً ما يكون من عسبان نخل الخضري لقوته فيؤخذ من العسيب مقدار متر أو يزيد قليلاً فيعصد به الجريش في القدر أو الصفرية لانهم كانوا يطبخون الجريش في صفرية وهي قدر من نحاس عريض من أسفل ضائق من أعلى.. فضنا من هالوصف التقريبي وأنا واثق أن الشباب لو قرأوه.. فسيتذمرون بطريقة «المطْق» وهو منتهى الاحتجاج لديهم.. ويقولون ما لنا وللمعصاد.. الله لو أنه عاد يطلع في الإنترنت؟!
أريد أن أبين هنا أن كل شيء من الصناعات الصغيرة وحتى الكبيرة قد ضعف.. رغم أن بعضه قد وفر اقتصادياً على ربة البيت «ورب البيت» فقد ارتحنا من تغسيل الأطباق والملاعق وحتى السفر.. وأصبحنا نأكل جاهزاً وفي شيء مجهز وحتى السيارات أضيف إليها ما يسمى بالبلاستك أو الملامين وهو أقوى من البلاستك، والراديوهات والمسجلات وهناك آلات نشتريها لا تدوم أكثر من يوم أو يومين فهي لم تصنع للبقاء لكنها صنعت لاتخام جيوب الصناع والتجار، وجاءت مكانس الكهرباء فهي تداعب برقة الموكيتات وبعد حين تنكسر العصا أو تتأكل الشفاطة وجاءت الخلاطات ومع الأسف فإنها لا تستطيع تحريك الجريش مثل المعصاد لكنها تعصر كل شيء ولابد أن يصيبها ما أصاب غيرها من اخواتها من المصنعات الرديئة وهناك صناعات ببلاش يجلس بها رفيق أو صديق أمام أبواب المساجد.. وهذه.. يا دوبك تدفع قيمتها للهندي.. وتضعها في سيارتك فإذا وصلت إلى بيتك وجدتها قد خربت.. وبعض اللمبات المسماة بالكشافات تجدها في كرتونها.. قد خربت وهلم جرا..
كل شيء في زماننا غير مضمون والسبب السرعة في الصناعة وعدم مراقبة الجودة واختيار المادة المصنعة.. هو الزمن الذي لا تربح من ورائه كمستهلك ولكن تربح وراءه كصانع ولذلك عودوا للمعصاد ومشتقاته من المغارف والمواقع والصفارى والمثعوبة والرادو أبو عين سحرية.. فربما تزين الحال.
|
|
|
|
|