| متابعة
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله يشرف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة مكة المكرمة بمشيئة الله تعالى اليوم الأحد الثاني عشر من شهر شعبان الجاري 1422ه حفل ختام مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية الثالثة والعشرين لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد حالياً بقاعة التضامن الإسلامي بفندق مكة إنتركونتيننتال.
وأعرب معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المسابقة الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ عن شكره وتقديره لسمو أمير منطقة مكة المكرمة على تشريفه الحفل الختامي للمسابقة الذي يترجم مدى اهتمامه وعناية سموه الكريم حفظه الله بكتاب الله العزيز حفظاً، ونشراً، وطباعة، وتوزيعاً، وكذا الاهتمام بحفظته الذين هم أهل القرآن وخاصته، مشيراً إلى أن لجنة التحكيم الدولية للمسابقة التي تتكون من أحد عشر حكماً دولياً، منهم ستة حكام سعوديين، والباقون من عدة دول عربية وإسلامية، قد استمعت بتوفيق من الله تعالى إلى تلاوات المتسابقين من خلال لجنتين وعلى فترتين صباحية ومسائية، بلغ عددهم مائة واربعة وسبعين متسابقاً في فروع المسابقة الخمسة، وقد تسابق في الفرع الأول واحد وعشرون متسابقاً، وفي الفرع الثاني ثمانية وثلاثون متسابقاً، وفي الفرع الثالث سبعة وثلاثون متسابقاً، وفي الفرع الرابع أربعة وأربعون متسابقاً، وفي الفرع الخامس أربعة وثلاثون متسابقاً.
وأشار معاليه إلى أن الوزارة نفذت بنجاح ولله الحمد والمنة برنامجاً دعوياً وثقافياً مكثفاً مصاحباً لفعاليات المسابقة تضمن لقاء المشاركين في المسابقة لعدد من أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وزيارة عدد من المؤسسات الإسلامية والتعليمية والثقافية في المملكة، إضافة إلى زيارة بعض المشروعات الإسلامية التي نفذتها حكومة المملكة لخدمة كتاب الله تعالى وحفظته، مشيراً معاليه إلى أن المسابقات القرآنية التي تنظمها المملكة ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ستشهد إن شاء الله تعالى المزيد من التطوير والرعاية والاهتمام، حتى تظهر بالمظهر اللائق بها.
وبهذه المناسبة رفع معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد باسم المشاركين في المسابقة جزيل الشكر وصادق الدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، ولسمو ولي عهده الأمين، ولسمو النائب الثاني حفظهم الله على ما قدموه، ويقدمونه من جهود جليلة دائمة لخدمة الإسلام والمسلمين، ونصرة قضاياهم المصيرية في جميع المحافل الدولية في مختلف دول العالم، ونشر الدعوة إلى الله تعالى، والعناية والاهتمام بكتاب الله العزيز وبحفظته في داخل المملكة وخارجها، والصرف بسخاء لإقامة المسابقات القرآنية تشجيعاً لأبناء المسلمين على حفظ القرآن الكريم من ناشئة وشباب، والعمل به، وتدبر معانيه.
وتحدث معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ في تصريحه بهذه المناسبة عن فضل القرآن الكريم، قائلاً: إن القرآن الكريم هو الهدى والنور، فيهدي الله تعالى به للتي هي أقوم، قال تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجراً كبيرا)، هذا القرآن العظيم المنزل من عند الله عز وجل هو كلام الله المعجز وفيه الخير والبركة لمن تعلمه وعمل به، واتخذه طريقاً ومنهجاً قال: صلى الله عليه وسلم فيما رواه عثمان رضي الله عنه ، وأخرجه البخاري وغيره: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» وفي رواية للترمذي وابن ماجة: «إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه» وفي رواية لأحمد «إن خيركم من علم القرآن أو تعلمه».
وأكد معاليه أن تعلم القرآن وتدارسه خير ورحمة وسكينة، مستشهداً بقوله عليه الصلاة والسلام : (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)، رواه الإمام مسلم، ومن فضل القرآن شفاعته لأصحابه وحجة لأهله، فعن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه»، رواه مسلم، وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ القرآن فاستظهره شفع في عشرة من أهل بيته قد وجبت لهم النار)، رواه أحمد.
وأفاد معاليه أنه على ضوء هذا الفضل للقرآن ومنزلة أهله ينبغي بالمسلم أن يجتهد في حفظ كتاب الله وتلاوته وفهم معانيه، وألا يهجر هذا الكتاب العظيم الذي هو روح ونور وهدى فإن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب، أخرج الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)، والله عز وجل حث المؤمنين على تلاوة القرآن والاجتهاد فيه وهو من علامة الإيمان ، قال تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون).
وفي السياق ذاته اشار معاليه إلى أن الله سبحانه وتعالى أمر بتدبر القرآن وتأمل آياته والتحذير من الإعراض عنه أو هجره، قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)، وقال تعالى: (وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً)، والهجر أنواع، منها هجر تلاوته وهجر العمل به وهجر التحاكم إليه.
وحث معاليه حاملي القرآن على أن يتأدبوا بآداب تلاوته، وأن يقرؤوه ما ائتلفت قلوبهم، واجتمعت نفوسهم، عن جندب بن عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اقرأوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه) أخرجه البخاري.كما حثهم على أن يفهموا هذا القرآن بفهم السلف الصالح من الصحابة الذين حضروا التنزيل، وعرفوا أسبابه، وأخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين وأتباعهم تأويلات أهل الأهواء والابتداع والتحريف، فإن اعتصم بهذا الكتاب على هذا المنهاج القويم نجا، ومن تركه واعرض عنه هلك، ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله، فهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو قول فصل، وليس بالهزل، لا تنقضي عبره، ولا تفنى، عجائبه من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أجر، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.وأبرز معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في سياق تصريحه عناية المملكة وقادتها وشعبها بالقرآن الكريم وقال: لقد عنيت المملكة بالقرآن في صور كثيرة وأعظمها تحكيم هذا الكتاب الذي نزل هداية للأمة ودستوراً لها، والعناية بطباعته وترجمة معانيه ونشره في أرجاء المعمورة من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة النبوية، وتعليم الناس هذا الكتاب الكريم عن طريق مدارس ومعاهد لتحفيظ القرآن الكريم، وجمعيات التحفيظ والتشجيع على ذلك بوجود هذه المسابقة المتميزة (مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره)، و(المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره)، والإنفاق على هذا العمل المبارك والتشجيع عليه في كل صوره وأعماله.
وفي الختام أكد الوزير صالح آل الشيخ أن لهذه المسابقات آثاراً طيبة في إصلاح النفوس، وتربية الأجيال على محبة القرآن والتنافس فيه، والدعوة إلى العيش في ظل هذا القرآن العظيم والتخلق بأخلاقه والتمسك بأحكامه وآدابه، وفق الله الجميع للاهتداء بالقرآن والعمل به وجزى الله ولاة أمرنا خيراً ووفقهم لما يحبه ويرضاه.
|
|
|
|
|