| تحقيقات
استطلاع : ظافر الدوسري:
تعالت نداءات مستثمري مخطط الصناعية الجديد (الصناعات الخفيفة) بمحافظة الجبيل والمواطنين بالشكوى من البلدية وتباطئها في ايصال باقي الخدمات كالماء والهاتف واضاءة الشوارع في وقت لجأ فيه أغلب المستثمرين الى اغلاق الورش ليلا او للابد وانتظار البلدية بايفاء وعودها التي تجاهلت المخطط تماما الذي تبلغ مساحته 600 ألف متر مربع ويضم أكثر من 350 قطعة أرض،
وذهب المستثمرون الى شرح جوانب عدة من المعاناة كبدتهم خسائر كبيرة منها دفن الاراضي التي بلغت تكلفتها من 5 الى 10 آلاف ريال بالاضافة الى تكاليف الانشاءات للورشة بأسعار تتراوح من 60 الى 150 ألف ريال وغيرها من تحمل توفير المياه عن طريق شراء الوايتات مما جعلهم يغرقون في ديون لم يستطيعوا تسديدها بسبب ركود المخطط عن الحركة والنشاط التجاري،
كما عبر المواطنون عن سرورهم بانشاء منطقة صناعية جديدة خارج المدينة لكنهم تفاجأوا بتوجه اهتمام البلدية الى المنطقة القديمة وتكثيف جهودها فيها التي من المفترض ان تتوجه الى الصناعية الجديدة،
«الجزيرة» قامت باستطلاع للمخطط وتحدثت مع المستثمرين لتسجيل مطالباتهم،
يدفع المستثمر الإيجار بعد الخسائر وهي خاوية
خسائر الدفن والانشاءات
قال مستثمر كبير (ح، م، المنصور) نحن ارغمنا على الخروج من وسط البلد بحجة ما تسببه الورش من ازعاج للسكان لكن ما الفائدة من انتقالنا اذا كان المخطط غير جاهز ويضيف قائلا: لكن مضى الآن اكثر من أربع سنوات ونحن لم نر أي شيء عملته البلدية لنا سوى قبض الايجارات ولم تفكر بتكملة الخدمات الناقصة هنا مما سبب الكثير من المتاعب للمستثمرين وتكبد الخسائر من جراء الدفن واكمال باقي المنشآت،
ويشير المنصور الى ان تواصل اعطاء التصاريح بمنطقة العريفي غير المرخصة رسميا باقامة مثل هذه الورش تسبب في عزوف الزبائن عن إصلاح سياراتهم ولوجود عدد كبير من الورش فلك ان تتصور هذه المنطقة كانت سيئة ومهملة من البلدية طوال السنوات الماضية وفي هذه السنة توجهت البلدية لهذه المنطقة واحيائها بمشاريع حيوية وتناست المنطقة الصناعية الحضارية، ويضيف قائلا: الحقيقة يا أخي ان البلدية لا تريد ان تهتم بهذه المنطقة انما تريد أن يقوم المستثمرون بتوفير تلك الخدمات!!
وقال صاحب ورشة اخرى أنا من الذين حصلوا على قطعة ارض بنظام الاستئجار قبل أكثر من أربع سنوات وقد كلفني الدفن لوحده سبعة الآف ريال، وخلال هذه الفترة واجهتنا صعوبات شاقة أثناء الدفن بسبب ارتفاع الشارع الرئيسي عن المنطقة مما اضطرنا الى دفن كمية كبيرة بالرمال التي أجبرتنا عليها البلدية وطالبت بأن تقوم البلدية بايجاد حل جذري لهذه المعاناة وتوفي بوعودها وتكمل مشروع السفلتة والانارة وايصال الكهرباء والماء ومن ثم تلزم المستثمرين باكمال باقي الانشاءات وبيّن أن هذه المنطقة أصبحت سكنا للكلاب والقطط والثعالب في بعض الاوقات ويمكن التأكد من ذلك في منتصف الليل حيث تظهر اصوات الحيوانات هنا ناهيك عن السرقة بهذه المنطقة حيث لا يوجد أمن ولا دوريات أمنية،
فقد اشتريت خزان ماء كبير كي نضع به الماء الذي نشتريه بايجار من وايت ماء شبه اسبوعي وبعد فترة من الزمن تعرضت للسرقة ولم أعثر على الخزان ولا السارق بسبب عدم وجود رجال الامن وعدم وجود دوريات متناوبة هناك فالى متى يا بلدية الجبيل تضيع ورشنا وأموالنا بسبب عدم وجود الخدمات وبسبب عدم وجود الأمن حتى أصبحت مرتعا وسكنا للحيوانات!! وأقترح ان تسمح البلدية بانشاء منطقة سكنية في الأدوار العلوية للورش للعمال بسبب بعد المدينة عن هذه الورش،
البلدية أصبحت تعادينا
وأوضح مالك ورشة بالصناعية ان عدم وجود مدخل رسمي للصناعية سبب عدم اقبال الزبائن هنا ناهيك عن المخاطر المرورية التي يسببها المدخل الصغير لهذه المنطقة أو انك تضطر لأخذ مسافة طويلة لكي تحصل على مخرج وهذه حقيقة نفتقدها بالمنطقة مدخل ومخرج رسمي، حيث طالبنا البلدية عدة مرات لكن للاسف ان البلدية أصبحت تعادينا فهي حاليا بعد ان أخرجتنا من وسط المدينة أصبحت تدعم وبقوة منطقة العريفي وذلك باصلاح شوارعها ووضع اشارة مرور واشياء اخرى وهي التي يفترض ان تتجه انظارها ونشاطها الى الصناعية الجديدة وليس هذه المنطقة القديمة، فما الفائدة من تخطيط الصناعية اذا كانوا يدعمون منطقة العريفي، بل وصل الأمر الى اعطاء تصاريح جديدة وتجديدها بمنطقة العريفي التي كان الناس والسكان يستاءون من الذهاب اليها واصلاح سياراتهم بها لكنها بهذه الطريقة كأنها تدعو السكان والأهالي لإصلاح سياراتهم في منطقة العريفي فقط وان لا يذهبوا الى المنطقة الصناعية الجديدة والذي يفترض ان يكون عك ذلك،
مناشدة ورجاء
وناشد أحد رجال الاعمال صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية بتشكيل لجنة لتقييم الوضع المؤسف وما تقوم به البلدية من تجاهل ومعاملة سيئة مع مستثمري هذه المنطقة الذين تكبدوا خسائر كبيرة جدا وجعلهم مغرقين في ديون لا حصر لها واكد ان مشكلة مدخل الصناعية سهل حلها لكن البلدية تضع دوما العوائق والصعوبات ويتمثل الحل عن طريق كوبري المدخل الغربي يوضع خط مسفلت لا يتعدى مسافته 1 كيلو متر فقط وبعيد عن الاخطار المرورية وهذا بحد ذاته سوف يريح زوار الورش في دخول المنطقة عبر مدخل رسمي لكن البلدية عندما طالبناها افادت بأن المواصلات لم توافق على مدخل رسمي وما زال النقاش جارياً معهم ولنكن واقعيين يا بلدية الجبيل منذ اربع سنوات ولم يحسم امر مدخل ومخرج الصناعية، اذن لماذا تضغط على المستثمرين باحياء الصناعية، وانشائها وهي لم تكمل الكثير من الخدمات (نريد اجابة صريحة ومقنعة) وقد تردد البعض من اكمال مشروعه عندما شاهد الركود الكبير بالصناعية فكان محظوظا افضل منا نحن الذين خسرنا اموالا طائلة فلقد تكبدت حتى الآن أكثر من ستمائة ألف ريال ولكن ذهبت أحلامنا ادراج الرياح وأصبحنا في دوامة مع بلدية اليل،
ايجارات بدون خدمات
(ن، ع، الخالدي) مستثمر آخر بالمنطقة وهو من اوائل الذين بادروا باستئجار ارض والقيام بدفنها يشير الى ان الحل الوحيد والمنقذ للصناعية من وضعها وركودها هو توفير وتكملة الخدمات الضرورية كالماء والكهرباء وسفلتة الشوارع وانارتها التي اصبحت مظلمة ومخيفة في نفس الوقت حيث دخلنا العام الرابع ولم ير ما يبشر بالخير او اي توجه من البلدية نحو احياء هذه المنطقة، وقال نحن لا نطالب البلدية سوى بحل هذه الخدمات فقط والا ما الفائدة في دفع ايجارات سنوية ولا توجد خدمات،
أين حماية المستثمرين؟
فيما طالب مستثمر اخر بحماية المستثمرين ولمن استلم ارضا بتوفير الخدمات مع عدم اعطاء او تجديد اي ترخيص بمنطقة غير الصناعية حتى يضطر المستثمرون بمنطقة العريفي للعمل بالصناعية وتنتعش الحركة بها لكن الواقع ان بعض اقارب موظفي البلدية لهم محلات بمخطط العريفي ولا يريدون ان يضغطوا عليهم او يرغموهم ويصبحوا ضحية كما وقع لنا بمعنى ان هناك مجاملات ومحاباة!!، فمن يحمينا نحن المستثمرين فقد اصبحت منشآتنا سكنا للفئران والكلاب بسبب خلوها من السكان ولاحركة ليلا واشار الى ان الورشة التي تعمل وعليها اقبال من الزبائن لا يتعدى معدل تشغيلها 10 20% من التشغيل الحقيقي المعروف للورش مما اضطر كثيرا من الورش الى خفض الاسعار الى 50% عن ورش العريفي وبالرغم من ذلك الا ان المنطقة ما تزال في ركود تام بسبب ما ذكرت سابقا،
