| الاخيــرة
الحملة المسعورة التي تتعرض لها المملكة، أكبر مما يظن البعض، بل وأخطر مما هو معلن أو معروف كما ان هذه الحملة تكشف يوما بعد يوم عن وجهها القبيح، لتدل على أنها ليست موقفا من فرد أو جماعة، أو دولة بعينها، لكنها تتأجج وتستعر، وخلفها الأخطبوط الصهيوني المؤثر في الغرب كله، والذي لم ينس لأمريكا رفضها «ممثلة في شعبها» ايصال «ليبرمان» اليهودي سدة الحكم في البيت الأبيض والذي لم يكن أمامه سوى عقبة بسيطة اسمها «آل غور».
لقد فطن هؤلاء الى ان المملكة العربية السعودية ليست كغيرها من البلدان، فهي لا تركب الموجات الاعلامية الهوجاء، ولا تدخل في ميادين سفاسف القول، وليس من السهل جرها الى المهاترات الكلامية التي لا طائل من ورائها.
لقد وجدوا دولة متكاملة الشكل والمضمون، عنوانها الايمان المطلق، وسلاحها الثقة بالله أولا ثم بالانسان فيها ثانيا، كما عرفوا لهذا البلد قوة استراتيجية لا يستطيعون القفز عنها. سواء أكانت هذه القوة اقتصادية أم سياسية، وقبل ذلك كله دينية.
لقد صبرت المملكة بقيادتها الحكيمة، على كثير من التجاوزات بحقها وبحق أمتها، منطلقة في سيرها هذا من مبدأ ان الحق يعلو ولا يعلى عليه، وان حبال الشر قصيرة وواهية وما كان سيرها يعني تواكلا أو تهيبا، أاسترضاء لهؤلاء الذين ظنوا بها ظن السوء.
وهم يعلمون جيدا، ان أي اختراق يحققونه هنا إنما يعني وصولهم الى مآربهم التي أجّلها مكرهم، أو التي أحبطها الموقف السعودي القائم على المبدأ الثابت. ألا وهو مبدأ الحق الذي لا تنازل عنه ولا تهاون فيه. والمراقب لما يجري في سياق العداء السافر لهذا البلد، وما يتم إلصاقه به من اتهامات ونعوت تقع في مجملها في دائرة «مقاومة التغيير» و«الهدوء» و«رفض استخدام قاعدة سلطان» وذلك يأتي في سياق الرد على المواقف السعودية الثابتة من القضايا المصيرية للعرب والمسلمين.. وأهمها ان ولي العهد يصر على وقف الانتهاكات الاسرائيلية السافرة لحقوق الانسان الفلسطيني في أرضه المحتلة. والانحياز السياسي الأمريكي الى جانب الكيان الصهيوني.
وموقف النائب الثاني الذي أعلنه بصراحة والمتمثل في وقوف المملكة بكل قوتها ضد الارهاب بكافة أشكاله وأنواعه دون الوقوف في وجه المسلمين ومقاتلتهم دون وجه حق.
ويشهد على هذه المواقف تأكيد نائب وزير الخزانة الأمريكي على ان المملكة من أوائل الدول «152» التي انضمت لمكافحة تمويل الارهاب.
ان التغيير الذي يتحدثون عنه، والذي يريدونه ان يحدث في المملكة العربية السعودية يعني ان نتخلى عن مبادئنا وقيمنا، وان نوظف أنفسنا وطاقاتنا لخدمة مصالحهم، وان نسير في ظلهم حيثما ساروا، وأينما اتجهوا، وذلك ما لم يحدث، ولن يحدث وهو ما أدى إلى غضب «اللوبي الصهيوني».
أما الهدوء الذي ينظرون اليه على أنه عيب من عيوبنا، فهوجزء من حياتنا المبنية على الثقة والالتزام وهو صورة الحلم المشرقة التي تميزنا وتعلي شأننا.
إنه هدوء الحليم الذي ليس من مصلحة هؤلاء جميعا إغضابه أو ايذاؤه لأنه:
إذا غضبت عليك بنو تميم
حسبتَ الناس كلَّهم غضابا
نحن لن ترهبنا مخططاتهم، ولن تزعجنا تقولاتهم، لأننا نعرف أكثر من غيرنا دورنا في قيادة هذه الأمة وصيانة مقدساتها، والحفاظ على الشرائع السماوية نقية، نحكم بها، ونحتكم اليها، وليس لنا عنها بديل أو رديف.
أقول: نحن أقوياء بديننا وارادتنا وقيادتنا الرشيدة، وعلى أبناء هذا البلد أن يعوا تماما ما يدور من حولهم وما تخطط له الجماعات المشبوهة في كل مكان، عليهم ان يبقوا يقظين، مؤمنين بدينهم وقيادتهم لأن ذلك وحده هو الصخرة الكفيلة بأن تتحطم عليها أحلام وأوهام الحاقدين وهو القلعة المنيعة التي تتكسر على أسوارها كل شرور الأشرار وأطماع الطامعين.
نحن نفهم ان العدالة المطلقة هي عدالة السماء التي يؤمن ويحكم بها قادة هذا البلد، إنها عدالة الشريعة الاسلامية السمحاء التي تسعى الى نشر العدل والسلام والاستقرار والمحبة في كل مكان في الأرض، ولكن يبدو ان هناك من يريدنا ان «نؤمن» بعدالة جديدة «تؤمن» بمبدأ العقاب الجماعي، والقتل الجماعي، والحصار الجماعي، وبلا حدود.. وتاليتها؟!
Hend magid@hotmail.Com
|
|
|
|
|