|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
وانطلقت فعاليات الحملة الوطنية الشاملة للتوعية الأمنية والمرورية في مرحلتها الثانية حاملة شعار (حتى لا تروح الروح) وذلك في عدد من المناطق. (ان الثقافة المرورية تدرأ الخطر.. النزيف الذي يراق يوميا في شوارعنا وعلى طرقاتنا) ليس له ما يبرره وهو لا يفجعنا فقط في تزايد عدد الوفيات التي تلقى حتفها على يد أهم وسائل النقل الحضارية وانما هو يضر بعصب الحياة الوطنية في مستقبلها..!
هذه كلمات وجزء من ذلك الجوهر المتسم بالواقعية والفاعلية ذلك الكلام الثري من وجه السعد الحائلي صاحب السمو الملكي الامير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز امير منطقة حائل.. بمناسبة تدشين انطلاق فعاليات الحملة في مركز الأمير سلطان الحضاري.
لقد تكلم سموه الكريم بتأثر عن مآسي الحوادث وعما تخلفه من اعاقات مستديمة وما تكلفه من خسائر جسيمة واضعا في عين اعتباره المستقبل المنتظر ومدى ما سيلحق به من ضرر نتيجة استمرار نزيف دماء الحوادث المبكى. وأرجع الامور الى نصابها حاثا الآباء والاهالي على الاهتمام ب (التربية) التي ستحقق بمشيئة الله الطموح الذي نعجز أن نبلغ ذروته. وبشر سموه الكريم الحضور بأن نسبة الحوادث والوفيات قد انخفضت عن العام الماضي مبينا ان هذا مؤشر من مؤشرات نجاح هذه الحملات المرورية.
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده سموه الكريم بهذه المناسبة طمأن الجميع بأن هناك جهوداً كبيرة ستُبذل لحماية الارواح بالتنسيق مع مراكز أمن
الطرق وبعض الجهات ذات العلاقة وسيتم بإذن الله التركيز على الداء الاكبر في الحوادث (الابل السائبة) للقضاء على مشكلاتها وآثارها. ان الحوادث المرورية قصفت بالعديد من الأرواح وكبحت جماح طموح العديد ورهنتهم للاعاقة (وقانا الله واياكم). حوادث السيارات.. هلاك مفجع، مناظر ومشاهد محرقة مؤرقة.. عظام.. شعر متمزق .... وقطع قماش.. ملابس.. وحديد.. وأوراق. كل العناصر، كل المواد والأدوات تشهد وتشارك في هذه الحادثة (يا للعظمة المفقودة لدى هذا الانسان كان يدرأ عن نفسه، يهتم بمنظره ومظهره، يحرص على خصوصيته وأسراره الشخصية، يستر عورته ويغطي كل جسمه).
وحين تقضي القدرة الالهية بحادثة مأساوية نجد المسكين وقد زادت به البلية. تناثرت أوراقه ومبالغه على جثته تخالطها الدماء.. تمزقت ملابسه، ظهرت اعضاء جسمه وانكشفت وسُلمت روحه بوفاة تدمي العديد من القلوب وتثير المدامع وتعمي النواظر بفقد عزيز بشكل مروع وشنيع.
أسأل الله أن يحسن خواتيمنا وأن يقينا شرور الحوادث ومصائبها آملين أن تؤتي مثل هذه الحملات الخيّرة ثمار ما خططت له.. مقدرا لصاحب السمو الملكي الامير سعود بذله الدائم لحائل، داعياً له ولسمو نائبه بالتوفيق وللمسؤولين في شرطة منطقة حائل بأن تكلل جهودهم الواضحة بالنجاح لنرى الواقع بالتفاؤل يلوح ولنأمل بمستقبل فيه الوضوح.. لا دماء.. لا دموع لا نزف جروح.. حتى لا تروح الروح.
حمود بن مطلق اللحيدان - حائل
|
|
|
|
|