ويشير صاحب معطم هناك الى انه قام بانشاء مطعم كامل من معدات وادوات وديكورات ووصل العمال لكن لم يستطع فتحه رسميا بسبب عدم وجود اي حركة ولأن افتتاحه سوف يسبب له خسارة كبيرة فاضطر الى انتظار البلدية لتكمل توفير الخدمات وانتعاش الحركة بها لكن ايضاَ الانتظار طال أكثر من اربع سنوات لم يستطع خلالها توفير رواتب العمال فاضطر الى عرضهم لنقل كفالتهم،
البلدية خذلتني
احمد العباد صاحب ورشة يستعرض تباطؤ البلدية في اكمال باقي الخدمات التي على اثرها لم تتحرك الصناعية بالقول: استكملت بناء وانشاء ورشتي في المخطط الجديد من كافة النواحي في وقت سريع بدأتها بدفن الارض بقيمة عشرة الاف ريال ومن بعدها خسرت اكثر من 150 الف ريال في انشائها بعد ان اكدت البلدية جديتها في اتمام مشروع المخطط ومضت اربع سنوات لم تستكمل سوى خدمة إيصال الكهرباء للورش فقط، اما انارة الشوارع فلم يجر بها اي تخطيط وبعد التقدم للبلدية بطلب اكمال الخدمات افادوا بأنه سيتم خلال فترة وجيزة ولاحقا لكن بعد مضي هذه السنوات ومراجعة معظم المستثمرين تيقنت ان البلدية قد تناست هذا المخطط بل تماطل المستثمرين بتلك الوعود واسكات الافواه عن المطالبة،
ذهبت احلامي سراباً
ويقول رجل آخر: امضيت اكثر من سنة ونصف السنة وراجعت عدة مرات مع المستثمرين مسؤولي البلدية لكن دون جدوى او تحريك ساكن وفي ظل هذا التباطؤ قررت بيع الورشة عبر مكاتب العقار بمبلغ زهيد جدا حتى لا تتراكم الديون اكثر وذهبت اموالي واحلامي كالسراب!!،
ويؤكد على ان البلدية تطالب باخراج الورش من وسط المدينة وهي لم تستكمل باقي الخدمات ومع ذلك قام المستثمرون بانشاء الورش وبشق الانفس للرقي بتطلعات البلدية نحو الحضارة لكن لم نر أي دعم من البلدية لهذه الورش والقيام بدورها المطلوب تجاه مثل هذه المنطقة الحضارية، ويضيف: ان معاناة المستثمرين لا تقف عند حد معين بل نطالب بتوفير تلك الخدمات فقد دفع المستثمرون الغالي والثمين لاستثمار اموالهم في هذه المنطقة لكن لا حياة لمن تنادي،
ويشير عامل مصري بالصناعية الجديدة رفض عدم ذكر اسمه الى تجاهل البلدية لهذه المنطقة والاهتمام بها بتكدس النفايات لأيام عديدة التي تؤرق المستثمرين والزبائن بتلوث البيئة لمنظر الصناعية وروائحها المنفرة التي شجعت الحيوانات الضالة والقوارض على التكاثر،
المواطنون مستاؤون
ومع المواطنين الذين استبشروا خيرا بانشاء هذه الصناعية الجديدة الا انهم مستاؤون من الوضع الذي هي عليه حاليا لعدم وجود اي نشاط او حركة بسبب نقص الخدمات، حيث يقول زيد رشود الدوسري: مما لا شك فيه ان انتقال الورش الصناعية الى مكان بعيد عن وسط المدينة له فوائد حضارية على المدينة وتطورها الا ان هذا الانتقال البعيد سبب نوعا من المشاكل كتعطل اي سيارة داخل المدينة بفتح الباب امام ضعاف النفوس في رفع اسعار سيارات السحب والنقل بحجة ان الصناعية بعيدة وعلى ذلك ايضا لا توجد تسعيرة محددة لسيارات النقل بمعنى ان كل مسافة معينة لها قيمة معينة لكن واقع الامر ان سائقي سيارات النقل وجدوها فرصة لزيادة دخلهم عبر هذا العذر، اضافة الى ذلك لا يوجد بالصناعية الجديدة أي مطاعم او مساجد حينما يضطر المواطن لاصلاح السيارة كذلك شوهد نقص محلات قطع الغيار والزينة حيث يضطر الزبون لاحضار القطع من مكان بعيد مما يفقد الزبون وقتا كثيراً،
