أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 29th October,2001 العدد:10623الطبعةالاولـي الأثنين 13 ,شعبان 1422

مقـالات

إضاءة
التكافل على كل الأصعدة!
شاكر سليمان شكوري
شهدت الساحة السعودية مؤخراً حملة تبرعات واسعة النطاق لمساعدة أبناء أفغانستان (الأبرياء)، الذين اضطرتهم حرب الارهاب بلا ذنب لهم فيها ولا جريرة إلى مغادرة وطنهم خشية أن تطولهم قذائف الموت (بالخطأ) كما تكرر ذلك مراراً، وفي كل مرة يخرج على الدنيا اعتذار (بارد) عن ضرب المدنيين، فلا هو يحيي من ماتوا ولا اوقف العدوان على الأحياء، بل يصعده عبر الغارات التي لم تسلم منها حتى المستشفيات، مما حدا بملايين الأفغان إلى اللجوء لدول الجوار التي تقبل نزوحهم إليها على مضض والتي أصبحت تنوء بهم بالفعل.
وهذه الحملة السعودية الشجاعة استهلها مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يحفظه الله بعشرة ملايين ريال، ثم اتبعها ببضعة وعشرين مليون ريال لتكتمل الحصيلة إلى مائة مليون ريال، وهكذا يضرب العاهل السعودي المثل على الصعيد العالمي في التكافل بين المسلمين، ذلك المبدأ الذي تؤسس له المملكة قيادة وشعبا استشعاراً لدورها الإسلامي المسؤول.
على الصعيد العربي، وعطفا على مقال الأسبوع الماضي، فإن مؤسسة الفكر العربي بقيادة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة عسير تمثل منظومة حضارية تمازج بن الفكر والمال العربيين في خدمة المصلحة العليا للأمة، وهو مشروع أهلي باركته حكومة بلد التأسيس في القاهرة التي ستكون المحطة الأولى لاحتفالية المؤسسة السنوية بنهاية العام القادم إن شاء الله تحت رعاية فخامة رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة الذي وعد سمو رئيس المؤسسة بذلك إبان لقائهما في نهاية مايو الماضي بالقاهرة، كما باركته حكومة المقر لبنان التي أصدرت في باكورة فعالياتها إلى إقامة حوار مع الحضارات بغية الوصول إلى نمط من التعايش العالمي، الذي يقوم على التكافل بين الأ مم، بحيث يصبح الانسان أينما كان عونا لأخيه الإنسان مبادلا إياه الخير بالخير، ذلك أنه قد زكمت أنوف العالم رائحة الجثث في ساحات الاقتتال، خاصة أولئك الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في ما يدور بين أطراف الصراع.
على الصعيد المحلي يبدو ان هناك بادرة توشك أن تصبح ظاهرة تهدف إلى تفعيل دور التكافل في المجتمع المدرسي، فقد تواترت الأنباء عن المشروع الذي تتبناه بعض مدارس البنات في أبها الآن، إذ تجمع الهيئة التدريسية مبلغاً شهرياً من كل معلمة، وتتم دراسة أحوال الطالبات ويوزع المبلغ على اللائي يظهر البحث حاجتهن إلى الدعم والمساعدة، دون حرج لمشاعر الطالبات، فإقالة المعلمات لعثرات بناتهن من الطالبات المعوزات على هذا النحو تساعدهن على الإمساك بفرصهن في التعليم ليخرجن الى مرافق الخدمة في المجتمع بنفس رضية، نازعات الى الخير ومد يد العون للآخرين، فيترسخ بذلك مبدأ التكافل في المجتمع على النحو الصحيح الواجب.
والراصد لوقائع التكافل على كل تلك الأصعدة لابد ان يتفاءل، ويبدو له الغد مشرقا رغم ركام العتمة، فتحية إلى كل الخريجين الذين يبعثون الحياة من رحم القنوط.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved