| عزيزتـي الجزيرة
اطلعت على ما كتبه د. محمد بن سليمان الأحمد بجريدة الجزيرة بتاريخ 18 رجب تحت عنوان (نجحت رئاسة تعليم البنات) في إشارة إلى ما وصفه بإصرار المسؤولين في الرئاسة على الوصول بالتعليم النسوي فوق الثانوية أو الجامعي إلى كل أرجاء الوطن بمدنه وقراه بعد أن اخفقت مقارنة بجهود الرئاسة معظم مؤسسات التعليم فوق الثانوي وفي مقدمتها الجامعات السعودية عن أن تفعل الشيء ذاته، بل كان غاية طموحها افتتاح المزيد من الكليات والتخصصات في المدن الكبيرة بدلاً من توزيع الكليات على محافظات المملكة مما كان له العديد من الآثار السلبية حيث ساهم كثيراً فيما تشهده المدن من الازدحام الشديد وهجرة الآلاف من الأسر من المحافظات بحثاً عن مقاعد لأبنائهم في الجامعات التي تتمركز في مدن تعد على بعض أصابع اليدين.. إلخ.
والواقع أن كل مواطن منصف يشارك الأخ الكاتب ثناءه على الرئاسة في هذا الجانب كما أشاركه شخصياً عدم الرضا على كثير من النقد غير الواقعي الذي يوجهه البعض إلى هذا الجهاز المسالم، وقد سبق أن عبرت عن شيء من هذا القبيل فيما كتبته لجريدة الجزيرة بتاريخ 16/11/1419ه ومرة أخرى بتاريخ 4/12/1419ه. ووجهت ملامة خاصة إلى النساء اللاتي علمتهن الرئاسة واحتضنتهن منذ الصفوف الأولى واشفقت عليهن اشفاق الوالدة على أولادها، بالطبع تنفيذاً موفقاً لتوجيهات ولاة الأمر يحفظهم الله وكان رد الجميل من بعض النساء وأولياء أمورهن القادرين على الكتابة أو صياغة الرسوم المعبرة من قبيل:
أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي
فلما قال قافية هجاني |
وأخص من هذه الانتقادات غير المنصفة ما يتعلق بتعيين
المعلمات في المدارس البعيدة جاهلين أو متجاهلين (من يوجهون مثل هذا النقد إلى الرئاسة أن مدارس المدن قد تشبعت بأكثر من حاجتها وأنه لولا المدارس التي يتم استحداثها في المناطق البعيدة لانتفت الحاجة إلى التعيينات الجديدة. ومن الانتقادات غير المنصفة توجيه اللوم إلى الرئاسة عما تتعرض له المعلمات من حوادث الطرق.
ومتاعب السفر وتكاليفه وكأن الرئاسة مسؤولة عن نقل المعلمات أو مسؤولة عن أخطاء السائقين أو سوء أحوال بعض الطرق. أو كأن في مقدور الرئاسة منع الحوادث التي هي ظاهرة عالمية ومن جملة أخطر أربعة أسباب للوفيات ليس في بلادنا فحسب، بل وفي أكثر دول العالم تقدماً.
لكن الرئاسة ومن يتعاملون معها وأنا منهم عليهم أن يكونوا على استعداد لتحمّل بعض الانتقادات الصائبة وأخص منها حركة نقل المعلمات التي تتمحور حولها أكثر الشكاوى والانتقادات من جانب الرأي العام وتوصف بأنها أكثر ما يؤثر سلبياً على سمعة الرئاسة وإداراتها وإذا كانت الرئاسة قد أجادت بحق في كثير من الأمور المسؤولة عنها فإن عليها أن تولي هذا الأمر قدراً أكبر من الاهتمام بمراقبة حركات نقل المعلمات في المناطق. وتوفير أكبر قدر ممكن من الرضا والطمأنينة لدى جميع المعلمات والرئاسة التي حققت الكثير من النجاحات قادرة ومؤهله لمعالجة كافة السلبيات ونقاط الضعف التي لا تخلو منها أي إدارة في مثل حجم الرئاسة وتباعد اطرافها وتشعب مسؤلياتها مطالبين الجميع بالواقعية فهناك فرق بين من يطالبون بالكمال والمثالية ومن يطالبون بالحدود المعقولة التي تتفوق فيها المناقب على المثالب على أقل التقديرات.
وبالله التوفيق.
محمد الحزاب الغفيلي - الرس
|
|
|
|
|