إلاّ أن المواطن عبدالله الغفيلي كان له وجهة نظر اخرى حول نقل الصناعية بعيداً عن المدينة بتوقع الزحف السكاني الذي تشهده مدينة الجبيل حيث يقول: مما لا شك فيه ان نقل الصناعية بعيداً عن المدينة يعتبر توجهاً طيباً من الدولة ممثلة في البلدية وله ايجابيات كثيرة منها الحفاظ على البيئة والسلامة وابعاد الضجيج عن الاحياء السكنية ويأتي تخطيط هذا الموقع لإقبال المدينة على مشاريع كبيرة وحضارية ناهيك عن الزحف السكاني على المدى البعيد كما هو حاصل وواقع في كثير من المدن اضافة الى ان هذه الصناعية في واجهة مدخل المدينة التي يفترض ان تكون على تخطيط سليم وحضاري لكننا حقيقة مستاؤون من تأخر البلدية في اكمال باقي مستلزمات الصناعية من الخدمات،
من سوق الخضار
إلى الورش
فيما يقول المواطن محمد القحطاني انني استغرب من البلدية وطريقة تعاملها وخطتها في انشاء الصناعية واهمالها لها وفي الجانب الآخر نجدها تقوم بتحسينات لمنطقة العريفي التي عرف عنها ضيق شوارعها وعدم وجود مواقف امام الورش ناهيك عن الروائح والتلوث الدائم بها اضافة الى غياب المراقبة والمتابعة لأشياء كثيرة مع عدم متابعة العمالة الذين يعملون بمنطقة العريفي حيث شاهدت بعضهم (من جاليات شرق آسيا) كانوا من خريجي سوق الخضار والفواكه سابقا قبل السعودة فكيف يتم اطلاق سراحهم ويعملون بالورش ويتدربون بسياراتنا، كذلك لا توجد وكالات رسمية لقطع الغيار حيث ان المحلات انما هي باجتهادات شخصية والقطع غير مراقبة من حيث الجودة والمواصفات لذا كان لزاما على البلدية تنظيم هذه الصناعية وتكملة خدماتها ومراقبتها افضل من اهمالها وهذه الصناعية نعتز بوجودها ونتفاخر امام الملأ انها حقيقة تعتبر انجازا حضاريا يضاف لإنجازات المشاريع الكبيرة التي عرفت عن الجبيل لذا آمل من مسؤولي البلدية اعادة النظر والتخطيط نحو الافضل وتفادي الملاحظات التي ذكرتها ليرتقي المخطط الحضاري بورشه ومحلاته وعمالته،
حيرة بين الصناعيتين
يقول المهندس أمين محمد الكنهل ان انشاء منطقة صناعية بعيدة عن الاحياء السكنية يأتي موافقا ومتمشيا مع النهضة الحضارية التي تشهدها بلادنا عامة ومدينة الجبيل الصناعية خاصة اذا علمنا ان الجبيل اكبر مدينة صناعية بالمملكة بها العديد من المشاريع العملاقة والمتميزة وتمد دول العالم بمنتوجاتها لذا تعودنا حينما نسمع اقرار انشاء مشروع معين بالجبيل خاصة واذا به يتم وينجز خلال فترة قصيرة جدا لكنني استغرب من هذا المشروع الحيوي وتباطؤ العمل به والسعي نحو اتمامه مما يشير الى سوء التخطيط والتنفيذ والا كيف يتم اجبار اصحاب الورش على الانتقال الى الصناعية التي لم تكتمل خدماتها بعد منذ اربع سنوات واضاف يقول لقد اصبح المواطن في حيرة من امره الى اين يذهب هل الى منطقة العريفي ام الى الصناعية التي لا يعرف البعض كيف يدخلها والا كيف يخرج منها لذا على البلدية ان تراجع حساباتها والا تسيء الى المدينة بطريقتها الغريبة مع الصناعية الحضارية التي نؤمل عليها آمالاً كثيرة جدا نحو التطور والنمو الصناعي كما عليها ان تراعي ظروف المستثمرين الذين خسروا الغالي والنفيس في سبيل تحقيق طموحاتهم والسير مع خطة البلدية نحو صناعية جديدة حضارية،
|
|
|
|
|