| متابعة
الحمد لله الذي جعل السعي في الخير من الأعمال المقربة إليه زلفى، والصلاة والسلام على من جعل عمل الخير والدعوة إليه منهجه، وأرشد أمته إلى عمل الخير.
وفعل الإنسان للخير مسألة صراع بين الحق والباطل، فالرغبات الشخصية والدوافع البهيمية يحسنها الشيطان فتكون جيشاً عرمرم يصارع دوافع الحق في ذات الإنسان.
وسعادة الإنسان في الحياة الدنيا والآخرة تتحدد من غلبة أي فئة على الأخرى حتى اللحظات الأخيرة من حياة الإنسان، هذا الصراع داخل الذات الإنسانية فهناك نور وظلام وسعادة وشقاوة.
ومن سعادة الإنسان صلاحه في نفسه فلا تجده إلا مطمئنا راضيا قانعا مقتنعاً بتدبير الله له في كل أمر من أمور حياته، ومن شقاء الإنسان البعد عن مواضع الخير والعمل بها، وتزداد سعادة الإنسان أو شقاوته بحسب درجة إيمانه وفعله للخير، ومن طبائع الإنسان وجبلة البشرية دعوة الآخرين إلى ماهو فيه من حال ليكونوا مثله في السعادة أو الشقاوة وفرق بين الدعوتين والفريقين، وحينما يتأصل الخير في ذات الإنسان تعلو درجة ثقته في نفسه فلا تجده إلا داعيا إلى ماهو فيه من خير على ملأ من الناس.
ويكتفي كثير من الناس بهذا المستوى إذا ما وصلوا إليه وهو أمر صعب المنال، إلا أن نوعاً آخر من الناس لا يكتفي بهذا فيعلن ماهو فيه من خير شكراً وحمداً لله وثناء عليه أن هدى هذا الإنسان إلى هذا الطريق ويكون إعلانه للخير بالفخر والاعتزاز بهذا الحق الذي هو عليه والدعوة إليه بين الناس بشتى الوسائل والطرق، وخيرية هذه الأمة لها مصادر، تقتفي وتتبع ومصدرها الأساس كتاب الله جل وعلا فهو يحوي الخير كله بالدلالة عليه والدعوة إليه ويعرف الباطل فلا يقع فيه إلا الأشقى ومن أفضل وجوه الخير بث مصدر الخير والدعوة إلى حفظه وتعلمه وهذا هو ما نتحدث عنه في هذه العبارة الموجزة، إذ من الله سبحانه وتعالى على الملك والإمام المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي بث الخير في هذه الأمة، ودعا إليه، فقد تأصلت فيه عناصر الخير، وهكذا كان أبناؤه البررة من بعده وما يزال الخير فيهم وسيظل كذلك بإذن الله سبحانه وتعالى ومن هذا الباب جاءت مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن وتجويده وتفسيره لتدل على مستوى بلوغ الخير في نفس الملك عبدالعزيز إذ كانت هذه المسابقة في مصدر الخير القرآن الكريم من أجل أن يبث هذا النشء الحافظ لكتاب الله الخير في الأمة الإسلامية من خلال دعوتهم وتعليمهم لهذا القرآن وقد مهروا فيه وأتقنوه.
وبث مصدر الخير ونشره في الأمة المسلمة هو ديدن هذه المملكة وعملها فقد سعت إلى نشره بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بطرق شتى ولعل مما يذكر فيشكر مجمع الملك فهد بن عبدالعزيز لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية الذي تم إنشاؤه خدمة لكتاب الله سبحانه وتعالى ونشر له بين المسلمين أفراداً أو جماعات إذ ان طبع مصحف لكل مسلم هدف أساسي من أهداف المجمع وهو يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هذا الهدف قريباً إن شاء الله تعالى .
وقد شرفت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن تكون محضن هذه الأعمال الخيرة، فعملت بجد واجتهاد نحو تحقيق توجيهات ولاة الأمر في نشر مصدر سعادة البشرية كلها كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وتعاهد العاملون فيها على هذا العمل الخير وحظيت بقيادة رجال آمنوا بربهم ربرسالتهم وتجلى ذلك بعملهم الدؤوب على توجيه الناس إلى فعل الخير والدعوة إليه في كل حين فكانوا مثالا في الجد والمثابرة والمتابعة الدائمة وتمثل هذا في شخص الرجل الأول في هذا الوزارة صاحب المعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، نسأل الله له التوفيق والتسديد في الأقوال والأفعال.
وكيل الوزارة لشؤون الأوقاف.
|
|
|
|
|